سجلت البنادق التقليدية أو ما يعرف ب (المكاحل) المرتبطة أساسا بفن”التبوريدة” حضورا كبيرا خلال فعاليات معرض الفرس بالجديدة في دورته ال14. ويندرج صنع البنادق تاريخيا ضمن نطاق الصناعات التقليدية القديمة المرتبطة أساسا بفنون التبوريدة والحروب والمعارك.. ذلك أن الحضور القوي والمتواصل ل (لمكحلة) في الحفلات والأعراس والمواسم والمهرجانات يكون إلى جانب الفرس الذي يعتبر عنصرا أساسيا خاصة عند المولوعين بفن “التبوريدة”.
وبمناسبة تنظيم معرض الفرس، خصصت الجهة المنظمة لهذه التظاهرة أروقة لمهن صناعة البنادق بفضاء “الحرف التقليدية”، إذ أكد عبد الله نمير رئيس جمعية الخيالة للتبوريدة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه ورث مهنة صناعة “المكاحل” من والده، مضيفا أنها كانت تستعمل قديما أيضا في محاربة الاستعمار.
وأوضح أن ” المكحلة” تتألف من عدة أجزاء، حيث يتم الاعتماد في صناعتها على “الجعبة” المستوردة من فرنسا في السابق، لكن الوضع تغير بعد ذلك بالاعتماد على “الجعبة” المصنوعة بالمغرب، مضيفا أن الصانع المغربي يعتمد في صناعة البندقية على خشب الجوز (الكركاع) وخشب “الليتر” ذي الجودة العالية.
وأشار إلى أن صناعة البنادق بالمغرب عرفت تطورا، حيث” أصبحت تعتمد على الحديد المصنوع محليا، وتم التخلي عن المستورد لأنه يؤدي إلى انفجار الجعبة من حين لآخر، ويشكل خطورة على الفارس والفرس”.
ويتراوح سعر البندقية ما بين 2000 و3000 درهم، إلا أن البنادق المطعمة بالفضة، يرتفع سعرها إلى حوالي 10000 إلى 20000 درهم، مشيرا إلى أنه بصدد صنع بندقية يصل وزنها إلى 120 كلغ ويصل طولها إلى 10 أمتار وهي موجهة للعرض والزينة.
وحسب رئيس الجمعية، فمراكز التكوين المهني تسهر على تلقين الدروس النظرية للراغبين في تعلم هذه المهنة، وذلك من أجل الحفاظ عليها من الاندثار. من جهته، قال سيدي علي ماء العينين عن مؤسسة “مكار” طان طان، في تصريح مماثل، إن لكل جهة من جهات المملكة خصوصيات ومميزات تهم (المكحلة)، إذ تختلف من حيث المواد المستعملة وطريقة صنعها.
وأكد أن مشاركته في الدورة 14 للمعرض تندرج في إطار عرض التراث اللامادي المرتبط بسباق الهجن و”التبوريدة” التقليدية، مشيرا إلى أن رواق جهة كلميم – واد نون، يحتوي على نماذج من أدوات وتجهيزات قديمة مصنوعة من الجلد و” الكرن”، وهي المواد الموجودة، والمتوفرة لدى الرجل الصحراوي.
وأضاف أن هناك بندقية تعود للقرن الماضي ورثها عن أحد أجداده تعود إلى سنة 1803، وما تزال صالحة للاستعمال وتعرف ب”ذات الروحين”( من صنع إنجليزي)، لأنها تتوفر على أنبوبين أي “جعبتين”.
وتعتبر هذه البندقية الفريدة، كما قال، تحفة فنية نفيسة، وقد عرض عليه أحد هواة التحف شراءها، لكنه رفض التفريط فيها.
وأوضح ماء العينين، أن الأدوات والتجهيزات التي تستعمل في صنع البنادق تعتمد في جزء كبير منها على الخشب المصنوع من الأشجار الصحراوية المعروفة بصلابتها، إضافة إلى تزيينها بجلد الماعز أو الغنم، كما يتم الاعتماد على الفضة والنحاس لتزيينها.
المصدر: الدار– وم ع
