بعد أسبوعين من الحرب التي شنها العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، تقول إسرائيل إنها تريد سحق حماس، لكنها سحقت أكثر من عشرين ألف وحدة سكنية كليًا و165 ألف وحدة سكنية جزئيًّا؛ مما تسبب في رحيل 70 % من سكان قطاع غزة عن منازلهم إلى مراكز الإيواء وتضرر نصف المنازل في قطاع غزة بشكل مباشر بفعل القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع.

وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين لليوم السادس عشر على التوالي إلى 4741 شهيدًا.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن من بين الشهداء 1873 طفلًا، إضافة لإصابة 14245 فلسطينيًّا معظمهم من الأطفال والنساء، لافتة الانتباه إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 574 مجزرة بحق عائلات بأكملها راح ضحيتها 3600 شهيد.

وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية مجازر راح ضحيتها 266 فلسطينيًّا بينهم 117 طفلًا.

تهجير المدنيين

وكررت إسرائيل دعواتها للناس لمغادرة شمال غزة، عن طريق إسقاط منشورات من الجو، وتقول إن ما يقدر بنحو 700 ألف فروا بالفعل، لكن مئات الآلاف ما زالوا موجودين. وهو ما رفضته الدول العربية وعدد من الدول الأجنبية لأنها دعوات للتهجير القسري تحت غطاء استهداف حماس.

وتعاني المستشفيات المكتظة بالمرضى والنازحين من نقص الإمدادات الطبية ووقود المولدات، مما يضطر الأطباء إلى إجراء العمليات الجراحية باستخدام إبر الخياطة، واستخدام الخل كمطهر، ودون تخدير.

وقال الدكتور محمد قنديل، الذي يعمل في مستشفى ناصر في خان يونس، إن النقص في الإمدادات الحيوية، بما في ذلك أجهزة التنفس الصناعي، يجبر الأطباء على تقنين العلاج. ولا يزال عشرات المرضى يتوافدون ويتلقون العلاج في ممرات مزدحمة ومظلمة، حيث تقوم المستشفيات بتوفير الكهرباء لوحدات العناية المركزة.

وأضاف: «إنه أمر مفجع». «كل يوم، إذا استقبلنا 10 مرضى مصابين بجروح خطيرة، فعلينا أن نتعامل مع ثلاثة أو خمسة أسرة متاحة في وحدة العناية المركزة».

ويعاني الفلسطينيون الذين يعيشون في المدارس ومخيمات الخيام التي تديرها الأمم المتحدة من نقص الغذاء والمياه القذرة. وأدى انقطاع التيار الكهربائي إلى شل شبكات المياه والصرف الصحي. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن حالات الإصابة بالجدري والجرب والإسهال آخذة في الارتفاع بسبب نقص المياه النظيفة.



تقديم المساعدات

ونوّهت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع الشؤون الاجتماعية) والمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، باستجابة الدول العربية لتقديم المساعدات العاجلة للشعب الفلسطيني وإرسال جسور مساعدات جوية لإمدادهم باحتياجاتهم، والتخفيف من حدة الآثار المترتبة عن العدوان الإسرائيلي الغاشم.

وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقدته جامعة الدول العربية (قطاع الشؤون الاجتماعية) بمقر الأمانة العامة للجامعة اليوم، بالتعاون مع المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، حول الأوضاع الإنسانية في غزة، بحضور كلٍ من الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، والأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد التويجري.

وحَذّرت السفيرة أبو غزالة من استمرار الوضع الخطير غير الإنساني في قطاع غزة، موضحة أن 70% من حصيلة الشهداء في القطاع من الأطفال والنساء والمسنين، ويُقَدّر عدد النازحين داخل القطاع بمليون شخص، منهم 513 ألفًا لجأوا إلى المنشآت التابعة للأونروا، كما وثّقت منظمة الصحة العالمية 59 هجومًا ضد العاملين في القطاع الصحي، و69 اعتداءً على المنشآت الصحية، إضافة إلى استشهاد أكثر من 37 من العاملين الصحيين، وإصابة العشرات منهم، وكذلك تَضرُر 32 سيارة إسعاف، وتوقف 7 مشافٍ عن تقديم الخدمة تمامًا.



ضغط دولي

وطالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بضغط دولي حقيقي لوقف عدوان الاحتلال فورًا، واستمرار دخول المساعدات الإنسانية، وإعلاء شأن الحل السياسي للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين.

وقالت وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية، إنها تنظر بخطورة بالغة للقصف الذي تعرّض له مخيم جنين فجرًا، وعدّته تصعيدًا خطيرًا باستخدام الطائرات الحربية بما ينتج عنه من ضحايا من المدنيين الفلسطينيين وترويعهم بمن فيهم الأطفال والنساء، ومحاولة تعميم نموذج قصف قطاع غزة على مناطق في الضفة الغربية المحتلة.

وحمّلت الخارجيةُ الحكومةَ الإسرائيليةَ المسؤوليةَ الكاملةَ والمباشرةَ عن نتائج التدمير الحاصل في قطاع غزة وتهجير سكانه، بما يرافقه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية واستمرار عدوانها على الضفة الغربية المحتلة، كما حمّلت المجتمع الدولي المسؤولية عن عدم تحركه حتى الآن لوقف هذا القتل والدمار الإسرائيلي ضد غزة وأهلها، وعدّت ردودَ فعله ضعيفةً وانتقائيةً ومنحازةً لا ترتقي لمستوى حجم ما يتعرض له قطاع غزة من إبادة جماعية.



تعديات ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء «استهداف حماس»

تدمير أكثر من عشرين ألف وحدة سكنية كليًا و165 ألف وحدة سكنية جزئيًّا تضرر نصف المنازل في قطاع غزة بشكل مباشر بفعل القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع

ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين لليوم السادس عشر على التوالي إلى 4741 شهيدًا ارتكبت 574 مجزرة بحق عائلات بأكملها راح ضحيتها 3600 شهيد

تدعو الفلسطينيين للتهجير القسري وما يقدر بنحو 700 ألف فروا بالفعل

استشهاد أكثر من 37 من العاملين الصحيين، وإصابة العشرات منهم