الفريق الأصلي لتصميم مكتبة الإسكندرية: شكل المبنى كان تحديًا لنا.. واستعنا بـنجيب محفوظ


قال «كيتل ترادال ثورسن»، عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة: إن تصميمها يمثل لنا أسطورة، وجئنا اليوم لكي نحيي هذه الأسطورة مجددًا، مشيرًا إلى أن العمل المعماري هو عمل جماعي، وفي بداية بناء فريق «سنوهتا» كان يمتلك الفريق فكرة عن المعمار، وتصميم المبنى كان يمثل تحديًا كبيرًا لنا.

جاء ذلك خلال الاحتفالية التي نظمها مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط بقطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، بعنوان «مكتبة الإسكندرية: إحياء الأسطورة»، اليوم الثلاثاء، استضاف خلالها أعضاء الفريق الأصلي للمكتب المعماري النرويجي «سنوهتا» الذي صمم المكتبة إلى الإسكندرية لسرد قصة تصميم وبناء مكتبة الإسكندرية الجديدة، بحضور الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، وهيلدا كليمتسدال؛ سفيرة النرويج في القاهرة، وقدمتها الدكتورة مروة الوكيل، رئيس قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية.

وأضاف «كيتل ترادال ثورسن»: «عندما بدأنا فهمنا أنه يجب التركيز على الاستدامة البيئية والمجتمعية والاقتصادية، وكنا في ذلك الوقت فريق من الشباب، فكان يجب أن نحافظ على هذه القيم، وكنا دؤوبين في العمل في مكتب صغير في النرويج، وسنوهتا هو اسم جبل في الحقيقة ليس سياحي في النرويج ولكنه رائع».

وعن مبنى المكتبة الجديدة؛ أوضح «ثورسن» إن اختيار شكل المبنى كان تحدي ويجب أن يعكس الماضي والحاضر والمستقبل، وقد ألهمت الفريق فكرة الأفق والشمس الساطعة التي تختفي في مياه البحر، كاشفًا عن الصور الأولى لبدء تصميم المبنى.

وأوضح «ثورسن» أنه تم العثور على لوحات موزاييك أثناء أعمال الحفر وهو إرث مازال موجود في متحف المكتبة حتى اليوم، وجاء ذلك نتيجة لعملية الحفر المدروسة التي قام بها الفريق، مؤكدًا أن الفريق ممتن لمكتبة الإسكندرية، حيث أسند إليه عقب ذلك العديد من المشاريع في عدد كبير من بلدان العالم.

وقال «كريج دايكر»؛ عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة، إن الكثيرين أجمعوا أن هذا البناء لن يتم بناؤه، لكن بعد ٢٠ عامًا ها هو مازال قائمًا، ونحن فخورون بذلك، كانت البداية عام ١٩٨٨ عندما طرحت المسابقة، مضيفًا: «كنا نحلم بهذه الخطوة منذ كنت حديثي التخرج كنا طموحين لكي نفوز بهذه المسابقة في الإسكندرية».

وأوضح «دايكر» أن الفريق استلهم التصميم من خريطة مدينة الإسكندرية، حيث قام برسمها إيهاب الحباك الذي كان طالبًا في جامعة لوس أنجلوس في ذلك الوقت، خاصة شكل الميناء الشرقي، وكذلك شكل الشمس التي تعد أهم رموز الحضارة المصرية، وكما تعاون الفريق مع الاتحاد الأوروبي للمعماريين لبحث كيفية تحقيق التصميم على أرض الواقع باستخدام التكنولوجيا التي كانت متاحة في ذلك الوقت.

وأضاف «دايكر» كما استلهم الفريق من الكتب مثل رواية ميرامار للكاتب العالمي نجيب محفوظ الذي منحهم فكرة عن الإسكندرية وسكانها، مشيرًا إلى انتقال الفريق وأسرهم إلى مصر للعمل على المشروع بمشاركة مهندسين مصريين، متحدثًا عن الصعوبات التي واجهت منها حدوث فيضان في القاهرة، حيث كان يعمل الفريق، ما تسبب في تدمير بعض الرسومات التي أحتاجت جهودا كبيرة استمرت لمدة شهرين لإنهائها مرة أخرى.

إيلين مولينار؛ عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة، قال إن الفريق راعى بالتصميم كل الوظائف المطلوبة من المكتبة من قاعات قراءة ومحاضرات وقبة سماوية، وأرفف وضرورة، كما تمت مراعاة المساحات بينها لكي تسمح للقراء التنقل بينها بحرية.

وأضافت «مولينار» إنه تم تصميم قاعة الاطلاع الرئيسية كما لو كانت تشبه الشلال، لكي يكون هناك حلقة اتصال بين الجزء الإداري والمكتبة، كما تم تصميم الإضاءة لكي توحي بالدفئ، وتم استلهام فكرة الأعمدة من المعابد المصرية القديمة، أما الأثاث فهو ذو طابع نرويجي.

وأوضحت جورون سانيس؛ عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة والمسؤولة عن تصميم جدار المكتبة الخارجي، أنها قادمة من المكسيك، حيث يتم دمج المعمار والفن، فحرصت أن يعكس الجدار هذه الفكرة، واستلهمت التدرج من الطبيعة، حيث قامت بجمع كل العلوم والرموز وتم نقشها بشكل حلزوني لتحقق هدف التدرج ويشعر من يشاهد الجدار كأنه ثابت في الأرض ويصل إلى السماء في الوقت نفسه.

وأشارت «سانيس» إلى أنها بدأت في البحث عن الأحجار، وكان لابد أن تكون من مصر حتى وصلت إلى حدود مدينة أسوان، حيث وجدت محجر بها اللون والجودة التي تريدها للاحجار، الأحجار عكست الظل لكي ترى النقوش بشكل واضح، فكان هناك تدرج مختلف من النقوش، ووصل وزن الحجر من ٨٠٠ إلى ألف كيلو.

واختتمت كاري ستنسرود؛ عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة والمسؤولة عن تصميم الساحة الخارجية «البلازا»: «إن الهدف كان وجود ساحة فارغة مفعمة بالترحاب وأن يُستخدم نفس الأحجار التي استخدمت في الجدار، لكن لم يكن شائعا في مصر في ذلك الوقت استخدام الأحجار الصلبة، لذلك تم استخدام البلاط الملون، الشكل الخارجي كان تحدي بالفعل، وتمت زراعة أشجار الزيتون والنخيل المعبرين عن الحضارة المصرية والمتوسطية».

تاريخ الخبر: 2023-10-10 21:21:25
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

أرامكو تعلن عن النتائج المالية للربع الأول من عام 2024 السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-07 12:24:19
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية