خبير آثار: التجلى الأعظم يجعل من سانت كاترين قبلة السياحة الروحانية الأولى فى العالم


فى إطار الزيارة الثانية للسيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى ووفد رفيع المستوى لمدينة سانت كاترين لتفقد مشروع التجلى الأعظم، أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار ، أن هذا المشروع بعد افتتاحه يجعل من سانت كاترين قبلة السياحة الروحانية الأولى فى العالم بكل المقاييس العالمية .
وأوضح أن الزيارة الأولى كانت فى 21 يوليو 2020 بعدإطلاق فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى إشارة البدء فى مشروع التجلى الأعظم، حيث توجه الدكتور مصطفى مدبولى يرافقه وفد يمثل ربع الحكومة منهم وزراء السياحة والآثار والبيئة والطيران والتنمية المحلية والصحة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، استقبلهم اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، وهى الزيارة التى وضعت أسس 14 مشروع يجرى العمل بها بعد مناقشة كل الأطراف بالمدينة، بالجلوس مع رهبان دير سانت كاترين للعمل فى إطار المحافظة على جلال الموقع وقيمته الروحانية وقد حافظ عليه الرهبان منذ إنشاؤه فى القرن السادس الميلادى، وكذلك السادة الآثاريين بالمنطقة للعمل وفق معايير تسجيل اليونسكو للمنطقة تراث عالمى منذ عام 2002 والمحافظة على الطابع الأثرى والتاريخى لآثار المدينة، وكذلك الجلوس مع قبيلة الجبالية المختصة بالعمل السياحى والخدمات بالمدينة وكذلك المسئولين بالبيئة للمحافظة على قيمة محمية سانت كاترين والجهات المحلية بالمنطقة.

وأشار الدكتور ريحان بأن الزيارة الثانية أمس 21 سبتمبر شملت تفقد رئيس مجلس الوزراء ومرافقوه مشروع إنشاء مركز الزوار الجديد بموقع ميدان الوادي المقدس في مدخل المدينة.على مساحة 3170 م2، ومشروع انشاء المنتجع السياحي الجبلي، وزيارة وادى الأربعين واستغلال الهضبة المميزة المطلة على المدينة بالكامل وعلى وادي الأربعين لإقامة مشروع صحي استشفائي عالمي، والاستفادة من مهارات وخبرة أهل سانت كاترين في العلاج بالأعشاب الطبيعية.
وينوه الدكتور ريحان إلى أن مشروع التجلى الأعظم يشمل 14 مشروع تتضمن تطوير النزل البيئي القائم وإنشاء النزل البيئي الجديد، إنشاء ساحة السلام وتطوير منطقة استراحة السادات علي مساحة 12.6 فدان وربطها بساحة السلام كمنطقة زيارة سياحية واحدة، فضلًا عن تصميم اللاندسكيب ومدرجات مشاهدة وحديقة متحفية في منطقة استراحة السادات، وإنشاء الفندق الجبلي ومركز الزوار الجديد الذى يشمل خدمات شاملة تقدم لضيوف المدينة تشمل التعريف بمقومات المدينة وكيفية الزيارة للمواقع الأثرية والسياحية بها وتوافر كتيبات وبروشورات سياحية وخرائط وعرض أفلام وثائقية ثلاثية الأبعاد، ومكاتب حجز رحلات وطيران مع توافر خدمات أمنية وصحية، علاوة على استراحة راقية فى أحضان الطبيعة أمام بحيرة .
كما يشمل المشروع إنشاء المجمع الإداري الجديد وتطوير المنطقة السياحية وتطوير مركز البلدة التراثية وتطوير منطقة إسكان البدو وتطوير وادي الدير وإنشاء المنطقة السكنية الجديدة وإنشاء المنطقة السياحية الجديدة وتطوير شبكة الطرق والمرافق والوقاية من أخطار السيول.
وأردف الدكتور ريحان أن المشروع يساهم فى تسويق مدينة سانت كاترين عالميًا كوجهة للسياحة الروحانية والتى ستصبح الوجهة الأولى عالميًا باعتبارها ملتقى للديانات السماوية الثلاث وقيمة مضافة روحانية للإنسانية بأسرها مع تعظيم الاستفادة من المقومات السياحية بسانت كاترين خاصة وسيناء عامة، ذات الطابع الأثري والديني والبيئي معًا، وتحسين البيئة العمرانية بالمدينة، وتوفير فرص للتنمية والاستثمار علاوة على فرص العمل المختلفة للشباب.
وكذلك إنشاء مزار روحانى على الجبال المحيطة بالوادى المقدس، جبل التجلى حيث تجلى الله سبحانه وتعالى فدك الجبل، وجبل موسى، حيث تلقى نبى الله موسى ألواح الشريعة وجبل سانت كاترين حيث عثر على رفات سانت كاترين، وتنمية وتنشيط كل مقومات السياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية، وتوفير جميع الخدمات السياحية لضيوف المدينة.
وكذلك تطوير مطار سانت كاترين، وتسيير رحلات طيران يومية من القاهرة إلى سانت كاترين، والعودة ورحلات طيران أسبوعية من أثينا إلى سانت كاترين .
وتابع الدكتور ريحان بأن المقصود بالفنادق البيئية أو الإيكولوجية هى منشئات سياحية تم تخطيطها و تنسيقها وتصميمها و بناءها لتنسجم مع السياق الطبيعي والثقافي للمنطقة المحيطة أى تستخدم خامات طبيعية من البيئية من أحجار وأخشاب وغيرها ولا تزيد الارتفاعات حتى تحافظ على بانوراما الموقع وتكون بنفس شكل الجبل والبيئة حولها للمحافظة على الرؤية البصرية وجلال وجمال ورهبة المنطقة .

وقد أشادت السيدة نوريا سانز مدير المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة الشهر الماضى بهذا المشروع العظيم ومدى مطابقته لمعايير تسجيل سانت كاترين تراث عالمى استثنائى ومدى تعاون ورضا كل الجهات وأهالى سانت كاترين عن المشروع الذى يحقق طموحاتهم ويساهم فى تسويق منتجاتهم وتطوير مساكنهم وبازارتهم وتنظيم العمل السياحى ليستفيد منه الجميع .
وأوضح الدكتور ريحان أن المشروع يحافظ على محمية سانت كاترين والتنوع البيولوجى وعمل بنك جينات للفصائل النادرة والتراث الثقافى للبدو وإدراجه فى مخططات التنمية والإدارة وهناك برنامج واضح للحفاظ على المنطقة كتراث معمارى، ومن الجانب الاجتماعى فإن المشروع يتضمن تحويل التراث الثقافى والطبيعى ليؤدى وظيفة فى حياة المجتمع المحيط وتشجيع المجتمع باستثمار موارد فى التراث ومشاركة القيادات المحلية والأهالى فى كل مراحل المشروع.
كما يهتم المشروع بالدراسات والأبحاث العلمية الخاصة بالمنطقة وقد صدر كتابين مهمين حتى الآن للدكتور عبد الرحيم ريحان بعنوان ” دير سانت كاترين منارة التسامح” والذى يرصد تاريخ الدير والمعالم المعمارية والفنية ودوره الحضارى عبر العصور وكتاب ” التجليات الربانية بالوادى المقدس طوى” عن دار أوراق للنشر والتوزيع والذى يرصد قصة خروج بنى إسرائيل ويحقق محطاته بسيناء وقد سلم نسخ من كتبه للمجلس الأعلى للآثار ممثلًا فى قطاع الآثار الإسلامية والقبطية .
وتتناول المؤلفات مسار نبى الله موسى والذى اتخذه الحجاج المسيحيون طريقًا للحج إلى جبل موسى منذ القرن الرابع الميلادى حين قدوم القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين لسيناء وبنائها كنيسة فى حضن شجرة العليقة الملتهبة وهى الذى أدخلها الإمبراطور جستنيان داخل الدير فى القرن السادس الميلادى وأطلق عليه دير طور سيناء ثم تغير اسمه إلى دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى بعد العثور على رفاتها على أحد الجبال الذى حمل اسمها، وكل من يدخل إلى كنيسة العليقة الملتهبة داخل الدير يخلع نعليه تأسيًا بنبى الله موسى .
واختتم الدكتور ريحان أن مشروع التجلى الأعظم يتضمن عمل ممشى سياحى يحاكى المسار التاريخى لسيدنا موسى عبر وادى الراحة وصولًا إلى جبل التجلى وإحياء طريق نبى الله موسى بسيناء، طريق وادى حبران – دير سانت كاترين وهو طريق تاريخى عبره نبى الله موسى إلى جبل الشريعة بالوادى المقدس ليتلقى ألواح الشريعة واستخدم بعد ذلك لعبور الحجاج المسيحيون والمسلمون معًا من ميناء الطور إلى جبل موسى ودير سانت كاترين.

ومن الجدير بالذكر أنه منذ تحول درب الحج المصرى القديم عبر وسط سيناء من الطريق البرى إلى البحرى منذ عام 1885 كان الحجاج المسيحيون القادمون من أوروبا ومصر قاصدين سانت كاترين يركبون نفس الباخرة من ميناء السويس مع الحجاج المسلمون المتجهون إلى مكة المكرمة عبر ميناء الطور، ومن ميناء الطور يتوجها معًا لزيارة الوادى المقدس “سانت كاترين” عبر طريق وادى حبران – دير سانت كاترين، وترك الحجاج المسلمون ذكرياتهم وأسماءهم بالجامع الفاطمى داخل الدير، ويصعدا معًا إلى جبل موسى بعدها يستكمل المسيحيون رحلتهم بالدير أو يتوجه البعض منهم إلى القدس، ويعود الحجاج المسلمون إلى ميناء الطور للإبحار إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة.

تاريخ الخبر: 2023-09-22 12:22:08
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

كتل ضبابية وحرارة مرتفعة ورياح قوية في طقس يوم الجمعة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:08:54
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 79%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٣)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:21:38
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

الضغط على بايدن لمخاطبة الأمة إثراندلاع العنف في الجامعات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:07:18
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 100%

السلطات الإسرائيلية تؤكد مقتل أحد الرهائن في غزة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:07:01
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 98%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية