خلف مقطع فيديو، أظهر تجاهل وزير الدفاع الموريتاني الجنرال حننه ولد سيدي، بشكل واضح، مصافحة اللواء المختار بله شعبان القائد العام لأركان الجيوش الذي مد يده للوزير طويلا، خلال لقاء جمعهما في حفل رسمي لافتتاح السنة الدراسية، جدلا وايعا في موريتانيا.
وأكد نشطاء موريتانيون أن هذا الأمر يعتبر دليلا على خلاف بين أقوى رجلين في المؤسسة العسكرية الموريتانية، مما قد يتسبب في هزة على مستوى هرم السلطة العسكرية، بحسب قولهم.
ويرى الخبير الأمني محمد الطيار، أن الخلاف بين الرجلين أصبح سافرا، وممكن أن يتحول الى أزمة في النظام السياسي القائم إذا لم يتم احتواء الأمر، مضيفا بالقول: “خاصة وأن موريتانيا تعيش في محيط إقليمي يشهد تنامي سيطرة الجيش المطلقة على السلطة في الجزائر ومالي وغيرها من دول الساحل الإفريقي، فضلا عن أن السلطة القائمة في نواكشوط هي أيضا تعتبر ليست إلا حكما عسكريا بلباس مدني، ويمكنأان يرتدي لباسه العسكري مرة أخرى وبصيغة أخرى”.
وأكد الطيار، في تصريح لـ”لأيام 24″، أن حل الأزمة بين وزير الدفاع وقائد الأركان العامة للجيوش “يعتبر أمرا ضروريا ومستعجلا، بحكم أن موريتانيا تعيش أيضا حالة من عدم الاستقرار السياسي بسبب غياب هوية وطنية جامعة وانتشار الولاء القبلي وأسبقيته على الانتماء الوطني، كما تشهد تنامي انتشار السلاح بيد عناصر القبائل مما يرشحها للعديد من الأزمات”.
وتابع موضحا: “موريتانيا ليست لها القدرة بعد على التحكم في مجالها الجغرافي الواسع ومراقبة حدودها، وهي معرضة أكثر من غيرها للمخاطر الناتجة عن غياب الأمن في منطقة الساحل الإفريقي وتزايد نفوذ التنظيمات الإرهابية المسلحة وجماعات الجريمة المنظمة في الشمال المالي، كما أنها في وضعية انكشاف أمنى دائم أمام هذه التنظيمات بسبب اتساع الحدود بينها وبين مالي وقربها من مخيمات مليشيات “البوليساريو” الانفصالية”.
وشدد الخبير الأمني المغربي على هذه العوامل إذا انضافت إلى توسع النزاع داخل مفاصل نظام الرئيس محمد ولد الغزواني، يمكن أن تعصف بالاستقرار، الهش أصلا. وفق تعبيره.
