المغاربة يُجمعون: لا وجود لرئيس فرنسي حتى عام 2027


الدار/ افتتاحية

بالنسبة إلى المغرب والمغاربة لا يوجد رئيس فرنسي حتّى عام 2027 موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الفرنسية لاختيار الساكن الجديد بقصر الإيليزيه. إيمانويل ماكرون الذي يتولى مسؤولية الرئاسة في فرنسا اليوم يعدّ في نظر المغاربة رئيسا بالخطأ ولا علاقة له بتاريخ العلاقات المغربية الفرنسية، ولا يمثل مخاطَبا لائقا لبلادنا ومؤسساتنا ومواطنينا بعد أن أدخل نفسه في متاهات اللعب على الحبلين ومغازلة خط النار بقرارات وتصرفات عديدة ارتكبها. لن يسامح المغاربة أبدا هذا الرئيس الطائش على موقفه عندما تواصل مع الملك محمد السادس بأسلوب لا يليق في أعقاب الاتهامات الفارغة حول ملف التجسس المعروف بيغاسوس. ولن يسامحه المغاربة أيضا لأنه فضّل أن يولغ هو وإعلامه المأجور في دماء ضحايا الزلزال الذي ضرب الحوز.

ولعلّ التصريح الذي نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء اليوم نقلا عن مصدر حكومي رسمي مغربي يؤكد أن زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للمغرب “ليست مدرجة في جدول الأعمال ولا مبرمجة”، يعدّ أكبر ردّ على استراتيجية التلاعب التي ينهجها هذا الرئيس منذ تولّيه المسؤولية في قصر الإيليزيه. وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، قد أعلنت في حديث لإحدى القنوات الإخبارية، عن برمجة زيارة للرئيس ماكرون إلى المغرب، بدعوة من جلالة الملك محمد السادس. هذه المبادرة “الأحادية الجانب” تؤكد مرة أخرى هذه العقلية المتعالية التي تصرّ فرنسا ماكرون على التعامل بها مع المغرب ومع مؤسساته وشعبه. لقد “منحت لنفسها حرية إصدار إعلان غير متشاور بشأنه بخصوص استحقاق ثنائي هام” وفقاً للمسؤول المغربي.

من قال إن المغرب والمغاربة مستعدون أصلا لاستقبال الرئيس الفرنسي؟ لقد انتهت صلاحيته السياسية بالنسبة إلى بلادنا منذ أن ارتكب حماقة التطاول متجاوزا البروتوكولات التي تنص عليها الأعراف الدبلوماسية، ومنذ أن قررت فرنسا الاصطفاف إلى جانب الكابرانات ضداً على حقوق المغرب التاريخية ومصالحه الاستراتيجية وحقه الشرعي في الدفاع عن وحدته الترابية واستقلاله. إذا كان ماكرون يتلقّى اليوم الضربة تلو الأخرى في دول إفريقيا التي أنهكها الاستغلال الاستعماري الفرنسي، فإن الضربة التي سيتلقاها في المغرب أكثر مما يتصور. والأمر الذي لم ينتبه إليه هذا الرئيس الطائش أنه لم يغامر فقط بحُظوته ومكانته الشخصية لدى المغرب والمغاربة، بل غامر أيضا بمصالح بلاده ومكانتها في المجتمع المغربي وفي سلم العلاقات الخارجية لبلادنا.

رؤيته المتعالية ونظرته الاستعمارية الضيقة هي التي جعلته يتجه مندفعا نحو سلوكيات سياسية ودبلوماسية غير مألوفة أصلا في تاريخ العلاقات بين البلدين. حتّى رؤساء فرنسا العظام الذين حكموا البلاد خلال القرن العشرين من أمثال فرانسوا ميتران وجاك شيراك بل وزعيم الأمة الفرنسية نفسه شارل ديغول لم يجرؤوا على التطاول على المغرب وعلى تاريخه ومكانته مثلما حاول إيمانويل ماكرون أن يفعل بكل طيش ورعونة. لن يقبل المغاربة لا مساعدات فرنسا ولا إملاءاتها ولا هذا الغزَل الذي فات أوانه، الذي نلاحظه هذه الأيام من طرف المسؤولين الفرنسيين في محاولة لإنقاذ ماء الوجه وتدارك الزّلات العديدة التي راكمتها إدارة ماكرون.

وفي انتظار أن ينتخب الفرنسيون رئيسا ناضجا قادرا على التعامل مع حلفاء فرنسا وأصدقائها بقدر كافٍ من الاحترام والندية والحفاظ على مصالح بلاده وعلاقاتها الاستراتيجية، فإن المغاربة يُجمعون اليوم دون مبالغة على أن قصر الإيليزيه خالٍ من أيّ شخصية يمكن أن تملأ هذا المنصب بما يستحق من الكفاءة والرزانة والقدرة على قبول الآخر والاعتراف بوجوده بعيدا عن تلك النظرة الاستعلائية المستمدة من تاريخ فرنسا الكولونيالي المقيت. فإلى اللقاء حتى موعد الانتخابات القادمة في عام 2027.

تاريخ الخبر: 2023-09-17 00:26:03
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

أطلنطا سند للتأمين تطلق منتوج التأمين متعدد المخاطر برو + المكتب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-14 12:26:14
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 55%

أطلنطا سند للتأمين تطلق منتوج التأمين متعدد المخاطر برو + المكتب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-14 12:26:18
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 61%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية