حفاظا على المصالح المغربية بدولة الغابون، بعد الأحداث السياسية التي عرفتها البلاد في أواخر شهر غشت الماضي، بسبب الإنقلاب العسكري الذي أدى إلى استحواذ قائد الحرس الجمهوري في جيش الغابون على السلطة، وإسقاط نظام عائلة “بانغو” الذي امتد لعقود طويلة، أجرى السفير المغربي بدولة الغابون، عبد الله الصبيحي، مباحثات مع الرئيس الانتقالي الجنرال بريس أوليغي نغيما.
وكانت هذه المباحثات هي الأولى من نوعها بعد الإنقلاب العسكري الغابوني الذي اطاح ب”علي بانغو”، والتي تمحورت حول سير “العملية الانتقالية ومساهمة المغرب”.
وفي هذا الصدد، قال محمد شقير، المحلل السياسي، إنه “يمكن أن نعتبر استقبال الرئيس الحالي لدولة الغابون للسفير المغربي، عبد الله الصبيحي، يدخل ضمن خطة الحفاظ على استمرارية العلاقات بين البلدين، لأن المغرب أخذ موقف محايد غير منحاز أثناء عملية الانقلاب، رغم العلاقات التي تربط بين الملك محمد السادس وعائلة بانغو”.
وأورد شقير، في تصريح لـ”الأيام 24″ أن “هذه المباحثات التي أجراها الطرفين أشارت إلى رمزية سياسية واضحة، تمثلت من خلال الخريطة السياسية التي تجسد الوحدة السياسية للمغرب، وإظهار الأقاليم الصحراوية، مشيراً إلى أن “الرئيس الحالي حضر لهذا اللقاء بالوسام الذي وشحته به أكاديمية مكناس، وهذه تعتبر رسالة سياسية لاستمرار العلاقات بين الدولتين مع الحفاظ على المصالح المشتركة”.
وتابع المتحدث عينه أن “استقبال الرئيس الغابوني الحالي للسفير المغربي، هو اعتراف صريح من المغرب للسلطة الغابونية الحالية”، على أساس أن السفير يمثل تواجد المغربي في الغابون”، مؤكدا على أن “هذا الاستقبال تم بعلم السلطات العليا بالبلاد، وهذا يعتبر اعترافا بالواقع الحالي للغابون بعدما تم إبعاد عائلة بانغو”.