نواد جزائرية تستغله في الترويج السياحي: الطيران المظلي يستقطب المغامرين من كل الفئات

تعد رياضة الطيران الشراعي أو الطيران الحر من أحدث الرياضات في الجزائر وبقسنطينة على وجه الخصوص، فقد أصبح هذا النشاط المليء بالحماس يستقطب الكثير من هواة المغامرة الباحثين عن متعة مشاهدة الصخر العتيق من السماء، كما أنه نشاط يحظى بجمهور واسع، خاصة بعدما تمكن أعضاء نادي نجم الشرق المتواجد ببلدية عين عبيد، بفرعه المختص في الطيران المظلي صقور سيرتا، من رفع التحدي وإيجاد فضاءات لممارسة الرياضات الجوية والميكانيكية والترويج للسياحة الداخلية من خلالهما.

رياضة وسياحة ومتعة
أكد لنا المسؤول عن قسم الطيران بنادي نجم الشرق حاتم راهم، بأن قسنطينة تملك مؤهلات مدهشة لتصبح قطبا سياحيا استثنائيا، فضلاعن المقومات الطبيعية والتضاريس التي تؤهلها لتضيف إلى تسمياتها الكثيرة لقب مدينة التحليق الجوي بامتياز، خاصة في حال أعيد استغلال  ممر درب السياح المطل على وادي الرمال، فضلا عما توفر غابة شطابة ببلدية عين السمارة من فرص لعيش تجارب استثنائية، مشيرا إلى أن الطلعات الجوية التي نظمت خلال احتضان الولاية لمباريات الشان، لاقت صدى كبيرا وتفاعل معها الجمهور بقوة.
 وقد برمج النادي حوالي عشر طلعات بالمحرك والمظلة الشراعية حيث كانت الانطلاقة من نصب الأموات وصولا إلى نواحي المدينة القديمة وكان الهبوط جهة مسبح سيدي مسيد بالمظلة الشراعية، وجولة بالمحرك من جامعة الإخوة منتوري ، ثم التحليق بعلم الشأن فوق ملعب حملاوي.
و تساهم الرياضات الجوية في التعريف بالسياحة الجبلية أيضا واستكشاف المناظر الخلابة التي تتزين بها الولاية حسبه، فالمناظر التي يستمتع بها السائح وهو محلق في السماء غير عادية، لهذا استطاع هذا النشاط أن يفرض نفسه رغم خصوصيته وخطورته أحيانا كما أضاف.
وأردف : « تعد هذه الأنشطة بمستقبل مشرق من خلال الدور الذي تلعبه في الترويج للسياحة الداخلية، وإنعاش موسم الاصطياف، وبحسب ما أفاد به المتحدث، فقد عرفت الولايات الساحلية هذا الموسم متعة خاصة من خلال تركيز النوادي على فعاليات الطيران الثنائي للمصطافين الذين يستمتعون بأوقات بهيجة في البحر لينهوا رحلتهم بمغامرة فريدة من نوعها وهم يحلقون في السماء».
وأشار مسير نادي صقور سيرتا، إلى أن الكثير من البلدان أصبحت تعتمد على هذه الأنشطة في استقطاب السياح على غرار تركيا التي تملك موقعا عالميا للطيران.
الطيران حلم الإنسان
وتمنح رياضة الطيران المظلي جرعة كبيرة من المتعة، لأنها تصل بالمغامر إلى أقصى حد من الارتفاع، فضلا عن بهجته بتجريب نشاط جديد لأول مرة لطالما حاز على الكثير من الفضول والاهتمام لدى الإنسان، وعلق راهم، بأن البقاء لمدة أطول في الجو أكثر متعة من الطيران لمدة قصيرة.
وذكر، بأن الإقلاع في ولاية قسنطينة، يكون من منطقة الدغرة بزيغود يوسف، والهبوط في الأراضي الحدودية لولاية سكيكدة وبالتحديد منطقة عين بوزيان، أو العودة لمنطقة الدغرة، وتعتمد الطلعات الجوية الخاصة بالسياح على الطيران الثنائي بقيادة طيار محترف، يضمن سلامة المغامر ويوفر له المتعة الكافية، فضلا عن تزويده بالتعليمات والإرشادات التي يجب تنفيذها حتى يضمن أمنه،  وعلق « القاعدة التي نعتمدها في نشاطها هي إقلاع بسلام نزول بسلام»، وذلك تلغى الجولة حتى لو كانت الظروف الجوية مناسبة، في حال تسجيل أي خلل أو حركة غير مدروسة يمكن أن تشوش الطيار أو تضع السائح في خطر.
وقال المسؤول عن نادي صقور سيرتا، بأن هذه التعليمات تدخل ضمن سيكولوجية الطيران، بداية من التهيؤ النفسي للسائح حتى لا يشعر بالارتباك أو الخوف من التجربة، ثم تطبيق التوجيهات التي تمنح له كالبقاء واقفا وعدم لمس حزام الأمان، و عدم محاولة التشويش على الطيار، التأكد من أن الشراع في حالة جيدة، فضلا عن التوقيت الذي يبدأ فيه بالهرولة حتى يساعد الطيار، من جهة أخرى لفت راهم، إلى أن السن من الشروط الأساسية أيضا، فبالرغم من أن النشاط متاح للجميع إلا أن الفئة المسموح لها بالمشاركة في الطيران المظلي تبدأ من 16 سنة مع تصريح أبوي وشهادة طبية، فالإقلاع وفقه لا يتم دون توفر كل هذه الشروط التي تضمن السلامة.

وضمانا للمتعة يتحرى الطيارون الظروف الجوية المناسبة التي تحفظ سلامة الطيار والسائح كما قال، وشرح في هذا الصدد، بأن أساس الطيران المظلي هو الوصول إلى أقصى ارتفاع، لهذا تتحكم الظروف الجوية في الرحلة، إذ يستغلون التيارات الهوائية، خاصة الدافئة منها للوصول إلى الارتفاع المطلوب، وإذا كانت الظروف الجوية مناسبة يمكن أن يصل الطيار إلى ارتفاع 3000متر، ويمكن أن يحلق في حالات أخرى على ارتفاع 400 إلى 600 متر، حسب اتجاه الرياح التي تكون مقابلة للطيار، مع  الحرص على ألا تكون سرعة الرياح قوية، ولفت  المتحدث إلى أن التحليق خارج هذه الظروف يعد مخالفة في الطيران الجوي و إخلال بشروط السلامة.
ويتكون العتاد المستخدم في الرياضات الجوية بحسب ما ذكره من الزي والمظلة و المقعد وجهاز قياس الارتفاع، وتعد مظلة الإنقاذ أهم أداة في المجموعة، يستعين بها الطيار مباشرة إذا أحس بالخطر حتى تسمح له بالنزول بسلام.
أول نادي طيران بمدينة الجسور المعلقة
ويضم قسم الطيران صقور سيرتا، التابع لنادي نجم الشرق المتواجد بعيد عبيد، أربع طيارين محترفين، وقد انطلق مشوار الطيران الشراعي بالمظلة والمحرك  سنة 2021 بعد أن كان النادي خاصا بالفروسية وحسب حاتم راهم، فإن الطيارين القسنطينيين كانوا يضطرون سابقا للانخراط في نواد تابعة لولايات أخرى على غرار بجاية وقالمة للمشاركة في الفعاليات الخاصة بالطيران الجوي، وذلك إلى غاية سنة 2021 بعد تأسيس قسم للرياضات الجوية والاستطلاع فضلا عن الرياضات الميكانيكية، وأردف : « شاركنا في البطولة الوطنية ثلاث مرات، آخرها سنة 2022 التي احتضنتها ولاية بجاية، حيث تحصلنا على المرتبة الرابعة وطنيا في البطولة الوطنية للهبوط بدقة، ما أهلنا للانضمام إلى الفريق الوطني للرياضات الجوية التابع للفدرالية الجزائرية للرياضات الجوية التي ترافق النوادي خلال نشاطهم في قسنطينة».
وللتعريف بالرياضات الجوية ومميزاتها، نضم النادي خلال بطولة الشأن أبوابا مفتوحة بدار الثقافة مالك حداد، لاقت إقبالا كبيرا من الجمهور المتعطش لمعرفة المزيد عن هذه الأنشطة، حيث أطلعهم أعضاء النادي على ماهية الطيران المظلي وكيف أصبح متوفرا في الولايات الجزائرية وبقسنطينة أيضا، وتعرّف الجمهور القسنطيني على مدار يومين كاملين على هذه الرياضة، كما تمكن الكثيرون من مشاهدة سرب للصقور يحلق بالطائرات الشراعية بمحرك في سماء بلدية عين عبيد، فضلا عن احتكاك المواطنين بالطيارين و معرفة المزيد عن هذا النشاط و قد أخذوا صورا تذكارية معهم، فضلا عن أن الفعالية فتحت الأبواب للزوار الذين تمكنوا من ارتداء اللباس الخاص بالطيار، كما برمج النادي طلعات جوية بالمحرك في مقر النادي ببلدية عين عبيد شهر جوان بالتنسيق مع الاتحادية للترويج للرياضة وتعريف الناس بها، حسب ما أفاد به راهم.
وكشف، بأنه في إطار مخطط عمل الفدرالية الجزائرية للرياضات الجوية، سيُنضم النادي تجمعا للفريق الوطني و الطيارين الذين سيمثلون الجزائر عربيا ودوليا في الرياضات الجوية بمحرك، بعد انتقاء الفريق طبعا، حيث سيتعرفون على ولاية قسنطينة والتضاريس التي تتمتع بها خاصة بلدية عين عبيد أين يمكن الطيران بأريحية وبكل سلام.
تكوين نظري وتطبيقي لهواة الطيران
كما يقدم قسم صقور سيرتا دورات تعليمية نظرية وتطبيقية للطيارين الشباب الذين يستهويهم هذا النشاط، وقال راهم، بأن المتربص يتعلم من خلالها المبادئ الأساسية للطيران، وميكانيكا الطيران و علم الرياح بالإضافة إلى التعرف على أنواع السحب وارتفاعها وتأثيرها على المظلة من خلال علم المناخ، فضلا عن العوامل العلمية التي تسمح بالإقلاع وتوفر شروط السلامة.
ويعتمد الجانب التطبيقي على مراحل، يتعلم المتربص في كل منها كيفية التحكم بالمظلة الشراعية من خلال الطيران الأرضي، حيث يتوجه بمعية طيارين محترفين إلى أرضية الإقلاع التي يبدأ المتدرب بالارتفاع عليها نحو من 10 إلى 20 مترا عن سطح الأرض، ثم ينتقل إلى الطيران الكبير بمرافقة مرشد الإقلاع الذي يوجهه من خلال جهاز الراديو، وعند التأكد من أنه يتحكم جيدا في تقنيات الطيران الأرضي وتجاوز مرحلة الخوف والارتباك، ينتقل إلى آخر مرحلة وهي الطيران الفردي بمرافقة رقابية من المدرب خاصة ما يتعلق بمراقبة العتاد حفاظا على أمنه وسلامته.                  إيناس كبير

تاريخ الخبر: 2023-08-30 00:24:14
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

عاجل.. تأجيل انتخاب اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:10
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

عاجل.. تأجيل انتخاب اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:06
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

رسميا.. انسحاب اتحاد العاصمة الجزائري من مواجهة نهضة بركان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:04
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

رسميا.. انسحاب اتحاد العاصمة الجزائري من مواجهة نهضة بركان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:25:56
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية