خيّم الحزن على جنبات جامع الراجحي بالرياض، عقب تلقيهم خبر رحيل أحد أبرز العاملين فيه في تجهيز وتغسيل الموتى وإعدادهم للصلاة عليهم والإشراف على نقلهم للمقبرة..

وقالت مصادر في الجامع إن حكم كرة القدم الدولي السابق حسن بن عبدالرحمن بن حمّاد البحيري توفي اليوم الاربعاء عن 68 عاماً قضى آخر 25 عاماً منها في عمل تطوعي إنساني إيماني داخل الجامع..

ولد حسن البحيري في العام الهجري 1377هـ بمحافظة المذنب بالقصيم..

درس المراحل الإبتدائية والمتوسطه بمحافظة المذنب وأكمل المرحلة الثانوية في ثانوية عنيزة..

ثم انتقل إلى مدينة الرياض حيث التحق بجامعة الملك سعود وتخرج من كلية التربية البدنية عام 1401هـ..

رياضياً مثّل حسن البحيري فريق كرة القدم بنادي التقدم بالمذنب على مستوى الدرجة الأولى..

مارس التدريس لمادة الرياضة في التعليم العام، غير إن النقلة الرياضية الكبرى في حياة حسن البحيري عندما التحق بأحد أندية العاصمة الكبيرة حيث يقال إنه لعب لنادي النصر، ثم ما لبث أن اتجه للتحكيم الرياضي في كرة القدم..

والتحق لأجل ذلك بعدد من الدورات المؤهلة وتدرج في تحكيم كرة القدم إلى حصل على شارة الـ فيفا FIFA في تحكيم كرة القدم وأصبح حكماً دولياً..

وبعد خطأ تحكيمي في إحدى المباريات قرر حسن البحيري اعتزال التحكيم نهائياً.

وظيفياً عمل حسن البحيري معلماً لمادة التربية البدنية ثم انتقل للعمل الإداري في مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي التابع لجامعة الملك سعود بالرياض..

وكان البحيري طوال المدة التي جاءت بعد العمل الرياضي يقدم ساعات تطوعية في العمل الإنساني التطوعي دون مقابل في مغسلة الموتى بجامع الراجحي الكبير بالرياض حيث قضى فيه قرابة ربع قرن يقضي فيه معظم وقته ثم بعد تقاعده تفرغ له تفرغاً تاماً بل سخر حياته للعمل التطوعي الخيري دون مقابل في جامع الراجحي مؤدياً خدمة جليلة في التنسيق لاستقبال المتوفين وتغسيلهم وتكفينهم وتجهيزهم لكي تؤدى الصلاة عليهم ثم يتم التنسيق لنقلهم لمقبرة النسيم حتى تتم مواراتهم الثرى..

مهمته التطوعية الأخيرة سيطرت على حكم كرة القدم البحيري وأخذت كل وقته وقال عنها إنها أجمل فترات عمره كلها.. وكان يعتذر عن تلبية أي دعوات قد تحرمه أداء هذا العمل التطوعي الذي كان يستمتع فيه ويؤديه بكل إخلاص وروح عالية وأخلاق رفيعة، لدرجة أن الناس صارت تبحث عنه لمساعدتهم في تجهيز ومواراة موتاهم..