دوليون يختارون "العودة"وأجور تفوق نصف مليار

الميركاتو الصيفي يرفع القيمة السوقية للبطولة المحترفة

ارتفعت القيمة التسويقية الخاصة بالموسم الكروي الجديد للبطولة المحترفة 2024/2023، إلى حدود 93 مليون أورو، وفق آخر تحديث من طرف الموقع العالمي المختص في سوق الانتقالات «ترانسفير ماركيت»، وهذا راجع بالدرجة الأولى إلى عودة اللاعبين الدوليين إلى البطولة المحترفة، في صورة المهاجم يوسف بلايلي وأسامة درفلو وجمال الدين بلعمري، إضافة إلى موافقة عناصر أخرى في صورة حارس المنتخب الوطني وهاب رايس مبولحي ومتوسط ميدان الخضر عدلان قديورة على خوض تجربة في الدوري المحلي، بعد مشوار حافل وصولات وجولات عبر مختلف أرجاء العالم، وهو ما سيعطي دون شك قيمة فنية مضافة إلى البطولة بصفة عامة.

وساهمت عودة اللاعبين الدوليين بطريقة مباشرة في ارتفاع القيمة السوقية للدوري المحلي، لكون غالبيتهم يتقاضون أجورا مرتفعة، وهناك من يتحصل على أكثر من نصف مليار سنتيم، وهو ما يجعل الموسم الحالي مختلفا كثيرا عن سابقيه من الناحية التسويقية، ووجب الاستثمار في هذه النقطة، من أجل التسويق الجيد للدوري، مثلما يحدث على مستوى عدة بطولات عربية.
حركية على مستوى جميع الأندية
عرفت فترة الانتقالات الصيفية المنتهية سهرة الأحد حركية كبيرة على مستوى جميع الأندية، بمن في ذلك الصاعدين الجديدين إلى البطولة المحترفة، وحتى بالنسبة للأندية الممنوعة من الانتدابات، في انتظار قرار المسؤولين على كرة القدم المحلية، بخصوص منح الإجازات من عدمه، ولو أن المعلومات التي تحصلت عليها النصر، من مصادر من داخل الهيئة الكروية، تؤكد بأن أي فريق لا يتحصل على شهادة التبرئة من لجنة المنازعات، لن يؤهل أي منتدب في الميركاتو الأخير.والملاحظ أن معدل الصفقات التي قامت بها غالبية الفرق في حدود 10 صفقات، أين يعتبر نادي بارادو الاستثناء دائما، من خلال القيام بتدعيم التشكيلة بلاعبين في بعض المناصب فقط، في صورة المدافع آيت عبد السلام المستقدم من شباب بلوزداد والحارس الشاب فراحي من وفاق سطيف، مع منح الفرصة للشبان، والذين اكتسبوا خبرة الموسم الفارط، بعد نجاحهم في ضمان البقاء في آخر جولة.
البطل تدعم ب 4 دوليين
يعتبر بطل النسخة الأخيرة من الدوري شباب بلوزداد الأكثر استهدافا للاعبين الدوليين، بعد نجاح إدارة الرئيس رابحي في الظفر بخمسة أسماء حملت قميص المنتخب الأول، بداية بالحارس وهاب رايس مبولحي، والمدافع حسين بن عيادة ومتوسط الميدان عدلان قديورة والمهاجم أسامة درفلو، وبدرجة أقل متوسط الميدان رؤوف بن غيث، وهي العناصر التي تمتلك مستوى فني لا يختلف عليه اثنان، وكل هذا من أجل هدف واضح، حسب ما تحدث عنه المسؤول الأول على النادي، والمتمثل في الفوز برابطة الأبطال الإفريقية، وقبل ذلك الدفاع عن اللقب، والبحث عن معانقة كأس الجزائر من جديد، بعد خسارة النهائي أمام جمعية الشلف.
وما يتوجب الإشارة إليه أيضا، هو بأن بطل الموسم الفارط خسر خدمات ثلاثة عناصر أساسية، ويتعلق الأمر بكل من المدافع بوشار المنتقل إلى الدوري الكويتي ومتوسط الميدان دراوي المنضم إلى الوداد البيضاوي وميرازيق الذي قرر خوض تجربة في أوروبا، وبالضبط في البرتغال.
«الجنرال» تفنن في  ميركاتو المتوج بالكاف
بطل كأس الكنفدرالية الإفريقية اتحاد الجزائر والذي سيكون على موعد هذا الجمعة مع نهائي الكأس الممتازة أمام الأهلي المصري، تفنن مدربه عبد الحق بن شيخة خلال فترة الانتقالات الصيفية، من خلال القيام بتعاقدات نوعية، وتدعيم المناصب التي لاحظ وجود نقائص على مستواها، بداية باستقدام حارس مولودية وهران سوفي لمنافسة الحارس الدولي بن بوط، والثنائي لعمارة ودهيري في الخط الخلفي، إضافة إلى جلب أحد أفضل العناصر في وسط الميدان الموسم الماضي، ويتعلق الأمر بلاعب مولودية البيض مبارك والمهاجم المتألق مع جمعية الشلف فتوحي.
كما تعاقدت إدارة الاتحاد مع الظهير الأيمن الشاب أسامة بركات، والذي سيكون في منافسة قوية مع سعدي رضواني، إضافة إلى احتفاظ المدرب بن شيخة بركائز الموسم الفارط والتجديد لهم، في صورة ثنائي المحور بلعيد وعليلات وشيتة وبلقاسمي وبوسليو، وهو ما وصفه «الجنرال» بأفضل استقدام، لأنه يرى بأن، الإبقاء على المتوجين بكأس الكاف، أفضل مكسب.
صفقة بلايلي الأكبر
بات المهاجم يوسف بلايلي أغلى لاعبا في البطولة المحلية في عهد الاحتراف، بعد نجاح إدارة مولودية الجزائر في إقناعه بالعودة إلى الدوري المحلي، بعد تجارب خارج الوطن، آخرها في الدوري الفرنسي، حيث وقع مهاجم الخضر على عقد يمتد لموسمين براتب في حدود 700 مليون سنتيم، إضافة إلى امتيازات أخرى، من بينها توقيع عقد سبونسور مع شركة مختصة في الألبسة الرياضية.
ولا يعتبر بلايلي الدولي الوحيد الذي نجحت إدارة الحاج رجم في التعاقد معه خلال فترة الانتقالات الصيفية، بل أيضا المدافع المحوري جمال بلعمري أيضا وافق على العودة إلى البطولة المحلية، وفضل المولودية على بقية الفرق التي طلبت خدماته في صورة شبيبة القبائل وشباب بلوزداد، دون أن ننسى متوسط الميدان الدولي مهدي زرقان خريج مدرسة بوردو.
فرق أهملت الاستقرار وخنشلة صنعت الاستثناء
الملاحظ على مستوى الميركاتو الصيفي، إهمال العديد من الفرق عامل الاستقرار، سواء على مستوى العارضة الفنية أو على صعيد اللاعبين، بداية ببطل الموسم الفارط شباب بلوزداد الذي تعاقد مع المدرب البلجيكي فاندنبروك، والحال كذلك بالنسبة للمتوج بكأس الجمهورية جمعية الشلف، الذي اختار المدرب يعيش لخلافة عمراني، على عكس المتوج بكأس الكاف الذي جدد الثقة في مدربه بن شيخة وحتى وصيف الدوري النادي الرياضي القسنطيني احتفظ بالمدرب بوغرارة، لكن في المقابل إدارة السنافر تعاقدت مع 14 لاعبا جديدا (باحتساب المهاجم طمين)، والحال كذلك بالنسبة لوفاق سطيف الذي ضم 16 لاعبا جديدا، وحتى نجم مقرة هو الآخر سار على نفس المنوال من خلال انتداب 14 لاعبا، إضافة إلى تغيير المسؤول الأول على العارضة الفنية، من خلال إعادة المدرب عزيز عباس، بعد مغادرة المدرب عز الدين آيت جودي.
ومن بين الفرق التي صنعت الاستثناء في البطولة خلال فترة الانتقالات الصيفية، هو فريق اتحاد خنشلة الذي نجح في الظفر بصفقات أجمع أهل الاختصاص على أنها نوعية وبرواتب معقولة، حيث أكدت مصادر موثوقة للنصر، بأن أغلى لاعب في الاتحاد يتحصل على 110 مليون سنتيم، رغم وجود المدافع الدولي مديوب الذي ختم ميركاتو «سيسكاوة»، وقبل ذلك رسمت صفقات العقبي وقمرود وقعقع وربيعي.
الصاعدان الجديدان باحتشام
وجد الصاعدان الجديدان إلى بطولة المحترف، نجم بن عكنون والاتحاد الرياضي السوفي نفسيهما أمام حتمية البحث عن تدعيمات نوعية، تسمح لهما بمواكبة الاحتراف، لكنهما اصطدما بالواقع وصعوبة المأمورية، خاصة بالنسبة لنجم بن عكنون الذي لم يقم بتعاقدات كثيرة، واحتفظ بغالبية التعداد الذي ساهم في الصعود التاريخ، في وقت انتدب ممثل الجنوب بعض الأسماء التي تمتلك الخبرة في الرابطة المحترفة، في صورة جرار وبكاكشي.
ارتفاع عدد الأجانب منطقي
استغلت الأندية قرار المكتب الفدرالي السابق، والمتمثل في السماح للفرق بتأهيل ثلاثة لاعبين أجانب، وهو ما جعل القائمة ترتفع إلى 23 لاعبا أجنبيا،  وهو أمر منطقي مع الإشارة إلى أن هناك ستة فرق في البطولة لا تضم في صفوفها أي عنصر أجنبي، ويتعلق الأمر بكل من نجم مقرة واتحاد بسكرة ونجم بن عكنون مولودية وهران وشبيبة الساورة.
وأمام ارتفاع عدد الأجانب في الدوري المحلي، يبقى السؤال المطروح هل حفظ رؤساء الأندية دروس الماضي، والقضايا الموجودة على مستوى المحكمة الرياضية الدولية خير دليل.
انخفاض التحويلات نحو أوروبا
على عكس المواسم الماضية التي عرفت انتقال عدد لا بأس به من اللاعبين من البطولة المحلية إلى بطولات أوروبية، فقد عرفت العملية تراجعا كبيرا، بدليل انتقال ثلاثة لاعبين فقط ، ويتعلق الأمر بكل من ثنائي اتحاد الجزائر لوصيف ومحيوص إلى الدوري السويسري، وميرازيق إلى الدوري البرتغالي، في وقت فشلت صفقة انضمام دراوي إلى دينامو زغرب الكرواتي، وحتى المدافع بلعيد هو الآخر كان على أعتاب الانتقال إلى الدوري الفرنسي، قبل أن يتراجع ويقرر تمديد عقده مع اتحاد الجزائر.
تعاقدات تنبئ بموسم مثير
يرى أهل الاختصاص بأن الموسم الحالي سيعرف تنافسا كبيرا بين الأندية، لاسيما على مستوى مقدمة الترتيب، وذلك راجع بالدرجة الأولى إلى التدعيمات التي قامت بها الفرق، إضافة إلى نوعية اللاعبين الموجودين حاليا، وهو ما يجعل التكهن بهوية البطل صعب من الآن، وهو ما يصب بالدرجة الأولى في مصلحة كرة القدم الجزائرية، كما أن الجمهور سيستمتع بمباريات قوية، خاصة في حال ما تم اعتماد الملاعب الكبيرة لاحتضان مواجهات الدوري.
حمزة.س

تاريخ الخبر: 2023-09-13 00:25:20
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية