رفضت حكومة رئيس النيجر المطاح به محمد بازوم، اقتراح الجزائر فترة انتقالية بقيادة مدنية مدتها ستة أشهر وتجنيب البلاد تدخلا عسكريا.
وأوفدت الجزائر الأمين العام لوزارة الخارجية لوناس مقرمان، إلى نيامي حيث اجتمع برئيس الحكومة المعين من المجلس العسكري، في إطار وساطة هدفها التوصل إلى حل سلمي للأزمة.
وقال حسومي مسعودو، وزير الخارجية في حكومة محمد بازوم، في تصريح لإذاعة فرنسا الدولية، إن مبادرة الوساطة الجزائرية “وجهة نظر لا تهمنا”، مضيفا أن “الجزائر لم تشاركنا يوما في تسيير شؤوننا”.
ويرى هشام معتضد، الخبير في العلاقات الدولية، أن الجزائر تحاول عبر تحركاتها في أزمة النيجر إنقاذ رصيدها الدبلوماسي المنهار في بورصة القيم السياسية على المستوى الإقليمي والقاري و الدولي، خاصة بعد الانتكاسات الدبلوماسية التي تلقتها مؤسستها السياسية والدبلوماسية في ملف الانضمام لـ”بريكس” وتراجع نفوذها الإفريقي بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة.
وأكد معتضد، في تصريح لـ”الأيام 24، أن “الجزائر تبحث من خلال ربط اتصالاتها مع المجلس العسكري في النيجر، المحافظة على مصالحها الاستراتيجية التي فقدتها بشكل شبه كلي مع المتغيرات السياسية في هذا البلد الافريقي”، مستدركا بالقول: “لكن عدم ضبطها ميكانيزمات تدبير الأزمات الانتقالية وتفضيلها مقاربة الهرولة السياسية مع معظم فرقاء هذا البلاد، انعكس عليها سلبا في إيجاد موقع قدَم محترم لدى فرقاء النيجر، وهذا ما أكده وزير الخارجية في حكومة محمد بازوم”.
وسجل الخبير في العلاقات الدولية، أن “القيادة الجزائرية تحاول استعمال أزمة النيجر لبناء “بروباغندا” جديدة لصورة قيادتها ونظامها العسكري، خاصة بعد الصفعة التي تلقتها من أعضاء “بريكس” والضغط الشعبي الداخلي الذي يستنكر وبشدة تدبير قيادته لشؤون البلاد، ما ولد أزمات خارجية للبلد ومشاكل قطاعية غير مسبوقة داخليا”.
وتابع المتحدث: “سياسة الهروب للأمام من أجل تضليل الرأي العام الداخلي من خلال أزمة النيجر، نتائجها لم تعط ولو نتيجة إيجابية دبلوماسيا وسياسيا، بل العكس من ذلك، جلبت للدولة الجزائرية أعداء جدد من داخل النيجر وإفريقيا والمنتظم الدولي المتتبع لشأن النيجر”.
وسجل معتضد، أن “عدم قدرة الجزائر على التأثير سياسيا ودبلوماسيا في نيامي، راجع بالأساس إلى فكر القيادة الجزائرية المتجاوز في تدبير فضاء النزاعات السياسية، بالإضافة إلى فقدان خطابها الاستراتيجي لحمولة فهم التاريخ، مما يؤثر على وزنها السياسي في أي تحركاتها الدبلوماسية”.
