لبلورة حل سياسي في إطار مبادرة الرئيس تبون: النيجــر يقبــل وســاطة الجــــزائر

 • الرئيس يوفد عطاف إلى النيجر لبدء مناقشات تحضيرية مع كافة الأطراف المعنية
 أعلنت النيجر قبولها الوساطة الجزائرية الرامية إلى بلورة حل سياسي للأزمة القائمة في هذا البلد الشقيق وذلك في إطار المبادرة التي تقدم بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون. الذي كلف وزير الشؤون الخارجية، أحمد عطاف، بالتوجه إلى نيامي "في أقرب وقت ممكن، بهدف الشروع في مناقشات تحضيرية مع كافة الأطراف المعنية حول سبل تفعيل المبادرة الجزائرية".
تلقت الحكومة الجزائرية، عبر وزارة خارجية جمهورية النيجر, مراسلة رسمية تفيد بقبول الوساطة الجزائرية الرامية إلى بلورة حل سياسي للأزمة القائمة في هذا البلد الشقيق, وذلك في إطار المبادرة التي تقدم بها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, حسب ما جاء، أمس، في بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج.
وأوضح البيان أن «هذا القبول بالمبادرة الجزائرية يعزز خيار الحل السياسي للأزمة في النيجر ويفتح المجال أمام توفير الشروط الضرورية التي من شأنها أن تسهل إنهاء هذه الأزمة بالطرق السلمية، بما يحفظ مصلحة النيجر والمنطقة برمتها».
ويضيف البيان أنه وبعد أخذ العلم بهذا القبول، كلف رئيس الجمهورية، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، بالتوجه إلى نيامي «في أقرب وقت ممكن، بهدف الشروع في مناقشات تحضيرية مع كافة الأطراف المعنية حول سبل تفعيل المبادرة الجزائرية».
وكان وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف قد ذكر قبل أيام أن الجزائر تنتظر الرد على المبادرة التي طرحتها للتوصل إلى حل سياسي للأزمة. وقال في تصريح للتلفزيون التركي، إن الانقلابيين ذكروا أنهم بصدد تنظيم مشاورات محلية وجهوية ووطنية بخصوص التصور للحل السلمي. وأشار إلى أنهم يعتقدون أن هذه العملية سيقومون بها في غضون شهر واحد، ثم يقومون بعد ذلك بالرد على المقترح الجزائري.
وأعلنت الجزائر، عن مبادرة سياسية جديدة لحل الأزمة القائمة في النيجر بعد الانقلاب وتجنب التدخل العسكري، كشف تفاصيلها وزير الخارجية، خلال ندوة صحفية، تتضمن «تحديد فترة زمنية للعودة إلى المسار الدستوري وعودة العمل السياسي».
كما تقترح المبادرة «وضع الترتيبات السياسية للخروج من الأزمة، والضمانات الكافية لصياغة ترتيبات سياسية بمشاركة وموافقة جميع الأطراف في النيجر دون إقصاء لأي جهة مهما كانت، على أن لا تتجاوز مدّة هذه الترتيبات ستة أشهر، وتكون تحت إشراف سلطة مدنية تتولاها شخصية توافقية تحظى بقبول كل أطياف الطبقة السياسية في النيجر وتفضي إلى استعادة النظام الدستوري في البلاد.
وتطرح المبادرة شقا تنمويا، من خلال تنظيم مؤتمر دولي حول التنمية في الساحل لتشجيع المقاربة التنموية، وحشد التمويلات اللازمة لضمان الاستقرار والأمن المستدام، وفق تصريحات الوزير عطاف، الذي أكد بأن المبادرة، تأتي في إطار رؤية تضمن احترام مبدأ عدم شرعية التغييرات غير الدستورية، من جهة، وتحقيق التفاف الجميع حول الخيار السلمي، بعيدا عن أي تدخل عسكري، من جهة أخرى.
 تأييد دولي لمبادرة الرئيس تبون
وباشرت الجزائر حشد الدعم الدولي والإقليمي للمبادرة، من خلال تحركات دبلوماسية، وعقد لقاءات على المستوى الإقليمي والدولي لعرض مضمون مبادرة رئيس الجمهورية للحل في النيجر، على الشركاء الدوليين بغية حشد التأييد الدولي للمبادرة التي ترى فيها أطياف واسعة في النيجر وكذا عديد الدول المجاورة بأنها أرضية مناسبة لتسوية الأزمة السياسية التي تعترض النيجر منذ الانقلاب على الرئيس بازوم، كما تعد المقاربة الجزائرية الحل الأنسب لتفادي التدخل العسكري.
ونجحت الجزائر في اقتطاع تأييد عدة دول فاعلة للتصور الذي وضعه رئيس الجمهورية للخروج من أزمة النيجر، والذي يقوم على عدة أسس هي ضمان عودة المسار الدستوري، وتنفيذ حل سياسي سلمي يجنب النيجر والمنطقة الحل العسكري، والالتزام بمنع التغييرات غير الدستورية في الدول الأفريقية.
ولا تخفي الولايات المتحدة تأييدها للحل السلمي لتسوية الأزمات التي تشهدها بعض الدول الإفريقية، واستبعاد الخيار العسكري، بالنظر لتداعياته الوخيمة على دول المنطقة، وهو الموقف الذي دافعت عنه الجزائر منذ البداية، حيث تم ربط اتصالات بين مسؤولين في الخارجية مع دبلوماسيين أمريكيين للمساهمة في ترقية وتفعيل حل سياسي لها, وذلك على ضوء المبادرة الجزائرية.
كما استقبل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، سفيرة جمهورية نيجيريا الاتحادية لدى الجزائر، التي تترأس بلادها حاليا المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وكذا مجموعة من سفراء الدول الأعضاء في ذات المنظمة، شملت كلاً من السنغال وكوت ديفوار وغينيا بيساو.
وشددت الجزائر على رغبتها في العمل بالتنسيق التّام مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لتعزيز فرص الحل السياسي السلمي للأزمة في النيجر واستبعاد أخطار اللجوء لاستعمال القوة، بما يحفظ السلم والأمن والاستقرار في النيجر وفي المنطقة برمتها، يختم بيان وزارة الخارجية.
وأبدت عدة إطراف في النيجر ترحيبها بالمبادرة، حيث أكد مسؤول مقرب من رئيس النيجر المطاح محمد بازوم ترحيبه وعدد من القوى في النيجر بالمبادرة الجزائرية للحل في بلاده، وقال مستشار بازوم الحسن أنتينيكار، في تصريح صحفي ، إنّ «المبادرة الجزائرية لإحلال السلام في النيجر جيدة، وهي موضع ترحيب بالنسبة لي وللعديد من النيجيريين المقربين من رئيس الجمهورية بازوم، وهي بالفعل يمكن أن تمثل مقدمة لحل الأزمة»، مضيفاً «تمثل الجزائر لنا في النيجر الأمل في حل الأزمة وتوقي تداعياتها المقلقة، ونعتبر أن الجزائر أكثر الدول التي تراعي مصالح واستحقاقات النيجر وكامل المنطقة».
كما أعلنت ايطاليا ترحيبها بالمبادرة الجزائرية، حيث قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، في تصريح صحافي: أن بلاده تقف إلى جانب مقترحات الوساطة الجزائرية، لحل الأزمة في النيجر.                ع سمير

تاريخ الخبر: 2023-10-03 00:24:41
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية