وصل جوزيب بوريل إلى الصين الخميس للدفاع عن الاستراتيجية الأوروبية "لتقليل المخاطر" مع أكبر شركائها التجاريين ووضع الأسس لعقد قمة ثنائية هذا العام.
وقال أمام طلاب في جامعة بكين المرموقة الجمعة "الثقة هي جوهر كل علاقة إنسانية ... وتم تقويض الثقة المتبادلة".
وأضاف "علينا أن نعمل على استعادة هذه الثقة. لن تعود بمعجزة".
وشدد على أن انعدام التوازن التجاري بين الاتحاد الأوروبي والصين، البالغ 400 مليار يورو (423 مليار دولار) "ليس كمّيا فحسب بس نوعيّا أيضا".
وقال "في رأيي وفي رأينا السبب هو نتيجة الصعوبات المستمرة التي تواجهها الشركات الأوروبية عندما تريد الوصول إلى السوق الصينية".
مشكلات ينبغي حلها
ومن المقرر أن تستمر زيارة جوزيب بوريل التي تم تأجيلها مرتين هذا العام، حتى السبت. وبدأت زيارته في شنغهاي الخميس باجتماع مع شركات أوروبية تناولت تحديات اقتصادية وتجارية، وصفه بوريل ب "تبادل مثير للاهتمام".
ويقول الاتحاد الأوروبي إن الزيارة، الجديدة ضمن سلسلة من الحوارات رفيعة المستوى مع الصين "يجب أن تُتوج في القمة بين الاتحاد الأوروبي والصين في وقت لاحق هذا العام".
وتأتي الزيارة بعد أيام من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، والتي دعا بوريل اثرها إلى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية الأوروبيين. ومن جانبها دعت الصين كافة الأطراف إلى "وقف إطلاق النار".
في وقت لاحق الجمعة التقى بوريل وزير الخارجية الصيني وانغ يي في دار الضيافة الرسمي دياويوتاي في بكين.
وفي مؤتمر صحافي مشترك أعقب اللقاء قال بوريل "أكد إدانتنا ... لهجمات حماس"، مضيفا أن الجانبين "اتفقا على أن الحل الثابت الوحيد هو حل الدولتين".
ومن جانبه قال وزير الخارجية الصيني إن سبب النزاع "الظلم التاريخي" ضد الفلسطينيين.
وأضاف أن "جذر هذه المشكلة يكمن في التأخير الطويل في تحقيق تطلعات فلسطين لإقامة دولة مستقلة، وفي أن الظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني لم يتم تصحيحه".
وتابع "لإسرائيل الحق في إقامة دولة، ولفلسطين أيضا الحق في إقامة دولة... ولكن من سيهتم ببقاء الفلسطينيين؟ الأمة الإسرائيلية لم تعد مشردة حول العالم. متى ستتمكن الأمة الفلسطينية من العودة إلى وطنها".
- موقف "يصعب فهمه" -
وقال بوريل أيضا إنه حث نظراءه الصينيين على الضغط على روسيا لإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا.
وقد سعت الصين إلى وضع نفسها كطرف محايد في هذا الصراع، لكن الاتحاد الأوروبي انتقد موقفها.
وخلال زيارته للصين الشهر الماضي قال مفوض شؤون التجارة في الاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس إن موقف بكين "يؤثر على صورة البلاد".
وقال بوريل الجمعة إن موقف الصين "يصعب فهمه".
وشدد على "أننا لا نطلب من الصين أن تتبنى نفس وجهة نظر الاتحاد الأوروبي" بشأن الحرب.
وأضاف "لكننا نعتبر أنه من الضروري أن تبذل الصين جهدا كبيرا لإقناع الأوكرانيين بأن الصين ليست حليفة روسيا في هذه الحرب".
وأعلنت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لايين التي أجرت زيارة رسمية إلى الصين في نيسان/أبريل، الشهر الماضي أن الاتحاد الأوروبي فتح تحقيقا بشأن تقديم بكين الدعم لقطاع السيارات الكهربائية الذي يشهد نموا سريعا.
وقال القادة الأوروبيون إن الدعم الصيني لذلك القطاع أدى إلى منافسة غير عادلة في أسواقهم.
لكن بكين انتقدت التحقيق محذرة من أنه سيضر بعلاقتها التجارية مع التكتل.
في وقت سابق هذا الشهر، حدد الاتحاد الأوروبي تكنولوجيات حساسة ينبغي الدفاع عنها أمام المنافسين، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
© 2023 AFP
