صَلَواتٌ قَلبِيَّة في بِدايَةِ السَنَةِ القِبطِيَّةِ (٤)


بقــلم: م. منــير وصــفي بطـــرس

باحث في موسيقى الألحان القبـطية

مـــدرس مــــادة اللــــحن الكنـــسي

بمعــــهـــد الرعـــــاية والتـــــربيــة

نَستَكمِل الدِّراسَة في إِبصالية أدام لِعيدِ النَيرُوز.

هذه الإبصالية مكتوبة بأسلوبٍ شِعري يَعتَمِد على المَقاطع اللُّغوية، ويَنتهي كلٌّ من “الإستيخون” (الجُملة) الثانية والرابعة بقافِيَة ثابِتة (تقريباً)، عِبارة عن مَقطع “أوس” ليُعطي جَرساً موسيقيَّاً جَميلاً، مع العِلم أنَّ الجُملتَين الثالثة والرابعة في كل رُبع هما مَرَد ثابِت “بي أوأوو ناك الليلويا، ذوكصاصي أوثيئوس” (المجد لك هلليلويا، المجد لك يا الله).

تَوافُق نَغَمات الأَلحانِ القِبطِيَّة مَعَ كَلِماتِها ومَوَاضيعِها ومُناسَباتِها:

إن ألحانَ الإبصاليات لها سِتَّة أفكار موسيقية، لَحنَان للطَقسِ السنوي (أدام وواطس)، ولَحنان للطَقسِ الكِيَهكي (أدام وواطس)، وآخران للطَقسِ الفَرايحي (أدام وواطس)، واللَّحن “الأدام” يُستَخدَم في أيامِ الآحاد والإثنين والثلاثاء، والألحان “الواطس” في أيام الأَربعاء والخَميس والجُمعة والسَّبت، وألحان “الإبصاليات” من الناحيةِالموسيقيةِ بصورةٍ عامة فهي ذات حركة وإيقاع سَريع، يُمَثِّل فَرحة اللِّقاء بالربِ يسوع المسيح والاشتياق إليه، وألحانُها تَتَمَيَّز بالمشاعِر الدافِئة التي نُقدمها بالحُبِّ ناحية إلهِنا المُحِبّ.

الألحان “الأدام” لها فِكر موسيقي خاص:

وتَتَمَيَّز الألحان “الأدام” باعتمادِها في لحنِها على التَركيبات الثُلاثية، ففي اللَّحن الكِيَهكي والسَّنَوي والفرايحي تكون الألحان على وزنٍ إيقاعي ثُنائي (أي كل مازورة فيها نبضتان الأولى قوية والثانية ضعيفة)، وتَتَكَوَّن كل عبارة موسيقية (تعتبر هنا “ستيخون”) من ثلاثِ “موازير” موسيقية، وهذه الثُلاثِيَّات في تَكوين اللَّحن مُتَوافِق لعدد الأيام “الأدام” وهي ثلاثة أيام، والسيد المسيح قام من بين الأموات في ثالث يوم كما يُوَضِّح أيضا نِيافة الحَبر الجَليل الأنبا مِتَّاؤس في كلامِهِ عن “الثيئوتوكيات الأدام”: “أنها تَتَمَيَّز بالقِصَر والمَيلِ إلى نَغَمَة الفَرَح؛ لأنها تُقال يومَ الأحد وهو التِذكار الدائِم لقيامةِ الربِّ يسوع المسيح من بينِ الأموات، حيثُ فَرِحَ التلاميذُ لما رأَوا الربَّ، والإثنين ثاني عيد القيامة حيثُ ذاقَ القديسون بركاتِ وثمارَ الفداءِ والقيامةِ وتَمَتَّعوا بالفِردَوس المَفتوح، والثلاثاء هو امتداد لفَرَح القيامةِ”، وفِكرة “الأدام” كَفِكرةٍ لَحنِيَّةٍ هي الأكثر فرحاً تَنطَبِق أيضاً على “الإبصاليات” و”الذكصولوجيات” و”الأسبسمسات”.

تَحليل اللَّحن مِنَ النَّاحِيَة الموسيقية:

كعادةِ الألحان الفرايحي تَستَخدِم الكنيسة مقام (البياتي)، وحَسَب رُؤية عُلماء الموسيقى أنه مقام الشَّوق والحُبِّ، ويَحمِل إحساسَ النِداء واللَّهفة والإنتظار، وهذا مُناسِب جداً لإبصالية أدام عيد النيروز.

وهو يَتَكَوَّن من جُملَتَين موسيقيتَين: الأولى في صِيغة سؤال، والتي تبدأ بهبوطٍ نَغَمي مُناسِب للجُملة (أسجد لك ياربي يسوع)، والثانية في صِيغة جَواب (نُلاحظ العُلُوّ المُتَناسِب مع كلمة “ثيئو” ومعناها الله)، ومع أن نهاية الجُملتَين يَكونا على نَغمة (الدوكا أو الرى) التي تُعتَبَر أساس السّلموهي تُعطي راحة للأذن وللنفس، ولكن الجُملة الأولى تنتهي بالنَّغمة على مُدَّةٍ قصيرة (كروش واحدة)، أما نِهاية الجُملة الثانية فلها إِعداد لَحني وتَنتَهي على النَّغَمَةِ في مُدَّةٍ أطوَل (2 نوار) مما يُعطي إِحساس بِنِهاية الفِكرة اللَّحنية كلها.

أما بالنِسبةِ لسُرعَةِ اللَّحن يُفَضَّل أن تكون متوسطة (حوالي 110 إلى 120 نبضة في الدقيقة)، لتَتَوافَق مع جَمال وعُمق الكَلِماتِ ورُوح اللَّحن الهادِئةِ، وتَتَناغَم أيضاً مع فِكرةِ الصَّلاةِ والاشتياقاتِ القلبيةِ إلى الربِّ يسوعَ المسيح.

لينك اللحن بصوت المعلم الكبير إبراهيم عياد

تاريخ الخبر: 2023-09-21 09:21:16
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية