"اطردوا النازحين".. هكذا يتسلل سوريون إلى لبنان


منذ أسابيع تنشط بشكل لافت عمليات تسلل مئات النازحين عبر المناطق الحدودية الممتدة على طول الشريط الحدودي بين سوريا وشمال لبنان، عبر ممرات وعرة يصعب ضبطها واقفالها، تبدأ من العريضة الى العبودية، مروراً بوادي خالد، وصولا الى جبل أكروم وتخوم الهرمل على الحدود في البقاع.

فيما ترتفع بالمقابل، جرعة العنصرية في بعض الأوساط اللبنانية ضد المتسللين السوريين، وسط دعوات إلى طرد جميع النازحين من البلاد الغارقة بأزماتها الاقتصادية والمعيشية.

مادة اعلانية

وبحسب البيانات شبه اليومية للجيش اللبناني، ووفق عملية حسابية بسيطة، فقد منع منذ منتصف شهر اغسطس الماضي وحتى كتابة هذا التقرير 6100 سورياً كانوا يريدون الدخول الى لبنان بطرق غير شرعية.

فيما أفاد مصدر مطلّع على ملف النزوح لـ "العربية.نت" "أن الأرقام الواردة في البيانات العامة الأخيرة تتماشى مع ما تلحظه المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من ارتفاع ملحوظ في التقارير المتعلقة بعمليات التصدّي والترحيل من قبل الجيش اللبناني عبر الحدود الشمالية مع سوريا في وادي خالد، مقارنة بالأشهر السابقة خلال العام الحالي".

11 الفاً هذا العام

وأوضح المصدر "أنه في شهر أغسطس/ الفائت وحده، تم ترحيل ما يقدّر بنحو 6,000 شخص أو إعادتهم عبر الحدود البرية مع سوريا في منطقة وادي خالد، ليصبح مجموع الأشخاص الذين تمّت ترحيلهم عبر الحدود الشمالية حتى العام 2023، 11،000 شخصاً".

وتنشط عمليات التسلل عبر معابر غير شرعية على الحدود الشمالية، حيث تتولى شبكات تهريب العملية المتكاملة بدءاً من نقل العائلات والافراد من سوريا الى لبنان مقابل مبلغ مالي يُحدد حسب "الشخص" او عدد افراد الاسرة.

وتضمّ هذه الشبكات شركاء لبنانيين وسوريين محترفين في عمليات التهريب الحدودية، ولديهم باع طويلة في الطرقات الوعرة التي يصعب مراقبتها وضبطها.

لاجئون سوريون في لبنان(فرانس برس)

أربع معابر وشجاع

وفي السياق، أوضح احمد (اسم مستعار) أحد سكان منطقة وادي خالد في شمال لبنان التي تنشط فيها عمليات التهريب، لـ"العربية.نت" "ان عمليات تسلل النازحين تتم عبر معابر جبلية غير شرعية، يغيب عنها الحضور الأمني اللبناني والسوري، أبرزها اربعة، معبر "أبو جحاش" ومعبر"بزناية"، القريبان من الجسر الدولي لطرطوس-حمص، معبر "خط البترول" وهو الأنشط في المنطقة الحدودية الممتدة من العريض الغربي وحتى منطقة حنيدر، ومعبر "وادي الواويات".

كما كشف أن شخصاً ملقّب بـ"الشُجاع" ومدعوم من الفرقة الرابعة السورية، يُشرف على عمليات التهريب، وفق زعمه

الحدود السورية اللبنانية(أرشيفية)

حاجز "شرعي"

وبالاضافة الى عمليات التسلل وتهريب الافراد عبر المعابر غير الشرعية، تمتد "عمليات" عصابات التهريب الى الداخل اللبناني، وتحديداً إلى منطقة شدرا (شمالاً) حيث يتمركز الجيش اللبناني عبر حاجز كبير لفوج الحدود الأول.

إذ يدخل عبر حاجز شدرا "الشرعي" اشخاص محظيون سياسياً ومالياً، حيث يدفعون مبلغاً من المال مقابل ترتيب عملية مرورهم عبر حاجز الجيش من دون أي عوائق.

وفي الاطار، أفاد أحد أبناء المنطقة لـ"العربية.نت" "أن سيارات تحمل أرقاماً خصوصية تمرّ بشكل شبه يومي على حاجز شدرا تنقل أفراداً من الداخل السوري، حيث يبرز السائق بطاقة "تسهيل مرور" من أحزاب محسوبة على النظام السوري فيدخل الاراضي اللبنانية".

كما أوضح "ان العدد الاكبر من السوريين الذين يتسللون الى لبنان عبر معابر غير شرعية هم من فئة الشباب، وان عصابات التهريب تُحقق أرباحاً طائلة تصل احياناً الى 2000 دولاراً في اليوم الواحد".

لاجئون سوريون في لبنان (أرشيفية- رويترز)

"إفادة سكن" للنازحين

ومنذ أيام شهدت الأوساط السياسية والشعبية اللبنانية سجالات، بعد منح مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ورقة "إفادة سكن" للاجئين السوريين المقيمين في لبنان.

وأوضحت المفوضية لـ"العربية.نت" "ان إصدار تلك الافادات يتم منذ عام 2016 بهدف تجديد إقامة اللاجىء".
كما أكدت "ان إفادة السكن وثيقة أساسية للاجئين ليتمكنوا من الحصول على إقامة قانونية وليتمكنوا بعد ذلك من الاستفادة من الخدمات الأساسية، كتسجيل أطفالهم في المدرسة، وبحسب الإتفاقية مع السلطات اللبنانية، وبدعم منها".

يشار إلى أن موضوع اللاجئين السوريين أضحى مادة للسجال السياسي والاجتماعي في لبنان الغارق منذ 2019 في أسوأ الأزمات الاقتصادية عبر التاريخ الحديث، حيث خسرت عملته الوطنية نحو 90% من قيمتها الشرائية، كما ارتفعت معدلات الفقر والبطالة والهجرة إلى الخارج أيضا.

كما طغت بعض العنصرية على قرارات اتخذتها بلديات لبنانية منعت على سبيل المثال تجول السوريين مساء، أو تأجير البيوت لهم.

وانتقلت تلك العنصرية بشكل فاقع أيضا إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت دعوات إلى طرد النازحين، لاسيما أن البعض يعتبر هذا اللجوء "اقتصادياً" أكثر منه لدوافع أمنية أو إنسانية!

تاريخ الخبر: 2023-09-24 09:08:38
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 86%
الأهمية: 97%

آخر الأخبار حول العالم

مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

مركز دراسات مصري : المغرب رائد إقليمي في مجال صناعة السيارات

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:06
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية