أطلقت والي قالمة، حورية عقون، أمس الأربعاء، مناورات واسعة شملت عدة بلديات لاختبار القدرات المحلية و مدى الجاهزية لمواجهة أخطار الكوارث الطبيعية المحتلمة كالفيضانات و العواصف الثلجية القوية.
و قد تم استدعاء 13 مقياسا للمشاركة في المناورة التي انطلقت من مقر الولاية حيث تم تفعيل مخطط الطوارئ «أورساك» و التئام القطاعات المعنية بعد ذلك بمقر الحماية المدنية استعدادا للتدخل عبر 4 مواقع تم اختيارها لإجراء المناورات التطبيقية ببلديات قالمة، بن جراح، مجاز عمار و هليوبوليس، أين يتوقع حدوث فيضانات قوية و عواصف ثلجية تغلق الطرقات و تحاصر المواطنين، و تعزل القرى و المشاتي.
و قد شارك الجيش الوطني الشعبي و الدرك الوطني و الأمن الوطني في المناورة بفعالية كبيرة، إلى جانب الحماية المدنية و قطاعات الصحة و الأشغال العمومية و المياه و النقل و الطاقة و المناجم و البيئة و التجارة و الشؤون الاجتماعية و السكن، إلى جانب الشركات العمومية و الخاصة و الجمعيات المتطوعة التي أثبتت جاهزيتها لتلبية نداء التدخل في كل الظروف لتقديم المساعدة الإنسانية و المشاركة في جهود الإغاثة.
و قد تلقت السلطات المدنية و الأمنية شروحا وافية حول الإمكانات المتوفرة لدى مختلف القطاعات المعنية بمخطط تنظيم الإسعافات، ليتم بعدها إطلاق المناورة و الانتقال إلى الميدان لإجراء التمارين التطبيقية، و كانت البداية من جبل ماونة من حيث وردت معلومات تفيد بوجود أشخاص عالقين وسط عاصفة ثلجية اجتاحت المنطقة و أغلقت الطريق الرئيسي المؤدي إلى أبراج الاتصالات و مخيم الشباب و مدينتي قالمة و بن جراح.
و في وقت وجيز تنقلت فرق التدخل إلى المنطقة مدعومة بكاسحات الثلوج و عناصر الجيش و الدرك و الأمن الوطني و الحماية المدنية و متطوعين لإخراج العالقين من وسط العاصفة و نقلهم إلى مخيم الشباب الذي يتوفر على كل الإمكانات للإيواء و الإطعام.
و في غضون ساعات قليلة تم فتح الطريق المغلق و السماح للمركبات بالتحرك الحذر و وضع حراسة بالمنطقة لتوجيه المواطنين و تحذيرهم من المغامرة وسط العاصفة الثلجية.
بعد جبل ماونة تلقت قيادة مخطط الطوارئ نداء آخر حول ارتفاع منسوب وادي سيبوس و تسرب المياه إلى المنازل بقرية بن طابوش المحاذية لأكبر نهر بولاية قالمة، حيث تم استدعاء الفرق المتخصصة في الإنقاذ من وسط المياه و إجلاء السكان المعرضين للخطر و امتصاص المياه من داخل المساكن و تشديد الحراسة الأمنية على الأحياء السكنية المتضررة و تقديم المساعدة للسكان الذين طالتهم الفيضانات التي وصلت إلى القناة الرئيسية التي تمون مدينة قالمة بمياه الشرب انطلاقا من سد بوحمدان.
و تواصلت نداءات النجدة بعد ذلك من مناطق أخرى تعرضت للفيضانات بينها القرى الواقعة بجوار المجاري المائية ببلدية هليوبوليس و ضاحية وادي المعيز بمدينة قالمة التي تعد من بين المناطق العمرانية المعرضة للخطر بسبب التوسع العمراني الذي طال المجاري الطبيعية و شوه مساراتها القديمة.
و قد تم تنصيب مراكز علاج متقدمة لاستقبال ضحايا الفيضانات و العاصفة الثلجية، و مراكز إيواء مجهزة بالأفرشة و الأغطية و المواد الغذائية و مياه الشرب لتقديم الرعاية الإنسانية للضحايا و مساعدتهم على تجاوز المرحلة الصعبة التي يمرون بها.
و قالت والي قالمة للصحافيين بأن هذه المناورات يجب أن تستمر على مدار العام لإبقاء كل القطاعات جاهزة للتدخل عند حدوث الفيضانات و العواصف الثلجية و غيرها من الكوارث الطبيعية التي تستدعي إطلاق مخطط تنظيم الإسعافات و التدخلات، مشيدة بالدور الكبير الذي يقوم به الجيش الوطني الشعبي و القطاعات المعنية و الجمعيات المتطوعة التي اكتسبت خبرة كبيرة في التعامل مع الحالات الطارئة كما حدث خلال جائحة كورونا و العواصف الثلجية القوية التي ضربت المنطقة خلال مواسم الشتاء الماضية.
فريد.غ