سجلت ولاية قسنطينة، لأول مرة منذ أزيد من ثلاثين عاما عدم احتراق أي مساحات غابية، حيث أكد المكلف بالإعلام بمحافظة الغابات أن اعتماد استراتيجية التخييم بالنقاط الحساسة قد ساهم في تحقيق نتائج جد إيجابية، فيما تم تنصيب جهاز للحراسة لمنع تجدد حريق مفرغة ديدوش مراد الذي أتى على مساحات زراعية يوم أمس.
وشب أمس، حريق على مستوى المفرغة العمومية المراقبة ببلدية ديدوش مراد، إذ توسع ومس ممتلكات وأراض تابعة للخواص، و زاد من امتدادها الرياح القوية الساخنة، فيما أوردت ولاية قسنطينة في بيان لها، أن الوالي قد تنقل رفقة أعضاء اللجنة الأمنية إلى المفرغة للوقوف على عملية الإخماد والسيطرة على النيران ومنع توسعها.
وأوضح المصدر ذاته، أنه قد تم التحكم في الحريق وإخماده بصفة نهائية، حيث تم تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية المشتركة لمصالح الحماية المدنية، الغابات، البيئة والأشغال العمومية وسياكو والمؤسسات العمومية للولاية، فضلا عن مشاركة عدد من المؤسسات الخاصة، قبل أن توجه تعليمات بزيادة درجة اليقظة وتجند كل المصالح المعنية في الميدان والقيام بعمليات الردم، كما تم تنصيب جهاز للحراسة من قبل مصالح الحماية المدنية والغابات بالمنطقة لمنع تجدد اشتعال النيران، لاسيما وأن الرياح يوم أمس كانت قوية وساخنة.
وتعد مفرغة ديدوش مراد نقطة سوداء على مستوى تلك المنطقة، حيث أن وضعيتها تدهورت كثيرا وأصبحت مصدر انبعاث للروائح الكريهة وعصارات النفايات، التي تسببت في تدهور الوضع البيئي، كما أن موقعها قريب جدا من الأراضي الزراعية، فضلا عن غابة جبل الوحش، إذ كانت الشرارات المنبعثة منها السبب الرئيسي في الحريق الكبير الذي أتى قبل ثلاث سنوات على مساحات غابية وزراعية واسعة.
وعلمنا، أن سبب حريق أمس هو حرق علب من الكارتون، رغم أن محافظة الغابات راسلت القائمين على المفرغة بالامتناع عن حرق أي مواد لاسيما في فصل الصيف، إذ أن شرارة النيران تنتشر بسرعة رهيبة كما أنها تخمد وتشتعل مرة أخرى، بسبب الرياح وارتفاع درجة الحرارة، علما أن نيران أمس قد مست ممتلكات منطقة بن زكري.
وأوضح المكلف بالإعلام على مستوى محافظة الغابات، علي زغرور، أنه لم يتم تسجيل احتراق أي مساحات غابية، كما أبرز أن ولاية قسنطينة تسجل ولأول مرة منذ أزيد من ثلاثين عاما، عدم احتراق أي مساحة أو جزء من أي غابة على المستوى الولائي، إذ أن الإجراءات المتخذة من طرف السلطات الولائية وعلى رأسها الوالي وكذا اللجنة الأمينة قد ساهمت في عدم اندلاع الحرائق، فقد تم وضع مخطط لتخييم فرق من الحماية المدنية ومحافظة الغابات على مستوى 4 نقاط حساسة لمنع اندلاع النيران، ويتعلق الأمر بمناطق الهرية، وكذا ذراع الناقة والكنتور بزيغود يوسف وغابة شطابة.
وتابع المتحدث، أنه كان يسجل على الأقل احتراق 10 هكتارات من المساحات الغابية، كما ذكر الإطار بمحافظة الغابات أنه قد تم إجراء أزيد من 30 تدخلا في هذا الموسم، وأكد أن العديد من الولايات تعمل على تعميم تجربة التخييم، كما تجدر الإشارة، إلى أن ولاية قسنطينة قد سجلت حصيلة كبرى إذ احترقت 83.5 هكتارا من المساحات الغابية و 643 هكتارا من الأحراش في سنة 2021، قبل أن تتراجع بشكل كبير الصيف الماضي، لكن هذا العام قد كان الأحسن رغم أن درجات الحرارة شهر جويلية وكذا بداية أوت كانت قياسية ولم تنزل عن سقف 40 درجة مئوية.
لقمان/ق
