يقوم الطاقم الطبي بمصلحة العلاج بالأشعة بمركز مكافحة السرطان في عنابة، بمجهودات كبيرة لتلبية الطلبات الهائلة لعلاج المرضى بـ 17 ولاية شرقية، بسبب توقف المسرعات على مستوى مركزي قسنطينة وباتنة عن العمل وتكفل مركز الوادي بالولايات الجنوبية المجاورة.
وحسب رئيسة مصلحة العلاج بالأشعة الدكتورة نعون ليليا، للنصر، فإن المصلحة تستقبل أسبوعيا 500 ملف لمرضى تم توجيههم من مختلف المصالح الاستشفائية، لإجراء حصص الأشعة على مستوى مركز عنابة، الوحيد حاليا الذي يقوم باستقبال المرضى من مختلف ولايات الوطن، خاصة الشرقية منها، ما سبب ضغطا على تجهيزات العلاج وكذا الطاقم الطبي الذي يواصل العمل إلى غاية الساعة الثانية صباحا، بمعدل 150 مريضا يوميا.
كما نجم عن ذلك تعطل أحد المسرعات من أصل 3 وبقيت المصلحة تعمل بمسرعين للأشعة فقط، ما استدعى التعجيل في جلب قطع الغيار اللازمة من الخارج، حيث تم استلامها على مستوى ميناء الجزائر ومع وصولها إلى عنابة، يتم الانطلاق في عملية الإصلاح لإعادة تشغيل المسرع الثالث، لتخفيف الضغط الحاصل، في انتظار عودة المصالح الأخرى للعمل بكل من باتنة وقسنطينة.
وذكرت المتحدثة، أن المصلحة تمكنت من حل إشكالية توفير الفيزيائيين الطبيين المتخصصين في تشغيل المسرعات، غير أن عدد الأطباء الأخصائيين في تناقص، حيث انخفض إلى النصف، منوهة بالمجهودات التي تقدم على مستوى المصلحة للتكفل بالمرضى وكذا توفير الدولة للأدوية والتجهيزات من أجل العلاج، حيث تعد الأولى من حيث الحالات المحولة لمركز مكافحة السرطان بعنابة، بالمقارنة مع مصلحتي العلاج الكيميائي والطب النووي.
ويعود الضغط الذي يعرفه مركز مكافحة السرطان بعنابة، إلى توفير أغلب العلاجات، منها تدعم مصلحة الأشعة قبل أشهر، بتقنية جديدة للعلاج الإشعاعي التجسيمي الداخلي والخارجي، تسمى «ستيريو تاكسي»، والتي تعتبر طفرة في المجال الطبي، لأنها تقنية متطورة عالية الدقة، توفر جرعة دقيقة تصيب الهدف المقصود، مع المحافظة على الأنسجة السليمة المجاورة بشكل عام خلال جلسات العلاج الإشعاعي، حيث تم وضع التقنية حيز الخدمة، بالتعاون مع أطباء أخصائيين كنديين.
وحسب الدكتورة نعون، فإن هذه التقنية عبارة عن جراحة مجسمة باستعمال نظام سداسي الأبعاد، يوفر الحد الأدنى من التدخل الجراحي، حيث تستخدم لتحديد موضع الخلايا السرطانية الصغيرة داخل الجسم الأقل من 3 سم وتستعمل لبعض الحالات السرطانية، مثل سرطان المخ والعظام والرئة، ومن أهم مميزاتها تقليص عدد الحصص العلاجية وتحسين نسبة الاستجابة، بحيث تضاهي هذه التقنية التدخل الجراحي وبالتالي تحسين نوعية العلاج للمرضى القادمين من عنابة والولايات المجاورة وتخفيف الغبن عنهم، كما يتم القيام بـ 3 إلى 5 جلسات، مدة كل جلسة منها تتراوح ما بين 15 إلى 20 دقيقة.
وفي سياق متصل، شرعت مصلحة الطب النووي بمستشفى مكافحة السرطان، في استقبال المرضى من مختلف ولايات الوطني، منها المدية ومسيلة، للعلاج باليود المشع والتقليص من قائمة الانتظار. وحسب رئيسة المصلحة، الدكتورة، عثمان رجاء، فقد انطلقت حصص العلاج بشكل منتظم منذ بداية الشهر الجاري، حيث توجد قائمة طويلة للمرضى الذي ينتظرون دورهم، وهي قفزة كبيرة في المجال الطبي في الجزائر، لتلبية الطلبات وعلاج المرضى.
ويعد الطب النووي حسب، الدكتورة، اختصاصا طبيا يتم فيه حقن كمية ضئيلة جدا من مواد مُشعة، تُمكن من تشخيص بعض الأمراض، حيث تتوجه مباشرة إلى بعض الأعضاء، منها العظام، القلب، والكلى، وترسم مسارا معينا وتمنح المعلومات، بالإضافة إلى الشق المتعلق بالعلاج، غير أنه محدود ويشمل خاصة الغدة الدرقية والأمراض السرطانية التي تصيبها.
حسين دريدح