توقع المسؤولون والمعلقون أن تحافظ روسيا على الأرجح على وجود مجموعة فاجنر، مما يضع المرتزقة تحت قيادة جديدة، حيث يمتد وجود فاجنر من ساحات المعارك القديمة في سوريا إلى صحاري إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما يبرز نفوذ الكرملين العالمي، ومع تحطم طائرة تقل القائد يفغيني بريغوجين وكبار مساعديه شمال غرب موسكو، تنفي موسكو التكهنات الواسعة بأن زعيم المرتزقة، الذي يفترض أنه مات، كان مستهدفا بالاغتيال بسبب انتفاضته، وأثار الحادث تساؤلات حول مستقبل جيش بريغوجين الخاص، الذي قاتل إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا قبل انتفاضته القصيرة ضد القادة العسكريين في موسكو.

وأعرب الزعيم الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه بعد سقوط الطائرة، كما أمر مقاتلي فاجنر بالتوقيع على قسم الولاء للدولة الروسية، وفقًا لمرسوم نُشر على الموقع الإلكتروني للكرملين في وقت متأخر وأصبح ساريًا على الفور.

توفير الأمن

وفي البلدان الإفريقية، وفرت فاجنر الأمن ضد المنظمات المتطرفة ومع ذلك، يقول آخرون إن بريغوجين بنى علاقات شخصية عميقة قد تجد موسكو صعوبة في استبدالها بسرعة.

وفي هذا الصيف، ساعدت فاجنر في تأمين إجراء استفتاء وطني في جمهورية إفريقيا الوسطى، الأمر الذي عزز السلطة الرئاسية؛ وهي شريك أساسي لجيش مالي في قتال المتمردين المسلحين؛ واتصلت بالمجلس العسكري في النيجر الذي يريد خدماته بعد الانقلاب.

ويعد توسيع العلاقات وتقويض النفوذ الغربي في إفريقيا أولوية قصوى، حيث يبحث الكرملين عن حلفاء جدد وسط حربه في أوكرانيا، حيث ساعدت قوات فاجنر أيضًا في الفوز بمعركة رئيسية.

وتعد الدول الإفريقية البالغ عددها 54 دولة أكبر كتلة تصويت في الأمم المتحدة، وقد عملت موسكو بنشاط على حشد دعمها لغزوها.

حارس شخصي

وعملت قوات فاجنر كحراس شخصيين للرئيس فوستين أرشانج تواديرا، حيث قامت بحماية العاصمة بانجي من تهديدات المتمردين وساعدت تواديرا على الفوز في الاستفتاء الدستوري الذي أجري في 30 يوليو والذي قد يمدد سلطته إلى أجل غير مسمى. وقال الناشط والمدون من إفريقيا الوسطى، كريستيان إيمي ندوتا، إن تعاون البلاد مع روسيا لن يتأثر بالقيادة الجديدة في فاجنر، التي كانت «راسخة» في البلاد منذ سنوات. لكن البعض في جمهورية إفريقيا الوسطى يدينون المرتزقة، وانتقدتهم بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام هناك في عام 2021 بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.

بناء العلاقات

وقال لو أوزبورن من مشروع All Eyes on Wagner، وهو مشروع يركز على المجموعة، إن عملاء فاجنر رفيعي المستوى قاموا ببناء علاقات في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى ويفهمون التضاريس.

«إنهم يتمتعون بسمعة جيدة، ويمكنهم بيعها لمنافس روسي آخر. وقال أوزبورن: «لن يكون مفاجئًا أن تتولى منظمة جديدة مهامهم»، مشيرًا إلى أن المقاولين العسكريين الروس في أوكرانيا، مثل Redut وConvoy، أعربوا مؤخرًا عن رغبتهم في القيام بأعمال تجارية في إفريقيا.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن وفاة بريغوجين «سيكون لها بالتأكيد تأثير مزعزع بشدة لاستقرار مجموعة فاجنر».

وجاء في البيان أن «سماته الشخصية المتمثلة في النشاط المفرط والجرأة الاستثنائية والرغبة في تحقيق النتائج والوحشية الشديدة تغلغلت في فاجنر ومن غير المرجح أن يضاهيها أي خلف له».



مهام فاجنر


تعزيز نفوذ روسيا العالمي وفرت الأمن ضد المنظمات المتطرفة في إفريقيا عملت كحارس شخصي وساعدت في الانتخابات في بعض الدول الإفريقية قاموا ببناء علاقات في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى مساعدة موسكو في حربها ضد أوكرانيا