بمشاركةِ القاصة سعاد عسيري والقاصة شذى الجاسر، وتحت أدارة ريم الحسن، أقام صالون المشرافي أمسية قصصية الأولى في مرحلتها الثانية لهذا العام، والتي ينضمها حتى سلسلة من الأمسيات القصصية والثقافية ليلة الأربعاء 28 صفر 1445هـ، في حي الجامعيين في مدينة الدمام تحت حضور ثقافي وأدبي ومجموعة كبيرة من النقاد وكتاب القصة والرواية.

صوت أنثوي جنوبي واعد

قال الناقد " عادل جاد" عن القاصة سعاد عسيري إنها صوت آخر مختلف ومميز قادم من الجنوب، والجنوبيون في أغلب الأقطار يتميزون بتلك الحساسية والدم الحار. في ملامح العالم الروائي لكاتبتنا الجنوبية، يصدح صوت الأنثي في همها الإنساني، تعري مظالم حيث عالم الطفولة المنتهك بالإستغلال والقسوة في نص " فراشة الدار " وكأنها إيريندا في رائعة جارسيا ماركيز " إيريندا المسكينة " ، ولايخفي النص تعاطفه مع الفتاة المُضطهدة بداية من العنوان "فراشة الدار " وانتهاء بنفس الجملة مع حلمها وإنفكاكها من حياتها التعيسة .

الرمزية والفكرة المبتكرة

موضحًا قدرتها على الكاتبة الرمزية. لأنسنة الطير في قصة " وشائح زهرة " في مناخ يجنح للرومانسية ، وكاشفاً عن إشتياق للألفة والوصال .

وفي بحثتها الدوؤب عن الحظ الذي قد يغير حياتها، في نص لافت " بائع الحظ " بفكرة مبتكرة ، الأهم في هذا النص هو شاعرية الجمل التي ارتفعت بالسرد كثيراً وولدت دلالات شعورية متماهية مع الحالة النفسية للبطلة، مثل قولها - الحب لا يعرف الوقوف بطابور صباحي أمام الخباز. الحب يخترق قلوبنا دون سابق إنذار. و شعرت بأعمدة النور تغمز لي بشقاوة عندما حل المساء والقطط الضالة تموء لي بتوسل.

القصص القصيرة جدا للكاتبة تحفل بالتركيز الشديد كسمة من سمات القصص القصيرة جدا، بنية النصوص تحوي المفارقة مثل نص ( شتات أو عود ثقاب )، وفي نص (زفاف ) رهافة عالية إتستدعت أن تطير الفتاة في مهب الريح .

صوت طفولي وخيالها جامح

وعن القاصة شذي الجاسر قال الناقد عادل جاد لها صوت طفولي أيضا عيون طفلة ، فمن خلال قصصها عيونها مندهشة وحالمة وأشياء كثيرة لا تفهمها في عالم الكبار، خيالها جامح وتحب أنسنة الأشياء مثل القلم والناي والعود في قصة " إنعاش ". أو قصة " حكاية ذبابة ". ويبدو هنا عالم البشر غريب ومتناقض ومحبط في كلتا القصتين.

- هناك أيضا هاجس عدم الكتابة في قصة " إشتباك "، وعدم الكتابة هنا هو المعادل لعدم الغاعلية أو عدم الحياة .في قصصها القصيرة جدا تبدو الفكرة مركزة للغاية، وتستهدف قارئ قادر علي التأويل، في قصة " إختلاف " حيث العمر بلمح البرق فتغدو في العقد الرابع ، وحيث الديناصور بلمح لعصرسحيق مضي وانقضي.ونتلمس تلك الهواجس في قصة " شرخ "، ويبدو الجنين كأنه الأمل الجميل المنتظر، ولكن مايلبث أن يظهر الغراب في النص فيربك الحالة، ويجعلها تقرر الرحيل المفاجئ في نهاية لهذا الأمل الواعد، مما شكل صدمة وتوتر في النص، وصار النص مفتوح على تأويل متعدد. عاب هذا النص استخدام النعوت في جملة (كل شيئ في غاية الجمال والكمال ) في الحين الوصف كان كافي بالدلالة.

تكريم واهداء

في ختام الامسية تم تكريم القاصتان سعاد عسيري وشذى الجاسر بدروع. وأهدت القاصة والفنانة التشكيلية سعاد عسيري. لوحة " فتاة الغروب " لـ صالون المشرافي الثقافي تعبيرًا عن شكرها على الاستضافة لها في الصالون.