شهود عيان من نينوى لبي بي سي: "المشهد مخيف، صوت الأنين في كل مكان والأنظمة الصحية لا تحتمل أعداد المصابين الهائلة"

صدر الصورة، Reuters

  • Author, سوزانا قسوس
  • Role, بي بي سي نيوز عربي

لقى أكثر من 100 شخص مصرعهم وأصيب أكثر من 150 آخرين، فجر الأربعاء، إثر اندلاع حريق أثناء حفل زفاف في أحد قاعات الأفراح بمحافظة نينوى شمالي العراق، حسب وزارة الصحة العراقية.

تحدث شهود عيان لـبي بي سي من موقع الحدث عن لحظة اندلاع الحريق أثناء حفل الزفاف:

كان أحمد عثمان، من مديرية الدفاع المدني في الموصل في مكان الحادث وروى لنا: "لا أستطيع وصف المشهد. منظر بشع جدا. الناس استشهدت حرقا وإصابات عديدة وبعض الجثث كانت مشوهة تماما. لا أعلم كيف سيتعرف الأهالي على هذه الجثث. فرق الإسعاف والشرطة هرعوا للمكان، أنا انتشلت 35 جثة لوحدي. مستشفيات الموصل لا تحتمل هذا الكم الهائل من المصابين".

ويضيف عثمان: "الجدير بالذكر أن عملية إعادة الإعمار في الموصل غير مكتملة. الموصل مدينة منكوبة تعرضت للكثير من المشاكل والإرهاب. بالتالي، حتى الآن، البنية التحتية الصحية غير مهيأة وليست كباقي الأنظمة الصحية في محافظات العراق الأخرى. للأسف، أغلب بناياتنا مخالفة للسلامة العامة، كدفاع مدني، نحن نصدر التعليمات والتحذيرات لأصحاب العمارات والمحال التجارية والقاعات أن يكون بناؤهم مطابقاً لشروط الدولة والدفاع المدني، لكن لا أحد يطبق هذه الإرشادات. كأنهم ينتظرون وقوع كارثة كبيرة".

سمير عبدالله، شاهد عيان كان في حفل الزفاف، يقول: "قضية الحريق واردة في كل مكان، لكن مشكلة هذه القاعة (قاعة حفل الزفاف) تكمن في وجود مخرج واحد فقط. تخيّل: 1200 شخص وباب واحد، وحريق يندلع. رأينا السقف يسقط علينا، كان مصنوعا من قماش والباب من خشب خفيف. باب واحد لم يكف لهروب الجميع. رأينا الموت بأعيننا. شهدنا موت أحبائنا بالنار والحرق والاختناق. أحد أصدقائي فقد خمسة أفراد من أسرته. خمسة أفراد من بيت واحد قضوا في ليلة واحدة".

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • حريق الحمدانية: اللحظات الأولى لاندلاع النيران في عرس نينوى والتي أودت بحياة العشرات
  • ماذا حدث لمشروع مارك زوكربيرغ العملاق ميتافيرس؟
  • الهدوء يعود لبورتسودان بعد ساعات من الاشتباكات بين الجيش السوداني وميليشيا محلية
  • هل كان من الممكن تقليل أعداد ضحايا كارثة درنة؟

قصص مقترحة نهاية

يصف مارتن حنا، 32 عاما، وهو ناج من الحريق في الزفاف: "رأينا النار تعصف علينا من القاعة. من تمكن خرج منها، ومن لم يخرج، ظلّ عالقاً للأسف، حتى الذين نجحوا بالخروج كانت لديهم إصابات خطيرة جداً".

صدر الصورة، EPA

قتيبة، وهو شاهد عيان ومتطوع من قضاء الحمدانية، كان موجوداً منذ الدقائق الاولى لاندلاع الحريق يقول لبي بي سي نيوز عربي: "أتذكر بوضوح. الساعة العاشرة ليلاً: كانت ليلة سوداء على أهالي المنطقة، كان صوت الأنين في كل الأزقة. نعتقد أن استخدام الألعاب النارية في القاعة أدى لنشوب الحريق وتصميم القاعة لم يكن مطابقا لشروط الأمان ومنظومة الإطفاء لم تكن تعمل بشكل جيد، هناك حديث أن الغاز كان منتهي الصلاحية".

وكان العروسان يرقصان عندما "بدأت الألعاب النارية في الصعود إلى السقف واشتعلت النيران في القاعة بأكملها"، بحسب أحد الناجين الذين تحدثوا لبي بي سي نيوز عربي.

وقالت إحدى المدعوات باكية: "لم نتمكن من رؤية أي شيء، كنا نختنق، ولم نعرف كيف نخرج من هناك".

ماذا نعرف عن قضاء الحمدانية؟

اندلع حريق الليلة الماضية في قاعة الهيثم الواقعة على أطراف بلدة قرقوش.

وتُعرف أيضاً باسم "بغديدا"، وهي المركز الرئيسي لقضاء الحمدانية وتقع على بعد حوالي 15 كيلومتراً جنوب شرق مدينة الموصل.

يبلغ عدد سكانها حوالي 50 ألف نسمة، معظمهم من الآشوريين - الذين فروا بعد سيطرة تنظيم الدولة عليها في عام 2014.

ارتكب مقاتلو تنظيم الدولة العديد من الفظائع ضد المسيحيين الذين بقوا قبل أن تطردهم القوات العراقية وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في عام 2016. كما دنسوا وأحرقوا كنيسة "الحبل بلا دنس" القديمة، وهي الأكبر في العراق، وأحرقوا أكثر من 2000 منزل.

ويقال إن حوالي نصف سكان قرقوش قد عادوا منذ القضاء على التنظيم في المدينة، وتم ترميم الكنيسة الرئيسية في المنطقة قبيل استقبال البابا فرانسيس في عام 2021. لكن العديد من المنازل المدمرة لم تعمر بعد.