يحتفي العالم اليوم باليوم العالمي للعمل للعمل الخيري، لذلك يجب الإشارة إلى المشروع القومي الأكبر الذي يعمل على التخفيف عن كاهل المواطن المصري الأكثر احتياجا في القرى والمحافظات الفقيرة، وهي المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» التي تناولت فكرة العمل على تطوير الريف المصري من شتى الجوانب، وهو الهدف ذاته الذي يعمل التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي بمؤسساته المختلفة على تحقيقه. 

حياة كريمة تدعم الأكثر احتياجا 

واهتمت «حياة كريمة» منذ تدشينها، بجانب عملها على إنشاء المشاريع الخدمية، بالوصول لكل مواطن يحتاج إلى دعم ما، وتقديم هذا الدعم لمستحقيه، وتصل المبادرة لتلك الحالات من خلال عمليات الرصد الميداني، وتمكنت المبادرة من تحويل حياة مئات من الأسر من حال لحال، منهم جميلة مصطفى وابنها.

تعيش جميلة برفقة ابنها الذي يبلغ من العمر 10 سنوات بعد أن انفصلت عن زوجها في منزل بفقتد لكل مقومات الحياة الآدمية، وتقول لـ«الوطن»: «كنا عايشين في بيت سقفه من القش والطين والأبواب من الخشب المتهالك بالتالي الفئران والحشرات تدخل من كل مكان».

وأضافت: «في أيام الشتاء وشدة المطر والعواصف السقف وقع علينا ومبقاش في سقف يحمينا».

حياة كريمة توفر منزلا آدميا لجميلة وابنها 

استمر الحال على ما هو عليه إلى أن وصلت «حياة كريمة» إلى قرية المهدية بمركز أبو المطامير في محافظة البحيرة حيث تعيش جميلة وعملت على توفير حياة آدمية للسيدة المطلقة وصغيرها، ووفرت لهم منزل آدمي وسقف يحميهم من المخاطر، وقالت ابنة البحيرة: «الرئيس السيسي أول رئيس يحس بينا ويسمع صوتنا ونفسي اني أقابله عشان اشكره على كل المبادرات اللي بيعملها دي اللي قدرت تحول حياتي من حال». 

ولم تكن جميلة هي الوحيدة التي استفادت من الأعمال الخيرية التي تقوم بها «حياة كريمة»، حيث تمكنت المبادرة الرئاسية من إحداث الفارق أيضا في حياة محفوظ الذي عاش يعاني من الشلل النصفي لمدة 38 عاما، وكان يضطر أن يحبو على يديه كي ينتقل من مكان إلى آخر. 

كراسي متحركة لمحفوظ ووالدته 

يروي ابن محافظة المنوفية لـ«الوطن» أنه إلى جانب عنايته بأسرته المكونة من 4 أبناء وزوجة، يعيل أيضا والدته العجوز الكفيفة والتي تعاني هي الأخرى من الشلل ولا تتمكن من الحراك، وتمكنت «حياة كريمة» أن ترحم محفظة ووالدته، من خلال توفير كرسي متحرك كهربائي، مما أتاح لهم الفرصة للتحرك بشكل آدمي، وقال: «ايدي اتهرت من كتر الحبو على الأرض، وحياة كريمة رحمتني من كل دا ورحمت فقرات ظهري اللي كانت بتموتني من التعبن فاجابولي كرسي ينقلني من أي مكان لأي مكان أنا عايزو بمنتهى السهولة، ودا بالنسبة لي فرصة كبيرة». 

ويقول «محفوظ»، إن مبادرة «حياة كريمة» منحت قريته فرصة جديدة للحياة، فهو شاهد عيان على القرية التي يتبدل حالها من حال لحال،  حيث أصبحت شبكات الصرف الصحى تغطى كل القرية وشبكات المياه تصل لكافة المنازل وشبكات الكهرباء، وأعرب عن فرحته الكبيرة ببناء المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لمدارس في القرية التي تضمن مستقبل أفضل لأولاده الـ4. 

وتوجه «محفوظ» بشكر كبير للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لدعمه المستمر لذوي الهمم، حيث قال لـ«الوطن»: «أنا بحب الرئيس السيسي جدا وبشكره لأنه ديما حاسس بيا وبشوفو في التلفزيون بيتصور مع الناس اللي زيي ونفسي أقابله».

التحالف يتبنى مسيرة أميرة التعليمية 

ومن المنوفية إلى الفيوم، وصل التحالف الوطني إلى أميرة شعبان، الفتاة التي نشأت في بيت بسيط بقرية النزلة التابعة لمركز يوسف الصديق، وقرر تبني مسيرتها التعليمية في المرحلة الجامعية، تقديرا من التحالف للجهد الكبير الذي بذلته صاحبة الـ22 عام. 

تمكنت أميرة من تحقيق تفوق كبير في مرحلة الثانوية العامة، فقرر التحالف التكفل بمصاريف دراستها الجامعية لتحقق مزيد من التفوق، وتقول أميرة لـ«الوطن» أنها بدأت رحلة تعليمها من فصول محو الأمية، وبعدها التحقت بالمدرسة، وتمكنت من تحقيق التفوق. 

تحب ابنة الفيوم المشاركة في الأعمال الخيرية والتطوعية، وكانت تتوجه إلى التبرع بالدماء فضلا عن أنها كانت تشارك كمتطوعة في تنظيم القوافل الطبية التابعة لحياة كريمة في قريتها والقرى المجاورة، وبتفوقها الدراسي، تمكنمت من الالتحاق بكلية الطب، والآن أصبحت تتطوع في القوافل كطبيبة تقوم بالكشف على الأهالي الأكثر احتياجا، وهو ما يُشعرها بسعادة كبيرة وكأن أحد أحلامها قد تحقق، وأضافت: «بحس إن الرئيس والدي اللي بيسندني عشان أكمل طريقي، وهو فعلا أب لكل المصريين».