خلّف البيان الذي أصدرته الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بخصوص “زلزال الحوز”، زلزالا آخر داخل “الحزب الإسلامي” الذي بالكاد يقاوم ارتدادات “زلزال 8 شتنبر” الانتخابي بعدما تقهقر إثره إلى المرتبة الثامنة في وقت كان فيه القوة السياسية الأولى في البلاد.
وبينما أعلن القيادي والوزير الأسبق في الحزب عبد القادر اعمارة، عن استقالته من التنظيم السياسي و”قلبه يعتصر ألما على ما آلت إليه تجربة حزب العدالة و التنمية”، مثلما قال في تدوينة نشرها على حسابه بـ”فيسبوك” اليوم الإثنين، ساعات قليلة عقب صدور البلاغ المثير للجدل الذي ربطت فيه الأمانة العامة للحزب بقيادة عبد الإله ابن كيران، الزلزال الذي ضرب بعض مناطق المملكة في الثامن من شتنبر الجاري بـ”الذنوب والمعاصي”، انبرت عدد من قيادات الصف الأول إلى انتقاد هذا الموقف.
عبد العزيز أفتاتي، اعتبر أن “الفقرة التي أثارت الجدل لا يمكن اعتبارها موقفا للحزب، ولا يمكن احتسابها موقفا للأمانة العامة، لأن البيان مقسم إلى جزئين”.
وقال أفتاتي في تصريح لـ”الأيام 24″: “ما كان ينبغي للأمانة العامة أن تُضمّن في بيانها تلك الفقرة الواردة في العرض حتى لا يفهم أنها قناعتها”. ومع ذلك، يضيف القيادي الحزبي: “هذه الفكرة أصلا خاطئة من الناحية الإسلامية والعقدية والفكرية، رغم أنها مسألة شائعة في الثقافة الإسلامية”.
“أنا لا أتفق مع المواقف التي تضمنها البلاغ، وجميع المناضلين داخل الحزب يعارضونها لأنها فكرة خاطئة”، يستطرد المتحدث، مشددا على أنه “مثل هذه الأحداث لا يدخل فيها العنصر البشري، بل هي توقعات رب العالمين والله لا يملك الجمارك في الأرض”. وفق تعبيره.
وتابع أفتاتي:”لا يمكن أن نربط أي كارثة طبيعية بأفعال الناس أو المنطقة التي وقع فيها ذلك الحادث”، معربا عن “أسفه الشديد للخطأ الذي تضمنه البيان”.
يذكر أن الأمانة العامة للعدالة والتنمية اعتبرت في بلاغ أصدرته مساء أمس الأحد وهي تفسر أساب الزلزال الذي ضرب الحوز مخلفا موتى وجرحى ودمارا هائلا، أنه “يجب أن نراجع كذلك كي نرجع إلى الله، لأن كل شيء يصيب الإنسان فيه إنذار، والصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا، ليس فقط بمعناها الفردي، ولكن بمعناها العام والسياسي”.
