منذ مجيء زعيم المعارضة الفرنسية، جون لوك ميلونشون، إلى المملكة المغربية في زيارة رسمية امتدت لأيام طويلة، التقى خلالها برئيس الحكومة عزيز أخنوش، ومسؤولين كبار.
ودعا ميلونشون في أكثر من تصريح إلى ضرورة تعامل فرنسا باحترام مع المغرب، مشيراً إلى أن “فرنسا لا بد أن تطوي صفحة العجرفة والتعالي والنظر إلى الآخرين من البرج العاجي”.
في هذا السياق، قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق- جامعة محمد الخامس أكدال – الرباط، إنه “ينبغي أن نلاحظ في البداية أن ميلونشون له علاقات وطيدة بينه وبين المملكة المغربية، وأعتقد أنه من المنتمين إلى مدينة طنجة وله نوع من الحنين دائما، وهذه الزيارة التي يقوم بها الآن أكبر دليل على ذلك”.
وأورد تاج الدين الحسيني، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه “بخصوص إنتمائه إلى المعسكر الشرقي أو بما يسمى بالحزب الاشتراكي، هذا لا يعني أنه سيتعاطف مع الأطروحة الجزائرية ومع مواقف البوليساريو، علما أن هذا الأخير له تقارب كبير مع المغرب على جميع المستويات”، لافتا إلى أن “المشكل الواقع بين المغرب وفرنسا ليس مشكل فرنسي في عمقه، وإنما هي مشكلة مستوردة من المواقف الجزائرية وضغوطها المرتبطة بالغاز والبيترول”.
وتابع المتحدث عينه أن “الأمر يتعلق بطموح استعماري قديم يرتكز على مبدأ فرق تسود، وأيضا على استمرار في استغلال ثروات البلدان رغم حصولها على الاستقلال، ويرتكز على عدم ترك أي نافذة لطرف أخر لهيمنة على علاقاته مع أي بلد من البلدان الإفريقية وخاصة الموجودة في إفريقيا الغربية”.
“نعلم جيدا أن المغرب هو المستثمر الثاني داخل القارة الافريقية وهو المستثمر الأول في إفريقيا الغربية، بل أن المقاولات المغربية والأزرعة الاقتصادية بما فيها المكتب الشريف للفوسفاط والخطوط الملكية الجوية المغربية والأبناك الكبرى كلها بدأت تأخذ مكانها في هذه الدول”، يقول المتحدث.
وخلص الحسيني حديثه بالتأكيد على أن “الوجود المغربي لم يصبح يقتصر فقط في إفريقيا الغربية بل حتى في الجهة الشرقية، التي تستعد لعدة مشاريع مغربية وأن الأسباب التي تعتمد عليها الإدارة الفرنسية مع المغرب هي أسباب مشوهة ولا أساس لها في الواقع”.
