نقطة نظام من العثماني لمفسري الزلزال على أنه عقاب إلهي


 

ربما لم يكن يُدرك سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وهو يدبج مقالة قبل أيام عن الزلازل والكوارث بين الابتلاء والعقوبة، أن خلفه في الحزب عبد الإله ابن كيران سيثير جلبة بسبب تفسير زلزال المغرب على أنه عقاب إلهي على الذنوب والمعاصي المرتكبة، وهو الفكر الذي يعارضه العثماني الذي يُعدُّ واحدا من منظري الحركة الإسلامية بالمغرب، ويعتبره نتيجة سوء فهم لنصوص القرآن والسنة، وسوء وعي بطبيعة الكوارث وحقيقتها.

 

معتنقو هذا الفكر، يقعون حسب العثماني، في ثلاث خطايا على الأقل، أولها: “التألي على الله والتقول عليه، بادعاء أنه عاقب بهذا الزلزال”، مضيفا في مقالته المطولة التي اطلعت عليها “الأيام 24”: “هذا لا يكون إلا في علم الله، فكيف عرفوه؟ إضافة إلى كونه يعارض عددا من الأدلة الشرعية الثابتة، والمعرفة البشرية الواضحة”.

 

ثاني الخطايا، وفق رئيس الحكومة السابق، تتمثل في أن هذا الخطاب “يسيء إلى آلاف الشهداء والجرحى الذين لا ذنب لهم في وقوع الزلزال”، مشددا على أنه “قدر يجب أن يواسوا فيه ويخفف عنهم، لا أن يصدموا بخطاب يجعلهم هم أو من حولهم مسؤولين عليه”.

 

أما ثالثها، فتهم أن الربط بين الزلازل والمعاصي “يصرف عن واجب الوقت، أو يشوش عليه، وهو المواساة والتضامن والإسعاف والإسراع إلى الإغاثة وتضميد الجراح”، يوضح العثماني، مبرزا أن ذلك “قد يصرف عن إعطاء العلوم المرتبطة بالكارثة مثل الجيولوجيا وعلم الزلازل مكانتها الضرورية في الوقاية منها”.

 

واستند كاتب المقالة إلى عدد من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية، لتوضيح أنواع الابتلاءات، لافتا إلى أنه “على عكس ما يظن كثيرون، فإن البلاء الذي يصيب الإنسان ليس كله نوعا واحدا، بل هو أنواع ومستويات. ونوعه الأول هو البلاء الذي هو اصطفاء مثل البلاء الذي يسلط على الأنبياء وأتباعهم. ومنه الحديث الصحيح: “أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على قدر دينه”. فالابتلاءات المسلطة على الرسل قبل بعثتهم، هو تدريب وترقية لمستوى تلقي الرسالة، وبعد البعثة إكرام لهم ورفع لدرجاتهم. فهذا بلاء ليس عقابا على ذنوب”.

 

سعد الدين العثماني، الذي جمع في تكوينه المعرفي بين دراسة الطب وعلوم الشريعة، ودخل غمار الحياة السياسية من باب حركة دعوية، وهو طبيب نفسي معتدل في أفكاره وأطروحاته منشغل بتجديد الفقه الإسلامي؛ انتهى إلى أن “الكوارث الطبيعية التي وقعت في الآونة الأخيرة، مثل زلزال المغرب وفيضانات ليبيا، حملت آلاما كثيرة، لكنها تحمل في طياتها آمالا أيضا”، مؤكدا أنها “أقدار الله الجارية”.

 

 

ويرى الطبيب النفسي عينه أن المطلوب من المؤمن حال وقوع الكوارث أن “يستفيد منها العبرة والتواضع والشعور بعظمة الله، ويتعامل معها في الوقت نفسه بأقصى درجات الموضوعية والعلمية. فبذلك يحوز خيري الدنيا والآخرة”.

تاريخ الخبر: 2023-09-27 15:11:52
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 67%
الأهمية: 77%

آخر الأخبار حول العالم

السجن 7 أشهر لخليجي في قضية مقتل شابة في "قصارة" بمراكش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:25:54
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

بطولة ألمانيا.. بايرن يؤكد غياب غيريرو عن موقعة ريال للاصابة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:25:55
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

بطولة ألمانيا.. بايرن يؤكد غياب غيريرو عن موقعة ريال للاصابة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:26:00
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

السجن 7 أشهر لخليجي في قضية مقتل شابة في "قصارة" بمراكش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:25:47
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية