العنف لدى البشر.. ظاهرة لم تفارق الشرق الأوسط منذ القدم، ما السبب؟ - العالم علوم


إعلان

نشرت مجلة Nature Human Behavior، المتخصصة في السلوك البشري دراسة اهتمت بتاريخنا مع العنف، وبالأساس، في منطقة الشرق الأوسط، مهد الحضارات. السؤال المطروح : هل أصبح الإنسان أكثر عنفا مع مرور الوقت أم بالعكس، تراجعت عدوانية البشر مع مرور القرون؟ ينطلق السؤال من نظرتين مختلفتين لدى الباحثين. إذ يعتقد بعضهم أن العنف تراجع تدريجيا مع تحضّر البشر وتنظيمهم في المدن. أما البعض الآخر فيقول إنه بالعكس، نسبة العنف ارتفعت بارتفاع عدد السكان في الحواضر وبارتفاع عدم المساواة بينهم مع تكوّن نُخب حاكمة مُهيمنة.

وتم تحليل قرابة ثلاثة آلاف وستمائة هيكل عظمي يعود تاريخها لعدة آلاف من السنين. ووُجدت تلك العظام في الشرق الأوسط، على مدى الحفريات السابقة، بين إيران والعراق والأردن وسوريا ولبنان وفلسطين وإسرائيل وتركيا. لقد حللوا قرابة ثلاثة آلاف وستمائة هيكل عظمي يعود تاريخها لعدة آلاف من السنين. الفترة التي تشملها الدراسة تغطي اثني عشر ألف سنة. 

وتشير نتائج الدراسة إلى أن العنف بلغ ذروة أولى. كان ذلك قبل خمسة آلاف وثلاثمائة إلى ستة آلاف وخمسمائة سنة. فترة بدأت فيها المدن الكبرى حينها في التكوّن حسب الباحثين في بلاد الرافدين، ميسوپوتاميا كما تسمى، في أرض العراق حاليا. بعد ذلك، بعد ألفيْ سنة من تلك الفترة، تراجع مستوى العنف البشري تدريجيا، في وقت ظهرت فيه القوانين والحكم المركزي للحواضر وتطورت فيه المبادلات التجارية. هي فترة ما يسمى بالعصر البرونزي المبكر والعصر البرونزي الأوسط أي ما بين ثلاثة آلاف وثلاثمائة سنة وألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد. 

الباحثون يشددون على أنه لا يمكن استخلاص أي استنتاجات سببية من هذا التزامن. لكن انخفاض العنف حدث في وقت  اكتسبت فيه الأنظمة الحاكمة المبكرة، اكتسبت قدرات كبيرة للحد من الصراعات في مجتمعاتها.

ولاحظ الباحثون ذروة جديدة للعنف خلال العصر البرونزي المتأخر والعصر الحديدي، ما بين ألف وخمسمائة سنة وأربعمائة سنة قبل الميلاد. تزامن ذلك وأزمات كبرى أدت بعدد من الحضارات إلى الانهيار وإلى توسع إمبراطوريات أخرى في منطقة الشرق الأوسط. ويقول مُعدو الدراسة إنهم لاحظوا تزامنا مع فترة جفاف دامت 300 عام حينها. التغير المناخي أدى  إلى تدهور اقتصادي وإلى حركات هجرة كبيرة قد تفسر ارتفاع مستوى العنف. 

مقارنة هذه الدراسة مع أبحاث سابقة في أمريكا الجنوبية، مثلا لدى حضارتيْ الأنكا والنازكا، أظهرت أيضا كيف أن ندرة الموارد والتغيرات المناخية أدت إلى ظهور صراعات مميتة. هذا يشير إلى خطر محدق بنا وبالأجيال المقبلة وهو ارتفاع مستوى الصراعات مع التغير المناخي الحاصل حاليا وتأثيراته المتعددة. 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

تاريخ الخبر: 2023-10-21 12:07:53
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 95%
الأهمية: 94%

آخر الأخبار حول العالم

القوات المسلحة الملكية.. 68 عاماً من الالتزام الوطني والقومي والأممي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-14 00:25:18
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية