قال جاكوب سفينسون، رئيس لجنة نوبل للاقتصاد، إن جائزة نوبل للاقتصاد تعتبر منارة فكرية حقيقية تشع في الحقل المالي والاقتصادي.
وأشار السيد سفينسون، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش حفل الإعلان، يوم الإثنين، عن جائزة نوبل للاقتصاد، إلى أن هذا الاستحقاق المرموق لا يقتصر على جائزة فخرية بسيطة، بل يلعب دورا أساسيا في كيفية فهمنا وتقييم ومعالجة التحديات الاقتصادية والمالية العالمية.
وأشار في هذا السياق إلى أن مجال الاقتصاد اتسع ليشمل مجالات كانت في السابق تصنف أكثر ضمن مجال علم الاجتماع وعلم النفس، وهو ما كان له بدوره انعكاسات على جائزة نوبل “للاقتصاد”.
وقال إنه على مر السنين، تم منح الجائزة للفائزين نظير مساهماتهم ليس في النظرية الاقتصادية التقليدية فحسب، ولكن أيض ا لأعمالهم المبتكرة في مجالات متعددة التخصصات، مثل الاقتصاد السلوكي.
وبالتالي، يقول السيد سفينسون، فمن المحتمل جد ا أن تواصل جائزة نوبل للاقتصاد عكس هذه التغييرات، ومكافأة الباحثين الذين يقدمون مساهمات مهمة في الحدود الجديدة للاقتصاد، مشيرا إلى أن هذا التطور يعكس الواقع “”المعقد” و”المترابط” “للاقتصاد الحديث وأنه من المحتمل جد ا أن تستمر الاستحقاقات والجوائز الأكاديمية في هذا المجال في ترجمة هذه التغييرات.
وحول المعايير الأساسية لمنح جائزة نوبل للاقتصاد، قال رئيس اللجنة إن ذلك يرجع في الأساس إلى التأثير الذي تحدثه أعمال الباحث على الاقتصاد كتخصص، مذكرا في هذا السياق، أن الفائزين غالبا ما يكونون ممن ساهمت نظرياتهم أو نماذجهم أو أبحاثهم التجريبية بشكل كبير في فهم وتحسين الاقتصاد بشكل عام.
وأوضح أن هذا يمكن أن يترجم إلى تقدم كبير في مجالات مثل نظرية الألعاب والاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي وما إلى ذلك.
وفي السياق نفسه، أشار السيد سفينسون إلى أنه بالإضافة إلى التأثير الأكاديمي، فإن جائزة نوبل للاقتصاد تأخذ في الاعتبار الطريقة التي أثرت بها أعمال الفائز على الحياة اليومية للناس،على غرار، المساهمات التي أدت إلى إلى سياسات اقتصادية أكثر فعالية، أو تحسينات في إدارة الموارد، أو الحد من الفقر، أو فهم أفضل للأسواق المالية.
وأكد على أن جائزة نوبل للاقتصاد تجسد جوهر التميز الفكري والتأثير الكبير في المجال الاقتصادي. وخلص إلى القول: “إنه ليس احتفالا بالإنجازات الفردية فحسب، بل إنه أيض ا تذكير دائم بالحاجة إلى الفكر المبتكر لحل التحديات الاقتصادية الأكثر تعقيد ا في عصرنا”.