لماذا يستغل الإعلام الفرنسي مأساة الزلزال لتصفية الحسابات؟


في كلّ مرة يُؤكد الإعلام الفرنسي الموجَّه من طرف قصر الإيليزيه أن النخبة الحاكمة اليوم في باريس تحرص على تسميم الأجواء والعلاقات مع المغرب بأيّ ثمن كان، حتّى بأقذر الطرق وأنجسها. في عزّ الأزمة والفاجعة وفي قلب الدموع والآلام التي تعتصر أبناء المغرب وبناته يخرج الإعلام الفرنسي للترويج لأكاذيب وأضاليل لغايات سياسية واضحة تحاول إحراج السلطات المغربية ووضعها في قفص الاتهام. عندما تتحدث قنوات فرنسية وبرامج تلفزيونية عن رفض المغرب استقبال المساعدات التي تعرضها فرنسا ودول أجنبية أخرى فمن المؤكد أن الغاية من ذلك ليست تنوير الرأي العام بقدر ما هي محاولة للإيغال في دماء الضحايا.

لم يرفض المغرب أيّ مساعدات خارجية ولم يعلن رسميا عن ذلك، بل إن ما يؤكد الأكاذيب الفرنسية هو وصول فريق من المتطوعين الفرنسيين يوم أمس إلى المغرب من أجل تقديم المساعدة في عمليات الإنقاذ، ولم يعترض أحد طريقهم ولا منعهم من ولوج المغرب. بينما أعلنت السلطات أنها استقبلت بصدر رحب مساعدة فرق الإنقاذ القادمة من أربع دول هي: إسبانيا وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة وقطر. هل من المعقول أن يمنع المغرب طائرة مساعدات قادمة من باريس إلى بلادنا في أجواء مأساوية كهذه التي نعيشها؟ من العار إذاً أن يستمر الإعلام الفرنسي في ظل هذه الأجواء في الترويج للأكاذيب، علما أنه لم يكلف نفسه عناء التأكد أصلا من إرسال السلطات الفرنسية عرضا رسميا لتقديم المساعدة.

في الوقت الذي سخّرت فيه بلادنا كل إمكانياتها المادية والبشرية واللوجيستيكية لإنقاذ الضحايا وتوفير الدعم الضروري للناجين يجد بعض الإعلاميين الفرنسيين الوقت الكافي لتخصيص برامجهم المعروفة بصناعة البوليميك من أجل استغلال المأساة وتوجيه انتقادات مبطنة أو صريحة، في الوقت الذي كان من المفترض أن تركز فيه على البعد الإنساني للكارثة، وتمارس تغطية مهنية محايدة تسلّط الضوء على الواقع كما هو بدلا من الاصطياد في الماء العكر والبحث عن التجييش والحشد ضد بلادنا. الإعلام الفرنسي المعروف بالمناسبة بإثارة الجدل حول قضايا تعكس الشخصية المتعجرفة المهيمنة على عقلية العديد من النخب الفرنسية، هو نفسه الذي يريد أن يوظف اليوم صور المآسي والدمار في قرى الأطلس الكبير من أجل تحقيق انتصارات صغيرة على المغرب.

وتفضح هذه الممارسة الإعلامية اللّامهنية مرة أخرى الخطابات المزعومة حول حرية الإعلام في فرنسا بالنظر إلى أن التوجيه السياسي واضح جدا في هذه التغطية المتحيزة، وأن رائحة الإملاءات والتوجيهات الرسمية القادمة من قصر الإيليزيه تفوح بقوة في استوديوهات القنوات التلفزيونية الفرنسية سواء العمومية أو الخاصة المملوكة لأصدقاء إيمانويل ماكرون من رجال الأعمال وأثرياء فرنسا. فالذين ما زالوا يعتقدون أن الإعلام الفرنسي بكافة أشكاله ومؤسساته يتمتع بالحرية المطلقة والاستقلالية الكاملة عن القرار السياسي هم واهمون، ولا يدركون أهمية هذه الأداة بالنسبة لأجهزة الدولة الفرنسية التي لطالما وظّفتها في شنّ معارك وتوجيه حروب ضد الكثير من البلدان، وخاصة الإفريقية منها.

لكن هذا الاستغلال الذي يمارسه اليوم الإعلام الفرنسي اليوم مختلف تماما عن سابقيه. إنه شكل بشع ومستهجن يوظف مأساة إنسانية لأغراض سياسية مقيتة. لذا فإن الإشاعة التي روّجها الفرنسيون عن رفض المغرب المساعدات الأجنبية، يجب أن تتحوّل إلى حقيقة فيما يخص المساعدات التي تقدمها الدولة الفرنسية أو مؤسساتها الرسمية فعلا، لأننا نرفض كمغاربة أن يدّعي المغرضون التعاطف والمشاركة الوجدانية مع مأساتنا لكن بأسلوب لا يخلو من استثمار مفضوح للمآسي والآلام والدماء لتصفية الحسابات مع بلد حر ومستقل ولا يقبل أبدا الخضوع للإملاءات.

الدار/ افتتاحية

تاريخ الخبر: 2023-09-12 00:25:42
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

بثلاثية دولا القاتلة سيد البلد يهزم الأهلي ويحصد كأس السلة

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:21:54
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 59%

وزير الرياضة يوقع بروتوكول مع جامعة جنوب الوادي

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:21:55
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 65%

جائزة أفضل لاعب تذهب إلى أحمد حمدي

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:22:03
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 65%

تدريبات خاصة لبدلاء الزمالك

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:21:59
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

الزمالك يستأنف تدريباته.. غدًا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:22:00
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 67%

جوزيه: أقم بتغيير طريقة اللعب بشكل كامل

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:21:59
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية