كما أن لجماهير العين والوصل في الدوري الإماراتي تقاليد راسخة على مر السنين، فهي معروفة بعشقها الأبدي لفريقها الكروي، معه في الأتراح قبل الأفراح، وعلى النهج نفسه أعجبتني جماهير فريق النصر السعودي لاسيما بعد انضمام النجوم اللامعة أمثال كريستيانو ومانيه وتاليسكا، أصبح لهذه الجماهير تقاليد يتفاعل معها الفريق بعد نهاية كل مباراة، إنها صيحة النصر، حيث تدق الطبول مع الأكف مع الحناجر، مطلقة صيحة مدوية تتباطأ في البداية ثم تتسارع في النهاية، وتتعاظم هذه الملحمة الجماهيرية ويصبح لها مذاق خاص كلما كانت بعد الانتصارات الكبيرة، تماماً مثلما حدث أول من أمس بعد مباراة الكلاسيكو التي جمعت النصر مع أهلي جدة وانتهت بفوز النصر الخامس على التوالي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة في مباراة ملحمية كان نجمها الأول جماهير الناديين الكبيرين، التي لم تهدأ لحظة بشعاراتها وأهازيجها الجميلة، والتي تؤكد لنا دوماً أن كرة القدم لا تساوي شيئاً من دونها.
ولأن المباراة كانت من هذا النوع الممتع، لا سيما من كريستيانو الذي أصبح معشوق الجماهير بصورة غير مسبوقة، ومعه تاليسكا الذي سجل هدفين مثل كريستيانو، أحدهما لا يتكرر كثيراً من فرط حلاوته، هذا الأداء التنافسي الممتع دفع بالمعلق الإماراتي المحبوب فارس عوض لأن يقول بعد نهاية الشوط الأول «هناك خبر سار»، وانتظرناه، فإذا به يقول إن الخبر السار هو أن لهذه المباراة شوط ثانٍ فانتظروه، لقد كان المعلق هو الآخر لا يقل إبداعاً، هذا هو التفاعل، هذا هو الاندماج، هذه هي روائع اللحظة، لحظات الإلهام التي تصيب المبدعين سواء أكانوا لاعبين أم معلقين أم حتى من الجماهير.
آخر الكلام
إنها متعة المشاهدة، الغاية الكبرى من وراء التعلق بهذه المجنونة اللذيذة التي تسمى كرة القدم. أما على صعيد دورينا الإماراتي هذا الموسم، ومعه منتخبنا الوطني، وفرقنا المشاركة في دوري أبطال آسيا، فقد حملت لنا جملة من الأخبار السارة على طريقة الشوط الثاني من مباراة النصر والأهلي السعودي، وعلى طريقة المعلق الإماراتي المبدع فارس عوض .. انتظروا «هناك خبر سار».
*نقلا عن البيان الإماراتية
