ترأس مساء اليوم قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صلاة العشية من كنيسة السيدة العذراء والبابا كيرلس عمود الدين بمنطقة كليوباترا، وسط الإسكندرية والقي العظة الروحية الأسبوعية .

شارك البابا طقس الصلاة، كل من الآباء الأساقفة العموم، الأنبا هرمينا أسقف كنائس وسط وشرق، والأنبا إيلاريون أسقف كنائس غرب والأنبا بافلى أسقف كنائس المنتزه، القمص أبرام أميل وكيل البطريركية بالإسكندرية فضلا عن الآباء كهنة الكنيسة، وسط حضور شعبى وكهنوتى .

واستهل قداسة البابا عظتة بقراءه الأصحاح الثامن عشر من أنجيل معلمنا لوقا البشير العدد التاسع، وقال لقوم واثقين بانفسهم انهم ابرار ويحتقرون الآخرين هذا المثل: 10 «انسانان صعدا الى الهيكل ليصليا واحد فريسي والاخر عشار. 11 اما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا: اللهم انا اشكرك اني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار. 12 اصوم مرتين في الاسبوع واعشر كل ما اقتنيه. 13 واما العشار فوقف من بعيد لا يشاء ان يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلا: اللهم ارحمني انا الخاطئ. 14 اقول لكم ان هذا نزل الى بيته مبررا دون ذاك لان كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع».

وربط قداسة البابا بين هذا الجزء من الأنجيل وأحد الصلوات والطلبات القصيرة في القداس مستكملا سلسلة الصلوات القصيرة التي بدأها الأسابيع الماضية بطلبه رحمة للتأبين

وقال قداسة البابا من أجمل ما في كنيستنا هو عمل التوبة الكنيسة ليس لها عمل غير التوبة والأهتمام بتوبة كل أنسان كل نفس فالتوبة أحيانا تكون بعيدة عن الأنسان أحساس خطير أن الأنسان لم يكتشف خطاياه ولم يتوب عنها
وقال قداسة البابا هناك فرق كبير بين مثال العشار و مثال الفريسي الفريسي يشعر انه افضل الناس بل باقي الناس ظالمين خاطفين زناه أما العشار فوقف من بعيد ولم يشاء أن يرفع عينيه وكانت النتيجة انه نزل الى بيته مبررا دون ذاك
ورحمه للتأبين تعني أن هناك حوار للرحمه بين الله والأنسان حوار يدعو الي التوبة وحوار الرحمة يتلخص في أربع خطوات

الأول هو نداء من الله الي الأنسان
الثاني أستجابة من الأنسان
الثالث فتح البابا من الله للأنسان
الرابع نوال الرحمة والفرح الذي يصل اليه الأنسان التأب.

نداء من الله للأنسان هذا النداء يتكرر كل يوم للأنسان أن يتوب ونجد في الكتاب المقدس أمثالة كثيرة مثل دواد النبي وكيف أنه وقع في الخطيه ولكن كان هناك نداء من الله له للتوبه أيضا بطرس الرسول الذي أنكر السيد المسيح أمام الجارية كيف كان له نداء من السيد المسيح للتوبه كل مرة تقرأ فيها الأنجيل تستمع الي صوت الله الي نداء التوبة، وهناك ناس تسمع وتستجيب وهناك ناس تسمع وتخرج الكلام ولا تعمل به وهناك ناس لا تسمع اساسا ولا تضع كلمه الله امامها وهناك يجب أن الأنسان يسمع ويستجيب.

الأنسان عليه أن يستجيب استجابة الأنسان لنداء الله هي أروع شيء مثل استجابة الأبن الضال الذي ضل الطريق ولكن استجاب الي نداء الله ورجع وتاب فالله يقدم لنا النداء وعلى قلب الأنسان أن يستجيب وعندما يستجيب الأنسان يفتح الله أمامه ابواب الرجاء والرحمه والتوبة التي تحمي الأنسان من اليأس.

وننتقل الي مرحلة أخري وهي بعد النداء والأستجابة والله يفتح لنا طريق التوبة نجد الفرح وقال السيد المسيح
“تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.

فالأنسان التأب دائما يشعر بالسعادة والفرح علي الدوام والفرح يدوم مع الأنسان ،واختتم قداسة البابا حديثه قائلا لذلك تصلي الكنيسة رحمة للتأبين فعندما تقابل المسيح ماذا تطلب منه غير الرحمة نصلي لكي يعطينا الله الرحمة لكلوا تأب فبدون الرحمة يعيش الأنسان في حالة توتر وقلق اما الأنسان التأب يجد السلام والفرح بداخله نصلي أعطني يارب من رحمتك وأن أعرف خطيتي المسيح يعطينا أن نعيش حياة تأبه ونسمع الي نداء الله لنا ،توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات .