تلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أوراق اعتماد سفير المملكة العربية السعودية، نايف بن بندر السديري، سفيرا فوق العادة مفوضا (غير مقيم) لدى دولة فلسطين قنصلا عاما في مدينة القدس، وذلك خلال استقبال الرئيس عباس الوفد السعودي الذي يزور الضفة الغربية برئاسته. وتُعد هذه أول زيارة لوفد سعودي إلى الأراضي الفلسطينية منذ تعيين السديري سفيرا في أغسطس الماضي.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن عباس استقبل السديري بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، ورحب به، مشيدا بـ«زيارته المهمة» إلى فلسطين.

من جهته، أكد السديري أن المملكة تعمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وأن لديها اهتماما كبيرا بالقضية الفلسطينية وحلها على أساس الشرعية الدولية، وذلك خلال كلمته للصحفيين مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي.

لحظة تاريخية

ذكر وزير الخارجية الفلسطيني أن العلاقات مع السعودية تمر بلحظة تاريخية، مرحبا باستقبال السفير السعودي، وهي خطوة تعكس قوة الروابط بين البلدين.

بدوره، أكد المستشار السياسي لوزارة الخارجية الفلسطينية، أحمد الديك، أن اللقاءات السعودية - الفلسطينية لم تنقطع، معربا عن ثقته في الدور السعودي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

في وقت سابق، وصل وفد سعودي، برئاسة السديري، إلى الضفة الغربية المحتلة. وقال السفير السديري في تغريدة عبر حسابه الرسمي على «إكس» (تويتر سابقا): «من دولة فلسطين الحبيبة، أرض كنعان، أجمل التحيات مقرونة بمحبة مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيدي ولي العهد».

تعزيز العلاقات

رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بزيارة السفير السعودي، وعدّتها «محطة تاريخية مهمة» لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وفتح المزيد من آفاق التعاون المشترك في المجالات كافة.

وقالت الوزارة: «من جديد تثمن الوزارة المواقف الأخوية الصادقة للمملكة العربية السعودية الشقيقة في دعم وإسناد حقوق شعبنا الوطنية العادلة والمشروعة في المحافل كافة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان».

وقال السفير السديري: «هذه الخطوة مهمة، ولها دلالات كبيرة على حرص الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على تعزيز العلاقات مع الأشقاء في دولة فلسطين».

وأضاف أن هذه الخطوة لها تبعات تفيد الفلسطينيين في تنظيم العلاقات، وإعطائها دفعة ذات طابع رسمي في كل المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، قائلا: «نتطلع إلى مستقبل واعد لهذه العلاقات، وأن تكون كما كانت، وأفضل».

صمود وتضحيات

عبر السديري عن سعادته بتمثيل بلاده لدى دولة فلسطين، ووجوده في بلده فلسطين، وحيا صمود وتضحيات الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أنه سيبذل قصارى جهوده، لتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات. كما أكد مواقف المملكة التاريخية الأخوية الصادقة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في المحافل كافة، وفي مقدمتها تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية، واستمرار الجهود المبذولة لحل القضية الفلسطينية، وتحقيق السلام في الشرق الأوسط وفقا لمرجعيات السلام الدولية، ومبادرة السلام العربية.

وفي نهاية اللقاء، تمنى الوزير المالكي للسفير السديري النجاح والتوفيق في مهامه الجديدة، مؤكدا استعداد وجاهزية وزارة الخارجية والمغتربين بكل قطاعاتها للمساعدة في توفير كل ما يلزم لتسهيل مهامه الرسمية لدى دولة فلسطين.

حضر اللقاء مساعد الوزير للشؤون العربية السفير فايز أبوالرب، ورئيسة المراسم السفيرة عبير الرمحي، ومسؤول وحدة الإعلام إيهاب عمر، وسكرتير ثالث زينة المصري من مكتب الوزير.

السفير

سلم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن، نايف بن بندر السديري، نسخةً من أوراق اعتماده، سفيرا فوق العادة مفوضا (غير مقيم) لدى فلسطين قنصلا عاما بمدينة القدس، إلى مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي في مقر سفارة دولة فلسطين بالأردن 12 أغسطس الماضي، ليكون بذلك أول سفير سعودي يعين لدى فلسطين.