تجاوز قتلى أوكرانيا قتلى سوريا لأول مرة بسبب الذخائر العنقودية التي تعتبر من الأسلحة المحظورة، حيث كانت سوريا من الدول التي شهدت أكبر عدد من ضحايا الأسلحة الممنوعة، ووفقا لمنظمة رقابية دولية قتل في أوكرانيا أكثر من 300 شخص وجُرح أكثر من 600 آخرين في عام 2022.

فيما تسعى أمريكا إلى تسليم قذائف عنقودية إلى أوكرانيا وهو الأمر الذي يعارضه الكثير، حيث يسعى مؤيدو اتفاق دولي يحظر الذخائر العنقودية إلى منع تآكل دعم الاتفاق بعد ما وصفته إحدى المجموعات الرائدة في مجال حقوق الإنسان بالقرار الأمريكي «غير المعقول» بشحن هذه الأسلحة إلى أوكرانيا من أجل حربها ضد روسيا.

وتقول ماري ويرهام من منظمة هيومن رايتس ووتش، إن قرار واشنطن «يمثل بالتأكيد انتكاسة».

انتقاد أمريكا

وتفسر ويرهام والتي طالما دافعت عن الاتفاقية التي مضى عليها 15 عاماً، إن التحالف كان «قلقاً للغاية» بشأن التحرك الأمريكي في يوليو، بعد نقاش مكثف بين القادة الأمريكيين، لنقل آلاف غير محددة من مدفعية 155 ملم إلى سوريا لتسليم قذائف عنقودية إلى أوكرانيا.

وأصدرت مجموعات المناصرة في تحالف الذخائر العنقودية تقريرها السنوي الأخير، قبل اجتماع الأسبوع المقبل لمبعوثي 112 دولة انضمت إلى اتفاقية الذخائر العنقودية أو صدقت عليها. وتحظر المعاهدة استخدام المتفجرات وتدعو إلى تطهير المناطق التي تتناثر فيها الأرض لأنها تلحق الضرر بالمدنيين وتقتلهم أكثر بكثير من المقاتلين.

ووقعت 12 دولة أخرى على الاتفاقية والولايات المتحدة وروسيا ليست من بينها. ويقول التحالف إن أكثر من 20 من القادة والمسؤولين الحكوميين انتقدوا هذا القرار.

وعلى أمل تجنب الانشقاقات عن الاتفاقية.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الذخائر - وهي نوع من القنابل التي تفتح في الهواء وتطلق «قنيبلات» أصغر عبر منطقة واسعة - يمكن أن تساعد كييف في تعزيز هجومها والتقدم عبر الخطوط الأمامية الروسية.

فشل منخفض

وقال القادة الأمريكيون إن عملية النقل تتضمن نسخة من الذخيرة ذات «معدل فشل منخفض»، مما يعني عدم انفجار عدد أقل من القنابل الصغيرة. ويمكن للقنيبلات الصغيرة تدمير الدبابات والمعدات، وكذلك القوات، وضرب أهداف متعددة في نفس الوقت.

لكن ويرهام أشار إلى «أدلة واسعة النطاق على وقوع أضرار بالمدنيين ناجمة عن هذه الأسلحة». ويقول التقرير إن المدنيين شكلوا 95% من ضحايا الذخائر العنقودية التي تم تسجيلها العام الماضي، بإجمالي حوالي 1172 في ثماني دول: أذربيجان، العراق، لاوس، لبنان، ميانمار، سوريا، أوكرانيا، واليمن. وأشار المرصد إلى الجهود المبذولة في أماكن مثل بلغاريا وبيرو وسلوفاكيا لتدمير مخزوناتها من الذخائر في عام 2022 وفي وقت سابق من هذا العام.

وقال التقرير إن الأطفال شكلوا 71% من ضحايا انفجارات مخلفات الذخائر العنقودية العام الماضي.

خطر دائم

ويمتد خطر القنابل العنقودية في سوريا وغيرها من البلدان على الرغم من هدوء القتال النشط، وتستمر البقايا المتفجرة في قتل وتشويه العشرات من الأشخاص كل عام.

وإن الخطر طويل المدى الذي تشكله الذخائر المتفجرة على المدنيين والمنتشرة في جميع أنحاء البلاد لسنوات - أو حتى عقود بعد توقف القتال - قد أصبح تحت الأضواء مجددا، منذ أن أعلنت الولايات المتحدة في يوليو أنها ستزود أوكرانيا بها لاستخدامها ضد روسيا.

وفي سوريا، قُتل 15 شخصاً وأصيب 75 آخرون جراء هجمات بالذخائر العنقودية أو مخلفاتها في عام 2022، بحسب بيانات التحالف.

وأغلبية الضحايا على مستوى العالم هم من الأطفال. ولأن بعض أنواع هذه القنابل الصغيرة تشبه الكرات المعدنية، فإن الأطفال غالباً ما يلتقطونها ويلعبون بها دون أن يعرفوا ماهيتها.

إصابات متفرقة

وذكرت لورين بيرسي، إحدى محرري التقرير السنوي لتحالف الذخائر العنقودية، إن الذخائر الصغيرة المتناثرة تصيب في كثير من الأحيان الرعاة وجامعي الخردة المعدنية، وهو مصدر رزق شائع بعد الصراع. وأنها تكون أيضًا في الحقول حيث يبحث صيادو الكمأة.

وأضافت أن جهود إزالة المتفجرات تعرقلت بسبب نقص التمويل والخدمات اللوجستية للتعامل مع خليط من الجهات الفاعلة التي تسيطر على أجزاء مختلفة من سوريا.

وانضمت نحو 124 دولة إلى اتفاقية الأمم المتحدة لحظر الذخائر العنقودية. والولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا وسوريا من بين الرافضين.

أبرز أنواع الأسلحة المحرمة دوليا:

القنابل العنقودية

الأسلحة الكيميائية

الفوسفور الأبيض

الأسلحة النووية

الأسلحة البيولوجية

قذائف الأبخرة الحارقة

القنابل الفراغية

الألغام