بأعلامهم الفلسطينية وحناجرهم الصادحة بعبارات التضامن مع فلسطين، خرج آلاف المواطنين المغاربة أمس الأحد، إلى شوارع الرباط تضامنا مع الشعب الفلسطيني، في مسيرة مليونية جمعت مختلف أطياف المجتمع.
وجدد المغاربة وصالهم بالقضية الفلسطينية والروابط الدينية والوطنية والتاريخ المثينة، في مسيرة شعبية إنسانية قادتها مجموعة “العمل الوطنية من أجل فلسطين” و”الجمعية الوطنية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”.
عبد الصمد بلكبير، المحلل السياسي، يقول إن “خروج المغاربة إلى الشارع في تظاهرة مليونية تذكر التاريخ التضامني العروبي، بمناسبات سابقة، وهذا ليس بالأمر المفاجئ أو الجديد، بل إنه تقليد نضالي عتيد وعريق في تجربة الشعب المغربي، في كل جهاته وتوجهاته الإيديولوجية والسياسية عندما يصل الأمر إلى قضايا توحدية وتقرير مصير الشعوب”.
وأضاف عبد الصمد بلكبير، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “القضية الفلسطينية في تقدير المغاربة منذ زمن الموحدين وصلاح الدين الأيوبي إلى يومنا هذا، تعتبر قضية وطنية التي لا تثير اختلافا مثل قضية الصحراء”، مشيرا إلى أن “هذه الوقفة النادرة هي فرصة سمحت للعالم العربي أن يشاهد التضامن المطلق مع الأشقاء الفلسطنيين في نضالهم من أجل الاستقلال والتحرر وإقامة دولة فلسطينية مستقلة”.
“المغاربة جميعاً تجاوز تضامنهم حناجرهم، بل وصل الأمر إلى دمائهم وأموالهم، حيث حدث ذلك في معركة 1973 المجيدة، إذ كان للمغاربة حضور جسدي، وذلك عبر فيلق من القوات المسلحة الملكية، الذي قدم شهداء لا يقلون على 150 شهيد من بينهم ضباط”، يقول المتحدث.
ولفت بلكبير إلى أنه في “المسيرة كانت هناك نداءات تندد بالتطبيع، حيث كان في بعض اللحظات يحدث نوع من التقاطع والاختلاف العابر والجزئي بين إدارة الدولة التي تتعرض لإكراهات خارجية، وبين حرية الحركة وهامش استقلال المواقف بالنسبة للمجتمع”، معتبرا أن “التطبيع يشوبه نوع من التدليس”.
