مهما بحثت أو تقصيت لن تصل إلى اسم السجينين الأميركيين الغامضين اللذين شملتهم صفقة تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة أمس.
فبعد أن وصلت اليوم الثلاثاء الطائرة التي تقل الأميركيين الخمسة إلى واشنطن، غداة مبادلتهم بخمسة إيرانيين كانوا محتجزين في الولايات المتحدة فضلا عن الإفراج عن ستة مليارات دولار كانت مجمدة لدى كوريا الجنوبية ضمن اتفاق نادر بين الدولتين اللتين تناصبان بعضهما العداء، تكاثرت الأسئلة حول اسمين من بين هؤلاء الخمسة لم تكشف الإدارة الأميركية عن هويتهما.
فقد عرف 3 من هؤلاء السجناء المفرج عنهم، وهم كل من عماد شرقي ومراد طاهباز وسياماك نمازي، أما الاثنان الباقيان فظلا "غامضين"
فما السبب يا ترى؟
يبدو أن هذا التكتم ناجم عن طلب أسرتيهما، اللتين أصرتا على بقاء هويتهما طي الكتمان.
فيما أفيد بأن أحدهما عالم ورجل أعمال من كاليفورنيا، اعتقل في طهران منذ عام تقريبًا.
في حين عرف أن الشخص الآخر، امرأة عملت مع منظمات إغاثية وإنسانية في أفغانستان، وتم القبض عليها في إيران عام 2023، حسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز.
وقد أدى احتجازها في حينه إلى تأخير إتمام صفقة السجناء لأشهر بعدما أصرت الولايات المتحدة على أن تشمل صفقة التبادل جميع المواطنين الأميركيين، وفق ما أكد أشخاص مطلعون على تفاصيل الصفقة.
أما السجناء الثلاثة المعروفين، فاعتقلوا بفترات متفاوتة.
أثناء زيارة طهران
إذ ألقي القبض على نمازي البالغ من العمر 51 عاماً، والذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإيرانية، من قبل الحرس الثوري الإيراني سنة 2015 أثناء زيارته لعائلته في طهران.
وبعد أشهر، ألقت السلطات القبض على والده المريض أيضا باقر، بعد أن عاد إلى إيران لزيارة ابنه المحتجز. وصدر حكم عليهما في 2016 بالسجن لمدة عشر سنوات بتهمتي التجسس والتخابر مع الحكومة الأميركية.
ثم لاحقا وضعت السلطات باقر نمازي، وهو حاكم إقليم سابق في إيران، قيد الإقامة الجبرية عام 2018 لأسباب طبية، ليغادر لاحقا إيران في 2022 من أجل تلقي العلاج بالخارج.
أما رجل الأعمال عماد شرقي (59 عاماً)، فانتقل سنة 2017 مع زوجته إلى إيران، قادمين من الولايات المتحدة. لتلقي السلطات القبض على الرجل الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإيرانية، لأول مرة في 2018 عندما كان يعمل لدى شركة "سارافان هولدنغ"، وهي شركة استثمارات تكنولوجية.
ثم أطلقت سراحه بكفالة، بعد ثمانية أشهر وبرأته المحكمة من تهمة التجسس وتهم أخرى متعلقة بالأمن، لكنه ظل ممنوعاً من السفر. لكن في نوفمبر 2020، استدعته محكمة أخرى وحكمت عليه بالسجن عشر سنوات بتهمة التجسس. ولم يُسجن في البداية.
بدوره، ألقي القبض على مراد طهباز وهو ناشط بيئي يبلغ من العمر 67 عاماً، ويحمل ثلاث جنسيات( الأميركية والإيرانية والبريطانية)، سنة 2018. وصدر حكم عليه بالسجن عشر سنوات في 2019 بتهمة "التجمهر والتواطؤ ضد الأمن القومي" والتجسس أيضاً!
