ارتفعت أصوات المحتجين والغاضبين على فقد أسرهم جراء كارثة الأمطار الغزيرة الناجمة عن عاصفة البحر الأبيض المتوسط ​​«دانيال» في ليبيا، التي ضاعفها انهيار السدين اللذين يمتدان على الوادي الضيق الذي يقسم مدينة درنة الساحلية.

وتجمع مئات المتظاهرين الغاضبين خارج المسجد الرئيسي في درنة، منتقدين عدم استعداد الحكومة واستجابتها. كما انتقدوا الطبقة السياسية التي تسيطر على الدولة.

ويطالب العديد من الليبيين الآن بإجراء تحقيق دولي، والإشراف على أموال المساعدات. وأكد المجلس الأعلى للدولة، وهو هيئة استشارية مقرها العاصمة طرابلس، إن هناك حاجة إلى «تحقيق دولي شامل»، لتحديد الأسباب الكامنة وراء الأزمة في مدينة درنة، المنطقة الأكثر تضررا.

وقال الناشط الحقوقي طارق لملوم: «الجميع هنا فاسدون بلا استثناء». بينما يطالب آخرون في كل أنحاء البلاد بمحاسبة القادة الليبيين.

فقد العائلة

نجا عبدالحميد الحصادي من الفيضانات المدمرة في شرق ليبيا، ولكنه فقد نحو 90 شخصًا من عائلته الممتدة. بينما لا يزال الآلاف في درنة ينتظرون كلمة عن أقاربهم وأحبائهم. وبالنسبة لـ«الحصادي»، فإن 290 من أقاربه ما زالوا في عداد المفقودين.

ويقول مسؤولون إن الفيضانات غمرت ما يصل إلى ربع المدينة. وقُتل آلاف الأشخاص، ولا تزال العديد من الجثث تحت الأنقاض أو في البحر، وفقًا لفرق البحث. بينما قدم مسؤولون حكوميون ووكالات إغاثة أعدادا متباينة للقتلى.

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن إجمالي 3958 حالة وفاة تم تسجيلها في المستشفيات. لكن حصيلة سابقة للوفيات، أعلنها رئيس الهلال الأحمر الليبي، قالت إن ما لا يقل عن 11300 قتلوا. بينما يقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن ما لا يقل عن 9000 شخص ما زالوا في عداد المفقودين.



جمع الجثث


قال بشير عمر، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن القتلى بالآلاف. لكنه لم يذكر حصيلة محددة لعدد الجثث التي تم انتشالها، نظرا لوجود العديد من المجموعات المشاركة في جهود الإنعاش.

ويقضي العديد من سكان درنة، بما في ذلك النساء والأطفال، أيامهم في نقاط تجميع الجثث بالمدينة، لأنهم في حاجة ماسة إلى معرفة من يوجد داخل أكياس الجثث التي تحملها سيارات الإسعاف.

وداخل مدرسة في الجزء الغربي من المدينة، نشرت السلطات صورا للجثث التي تم انتشالها.



مخاوف المرض

أدت الفيضانات إلى نزوح ما لا يقل عن 40 ألف شخص في شرق ليبيا، من بينهم 30 ألفا في درنة، وفقا لوكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة. ومع ارتفاع أعداد النازحين، وانتقال العديد منهم إلى مدن أخرى في كل أنحاء ليبيا، حيث استضافتهم المجتمعات المحلية أو لجأوا إلى المدارس، ظهرت مخاطر للبقاء، بما في ذلك احتمال الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه.

وقالت رنا قصيفي، مساعدة رئيس بعثة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا: «الفيضانات خلّفت مستويات لا يمكن تصورها من الدمار، وأثارت موجات جديدة من النزوح في الدولة المنكوبة بالفعل بالصراع».

ونجت النباتات المنزلية الموجودة على سطح مبنى عبدالسلام أنويسي من المياه التي وصلت إلى شقته في الطابق الرابع، بعدما تمكن مع عدد قليل من العائلات الأخرى من النجاة من الفيضانات التى اجتاحت البلاد.