مناهضون للحكومة الإسرائيلية من الاحتجاج السياسي إلى جهود الإغاثة


إعلان

لمدة 39 أسبوعًا متتاليا، قام معارضو الإصلاح القضائي المثير للانقسام الذي أجرته الحكومة اليمينية في إسرائيل بدفع عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع في ما بات أكبر حركة احتجاجية في تاريخ إسرائيل.

لكّن مباشرة بعد الهجوم على مستوطنات جنوب إسرائيل، حشد النشطاء أنفسهم لمساعدة المتضررين، وقدموا المساعدات الطارئة للأشخاص الذين تم إجلاؤهم، واولئك الذين تقطعت بهم السبل، وحتى المساعدة في تحديد مكان الضحايا والرهائن المحتجزين في قطاع غزة المحاصر والتعرف عليهم.

وقال عامي درور (50 عاما)، وهو مدير تنفيذي في قطاع التكنولوجيا برز كزعيم بارز للاحتجاج منذ أن كشفت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عن أجندة الإصلاح القضائي في كانون الثاني/يناير إنّ "منظمات المجتمع المدني... تدعم أي شيء تعجز حكومتنا عن دعمه".

وأفاد وكالة فرانس برس في معرض اكسبو تل أبيب "لقد تحولنا ببساطة من وضع الاحتجاج إلى وضع المساعدة".

وأضاف درور "كنا نحذّر من هذه الحكومة التي فعلت كل شيء من أجل عدم الاهتمام بمواطنيها. وهو ما نراه الآن".

في إحدى القاعات، كان مئات المتطوعين من اصحاب الخبرة التقنية يستخدمون أدوات متقدمة للتحقق من هويات الأشخاص الذين يعتقد أنهم في عداد المختطفين.

وفي مرأب سيارات قريب، كان عشرات المتطوعين يفرزون أطناناً من التبرعات من المواد الغذائية والملابس ولوازم التنظيف، ويضعونها في صناديق ستسلم بعد ذلك إلى مرضى المستشفيات والجنود والعائلات الذين فقدوا ممتلكاتهم مع تفجر العنف.

وفي 7 تشرين الأول/أكتوبر، شنّ مسلحو حماس هجوما مباغتا برا وبحرا وجوا أسفر عن مقتل 1,300 شخص على الاقل في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب الأرقام الرسمية.

ومذاك، تصاعد القتال إلى حرب شاملة، بعد ما أعقبته حملة قصف إسرائيلية كثيفة قتلت أكثر من 2300 فلسطيني في قطاع غزة بينهم مئات الاطفال، مع ترقب اجتياح بري إسرائيلي للقطاع المحاصر.

وبالإضافة للمقر الرئيسي في تل أبيب، قام الناشطون بتنظيم عمليات مماثلة في جميع أنحاء إسرائيل اجتذبت عشرات الآلاف من المتطوعين، حسبما أفادت بعض المنظمات المشاركة.

وفي أقل من أسبوع، بلغ إجمالي التبرعات المالية والعينية من إسرائيل والخارج بضع مئات من ملايين الدولارات.

"شعب محطّم"

وقالت المدونة دانا غات (33 عاما) التي تعيش في شمال البلاد إن إسرائيل لديها "مجتمع مدني قوي... ولهذا السبب سننتصر".

متطوعون يعدون حزم مساعدات وإمدادات للجنود الإسرائيليين والسكان الذين تم إجلاؤهم في تل أبيب في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2023 © غيل كوهين-ماغن / ا ف ب

وقالت لفرانس برس عبر الهاتف، إنها عندما سمعت "الأخبار المروّعة" عن هجوم السبت "لم أعرف ماذا أفعل، وبدأت بمشاركة صور الأشخاص المفقودين" على شبكات التواصل الاجتماعي لمحاولة لم شمل العائلات.

منذ ذلك الحين، قالت غات إنها تلقت طلبات لا حصر لها للمساعدة واستخدمت تواجدها على وسائل التواصل الاجتماعي لجمع التبرعات وربط المتطوعين بالمحتاجين.

وأوضحت "جاءت العديد من الطلبات من الجنود، ولكنني مجرد مدوّنة"، وتابعت "على الحكومة أن تفعل ذلك، هذه ليست وظيفتي".

وقال يشاي بولفرماخر، المتحدث باسم مجموعة حقوق المرأة "بونوت ألترناتيفا" والتي تعني"بناء بديل"، والتي شاركت خلال العام الماضي في تظاهرات ضد الإصلاحات القضائية وتساعد الآن في تنسيق عمليات الإغاثة، "لم يحدث شيء مثل هذا في إسرائيل على الإطلاق".

وأضاف أن الناس نظموا أنفسهم "بسرعة مذهلة" معتمدين على الشبكات الموجودة لإنشاء مراكز التجميع والتوزيع في جميع أنحاء البلاد.

وقالت مؤسسة المجموعة، موران زير كاتسنشتاين (41 عاما) إنها لا تستطيع الثقة في الحكومة لرعاية "آلاف الآلاف من الأشخاص المحطمين في إسرائيل".

وقالت إنّ "هناك جيلا كاملا نحتاج إلى إنقاذه".

"التضامن"

كارين ناهون، خبيرة معلومات في جامعة رايخمان الإسرائيلية برزت كقائدة للاحتجاج منذ كانون الثاني/يناير، وترأس الآن وحدة التكنولوجيا التي تستخدم البيانات والذكاء الاصطناعي لتحديد الضحايا والرهائن.

وقالت ناهون (50 عاما) "الوقت ينفد". وأضافت لفرانس برس أنه بفضل البنية التحتية للحركة الاحتجاجية والخبرة التكنولوجية الإسرائيلية، تمكنوا من التحرك بسرعة.

وقالت كالانيت شارون (34 عاما) إن مجموعتها الاحتجاجية "الجبهة الوردية" تحولت من "القتال في الشوارع" إلى ممارسة "التضامن".

وأكّدت شارون المقيمة في تل ابيب لوكالة فرانس برس عبر الهاتف "أنا خائفة" من الحرب.

وأضافت "آمل... أن يتبقى لدينا شيء لننقذه، وبمجرد أن نحقق ذلك، سنواصل النضال من أجل الديموقراطية".

واتفق جميع النشطاء الذين التقتهم فرانس برس على أن حكومة نتانياهو فشلت.

وقال درور من مجموعة "أهيم لانشيك" (إخوة السلاح) الاحتجاجية لجنود الاحتياط في الجيش "أيديهم ملطخة بالدماء".

وتابع "آمل حقًا ألا نكون بحاجة إلى مجرد تظاهرة واحدة".

تاريخ الخبر: 2023-10-15 12:07:04
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 81%
الأهمية: 100%

آخر الأخبار حول العالم

عملية الإخلاء من رفح تشمل نحو 100 ألف شخص وحماس تصفها بـ"تطور خطير"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:18
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 63%

وفاة مدرب الأرجنتين السابق لويس مينوتي بطل مونديال 1978

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:00
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

وفاة مدرب الأرجنتين السابق لويس مينوتي بطل مونديال 1978

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:04
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 51%

عملية الإخلاء من رفح تشمل نحو 100 ألف شخص وحماس تصفها بـ"تطور خطير"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:14
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية