مصطفى منجم
تعتبر الكوارث الطبيعية وخاصة الزلازال، من بين الأمور التي لا يمكن للعنصر البشري السيطرة عليها، مما يؤدي إلى الشعور بالخوف والقلق النفسي.
في كثير من الأحيان يستغرق الزلزال بضع ثواني وينتهي، لكن مخلفاته النفسية تستمر مع الشخص وترافقه لأيام عديدة، مما يجعله دائما في تأهب واستعداد لأي مباغتة جديدة.
هل الشعور بالخوف والارتياب عند وقوع حركة تكتونية أمر عادي؟
سؤال طرحته “الأيام 24” على عادل غزالي، أستاذ علم النفس الاجتماعي، الذي كشف في حديثه عدة تفاصيل ترتبط بنفسية أي شخص عاش أو حضر للهزة الأرضية التي ضربت المملكة المغربية بقوة 6.8 درجات.
وقال أستاذ علم النفس الاجتماعي، إن “الزلزال بالنسبة للمغرب ظاهرة غير اعتيادية، لأن آخر زلزال مدمر وقع بمدينة الحسيمة شمال المملكة سنة 2004، وأيضا زلزال أكادير الذي وقع قبل خمس عقود”، مشيرا إلى أنه “هناك فئة متوسطة من المغاربة عاشت هذه الأحداث”.
وأكد الغزالي، في تصريح لـ”الأيام 24″ أنه “من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالهلع والخوف عند حدوث أية حركة تكتونية لأنه غير متعود عليها، لذلك هو أمر عادي”.
وأوضح المتحدث عينه أن “المغاربة يفتقدون ثقافة التعامل مع الظواهر الطبيعية، وأيضا المواكبة النفسية أو الإعداد النفسي لمثل هذه الكوارث”، مضيفا أن ذلك “يرجع إلى بطء في التفاعل مع الخبر بشكل مبكر، علما أن هناك قنوات عربية ودولية تناولت الخبر قبل القنوات الوطنية، كما أصبحت المواقع الإفتراضية هي المرجع الأساسي”.
وسجل الغزالي أن “هذه الكوارث تخلق تبعات نفسية سواء للأشخاص المصابين أو غير المصابين، حتى الذين يقطنون قرب المناطق المتضررة سيشعرون فيما بعد بدوار واهتزازات”.
من جهة أخرى، أشار المحلل النفسي إلى أن “المعهد الوطني للجيوفيزياء هو الذي يعطي معطيات دقيقة حول وقوع هزات إرتدادية، إذ أكد على أن المناطق البعيدة من البؤرة لم تحس فيما بعد باهتزازت، وهذا أمر مطمئن ومفيد جداً”.
