جميل جداً أن يتم وضع حدٍّ لكلِّ تعدٍّ على السمعة والشرف وأدق الخصوصيات، من أي كائن ضد آخر أيٍّ من كان.
وجميل جداً ألا يُترك الموضوع مفتوحاً أمام الجميع.. بحيث يتعدى أي شخص لفظياً على الآخرين من دون رادع، إلا أنني وبكل صراحة فوجئت بالمقترح المقدم، بخصوص عدم التعدي على نواب مجلس الأمة، وإلا فهناك 20 ألف دينار غرامة.
سؤال واضح ومباشر: ما وضع النائب الذي يتعدى على نائب آخر ويقذفه بأقسى وأفظع الكلمات مثل: «كلب وحقير»، وأنت «لا شيء»، والاستهزاء بمنصبه ووضعه داخل المجلس، وخلال جلسة منقولة إعلامياً وصحافياً وأمام الملأ؟
إذاً قبل أن تحاسبوا الإعلام والصحافة والناس على أي تعدٍّ وتخطٍّ لخطوط الأدب والأخلاق، من الأجدر أن تبدأوا ببيتكم يا نواب المجلس الأفاضل.
من الجميل أن تكونوا أنتم قدوتنا في التزام أسلوب النقد واختلاف وجهات النظر الراقي والمحترم، عوضاً عن الصراخ والتعدي على أصول الحوار، والتعامل مع كل النواب بشيء من الاحترام والتقدير، بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر.
حالات التشابك والتهجم والقدح بكلمات جارحة ومهينة، إذا ما سمعناها من أطفالنا ضد زميل لهم لأوقعنا أشد العقوبة عليهم.
إذا أنتم فعلاً حريصون على وضعكم السياسي، وترغبون في وضع حدٍّ لأي تعدٍّ عليكم كنواب مجلس أمة، من قِبَل أي مواطن أو سياسي أو صحافي أو إعلامي، لأنكم تملكون حق التشريع وإصدار القوانين بهذا الخصوص، فالأجدى بكم أن تبدأوا من داركم، قاعة عبدالله السالم، التي شهدت وللأسف، خلال جلسات العمل البرلماني، أشكالاً من التعديات اللفظية والجسدية.
نوابنا الأفاضل.. لو أعدتم أشرطة جلسات المجلس في السنوات الأخيرة، لانشغلت محاكم الكويت بكمٍّ كبير من التعديات من نواب ضد آخرين، لمجرد أنهم لا يهضمونهم أو لا يتقبلونهم أو لا يحبونهم لأي سبب كان، وعلى الأغلب تكون لأسباب شخصية أو مبنية على مواقف معينة.
هذه المواقف يجب أن تُفصل بشكل نهائي عن عمل النائب في جلسات مجلس الأمة أو في اللجان.
نوابنا الأفاضل.. يا من قدمتم هذا الاقتراح الجميل، ابدأوا بمحاسبة أنفسكم، وطبقوا القانون عليكم قبل أن تطبقوه علينا.
معالي وزير الإعلام، هذه هي وجهة نظري، باعتباري إعلامية يؤسفها أنها لن تشارك في مناقشة هذا المقترح مع جموع المدعوين من قِبَلكم.. هذا بافتراض أني موضوعة في حسبانكم كغيري من الزملاء الإعلاميين.
ودمتم معالي الوزير.
* نقلا عن "القبس"
