فر من السجن بمروحية، رضوان فايد يحاكم في باريس

صدر الصورة، EPA/OLIVIER ARANDEL

  • Author, بول كيربي
  • Role, بي بي سي نيوز

يخضع أحد أخطر رجال العصابات للمحاكمة في باريس وسط إجراءات أمنية مشددة إثر متابعته بتهمة الهروب من السجن عبر استخدام طائرة هليكوبتر قبل خمس سنوات.

وكانت السمعة التي يتمتع بها رضوان فايد في الهروب من السجون واقتحامها هي السبب وراء تكليف وحدة من القوات الخاصة للشرطة للتصدي لأي محاولات هروب قد يقوم بها أثناء نقله من وإلى المحكمة.

وأشارت تقارير إلى أن الشرطة الفرنسية حذرت من خطر كبير لمحاولة أخرى لهروب فايد أثناء المحاكمة.

ويحاكم فايد، 51 سنة، بهذه الاتهامات مع 11 متهما من بينهم شقيقيه الأكبر منه سنا.

وقالت تقارير المحكمة إن المتهم وصل إلى القاعة وسط حراسة مشددة من الشرطة، ووصل بعده مباشرة شقيقه الأكبر ريتشارد الذي يواجه اتهامات بالتخطيط لاقتحام السجن.

وأثناء تنفيذه عملية الهروب الدرامية التي يحاكم عليها الآن، كان فايد يقضي حكما بالسجن عقب إدانته باقتحام سجن آخر في 2013.

وقام اثنان من شركاء فايد وشقيقه باحتجاز طائرة هليكوبتر كرهينة وهبطوا في ساحة سجن ريو جنوب باريس في الأول من يوليو/ تموز 2018. كما استخدموا قنابل دخان ومُقَطِّع زوايا كهربائي لاقتحام غرفة زيارة قريبة حيث كان فايد يلتقي بشقيقه إبراهيم.

وقال أحد حراس السجن إن الرجلين، اللذين كانا يرتديان زي قوات خاصة، كانا يحملان بنادق كلاشينكوف، ولم يتمكن هو وزملاؤه من التصدي للهجوم، مؤكدا أن المروحية – التي كانت من طراز Alouette II – أقلعت من ساحة السجن وانتهى الأمر كله في غضون دقائق.

وألقي القبض على فايد بعد ثلاثة أشهر من هروبه من السجن بعد مداهمة شقة سكنية في مسقط رأسه في مدينة كريل الفرنسية.

وبدأ رضوان فايد حياته كرجل عصابات بممارسة السرقة بالإكراه والابتزاز في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس التي عانت كثيرا من انتشار الجريمة في تسعينيات القرن العشرين.

وألف رجل العصابات الفرنسي كتابًا وصف فيه كيف تأثر بفيلم هوليوود "هيت" (Heat) في هجومه على شاحنة تابعة للأمن الفرنسي في التسعينيات من القرن العشرين. وبعد نشر هذا الكتاب، أصبح فايد من المشاهير، وبدأ يظهر على شاشات التلفزيون للترويج لكتابه.

  • اعتقال أبرز لص مطلوب في فرنسا بعد فراره من السجن بمروحية
  • إيطاليا تحقق في "اختطاف" سفينة شحن تركية
  • هروب مئات من السجناء في اقتحام سجني التاجي وأبوغريب
تخطى البودكاست وواصل القراءة

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

وبعد أشهر من إطلاق سراحه بعد أن حكم عليه بالسجن في 2010، أعيد إلى السجن بتهمة انتهاك شروط إطلاق سراحه. ثم حُكم عليه لاحقًا بالسجن لفترة طويلة بتهمة التخطيط لعملية سطو في 2010 قُتلت فيها الشرطية أوريلي فوكيه البالغة من العمر 26 سنة في ذلك الوقت.

وفي 2013، احتجز أربعة من حراس السجن كرهائن ونفذ سلسلة التفجيرات حتى تمكن من تأمين طريقه للخروج من هذا سجن الكائن بالقرب من مدينة ليل في شمال فرنسا. وبالفعل نجح في اجتياز خمسة أبواب للسجن ثم أطلق سراح الرهائن الأربعة.

وظل هاربا من السجن لمدة أربعة أسابيع قبل أن يعاد إلى مكانه خلف القضبان مرة ثانية.

على مدى الأسابيع السبعة التالية، تنظر قضية فايد محكمة فرنسية في إيل دو لا سيتي في باريس وسط إجراءات أمنية مشددة. ويواجه المتهم الفرنسي اتهامات باختطاف طائرة، فضلا عن عمليات هروب متكررة في إطار أنشطة تشكيل للجريمة المنظمة.

وتناقلت وسائل إعلام فرنسية تحذيرا سريا من الشرطة يسلط الضوء على "خطر كبير لمحاولة الهروب" أثناء المحاكمة والانتقال من السجن إلى المحكمة والعكس.

لكن فريق الدفاع عن فايد أعربوا عن استيائهم من تعرضه للحبس الانفرادي "غير الإنساني والمهين" في سجن فلوري ميروجي جنوب باريس. وقالت المحامية ماري فيولو، إحدى أعضاء فريق الدفاع عن المتهم، إن عملية هروب موكلها من السجن كانت "مذهلة"، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنها كانت "خطيرة".

وأضافت: "رضوان فايد لم يطلق النار على الحراس، ولم يطلق النار على أبراج المراقبة. لقد صعد إلى طائرة هليكوبتر وغادر. ولم يستغرق الأمر سوى سبع دقائق تقريبا، ولهذا السبب تم اتخاذ القرار بمعاملته كحيوان وعزله عن العالم بأكمله".

ويخضع للمحاكمة مع رضوان فايد 11 متهما آخرين، من بينهم شقيقيه رشيد وإبراهيم.

كما تشمل قائمة المتهمين في القضية جاك مارياني، المعروف بأنه خليفة أحد مؤسسي واحدة من أخطر عصابات الجريمة المنظمة في جزيرة كورسيكا الفرنسية.