الأنثربولوچي في مواجهة هجمات محو الهوية


في الندوة الأسبوعية لصالون نقابة الصحفيين الثقافي بدأت بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء ثم قدم أ.محمود الشيخ القائم على الصالون د.أحمد فرج المتخصص في علم الأنثروبولوجيا،فهو خريج الحقوق جامعة القاهرة وكذلك كلية الفنون التطبيقية وماچستير الأنثربولوجيا من كلية الدراسات الأفريقية ومعه اثنان دكتوراه فخرية من جامعتى اكسفورد وسمارت (الكلية الدولية لحقوق الإنسان بلندن)، وله العديد من المؤلفات مثل (انثربولوچيا السحر، الوجوه المنحوتة، طريق الحريج، وغيرها) ، ثم قدم الإعلامية (حياة أبو الغيط) الإذاعية بشبكة القاهرة الكبرى لإدارة حوار الندوة.

استهل د.أحمد فرج حديثه عن معنى الكلمة وهى علم الإنسان أو الأناسة الفاعلة في المجتمع والتي تركت خلفها آثاراً سواء مادية ملموسة كالأهرامات والمعابد أو غير ملموسة مثل ما دونه التاريخ عبر مئات السنين والتي بدأت مع هيرودوت وحالي وليست مستحدثة أبدا. ثم تحدث عن فروع الأنثربولوجيا الأساسية وهى الأنثربولوجيا الثقافية،السياسية، الاجتماعية مرورا بالعلوم التطبيقية الأخرى المساعدة لها كالآثار والترشيح وغيرها، ثم استطرد حديثه عن نشأته بين شبرا الخيمة وشبرا مصر والتعارض بين الريف والحضر، ثم تحدث عن نشأة الإنسان الأول والتي أرجعها إلى ٥٠ ألف سنة طبقا لتحليل (الكربون ٢١) لجسم المسمى ( انسان جاوه) مما يؤكد وجود حياة ع الأرض قبل سيدنا آدم، وكذلك رجل الكهوف الذي تم تصويره دوما بحدية الطباع وتعنيف المرأة ربما لبدائية تفكيره ولكونه چينيا أقل مما حالياً، وتحدث عن لاعب فريق (باور ميونيخ) قريب الشبه بهذا الإنسان والذي لاقى تنمرا واضح ومستمر بسبب ذلك، وكذلك تشريح طفل الترامسا أو انسان سوهاج وأسيوط وأسوان الذي أرجعه تشريح الكربون٢١ إلى ٥٠ ألف سنة، مما يؤكد أن جذورنا ضاربة في عمق التاريخ بكل فخر وتفرد وليس لها مثيل ولم نأخذ من أحد أو عن أحد ولكن العكس صحيح فكل من يحاول البحث عن جذوره لا يجد أقدم من حضارتنا ومن هنا تأتي محاولات طمس الهوية ونسبها لهم أو بالشراكة معنا، وحتى كون مصر أفريقية جغرافيا أو عربية لغوياً أو دينياً لا ينفي تفردها وسط العالم أجمع بحضارة لها جذور وهوية،وقال:”ربما تحمل بطاقات هويتنا مستقبلاً التحليل الچيني والحمض النووي أيضاً ووقتها لن نحتاج إلى قوانين ومحاكم لإثبات النسب فقد أصبحت الهوية الفردية هوية قومية أيضاً”.

وأضاف :”أى محاولة لبث السخط الشعبي على البلاد وصعوبة الحياه فيها ماهى إلا محاولات بعيدة المدى لطمس الهوية والتخلي عنها وأرجع ذلك إلى (تيودور هرتزل) ومخططه منذ مئات السنين الذي أوصلنا إلى الحرب الرابعة والخامسة وطمس للهوية الوطنية في الأدب والفن والتراث وكل مناحي الحياة حتى وصلنا إلى تكريم مجرد عامل بناء في إحدى دول الخليج واعطاؤه سيف من الذهب على أنه (سيف معاوية) ولو أن (سيجموند فرويد) اليهودي الأصل ذكر بنفسه في كتابه(موسى والتوحيد) صفحة ١١٣ أن عقدة اليهود الأزلية هى الحضارة المصرية، أو فكرة أن بناة الأهرام من الفضائيون وليسوا بشر، أو قضية الأفروسنتريك لصاحبها مارك الأمريكي أو قصة بابا ديوب في السنغال ول أنهم ليسوا الوحيدون؛ فعندما درست بالخارج قرأت عن قبيلة(اليوربا) في نيچيريا والتي كتب أن جذورهم تعود إلى الحضارة المصرية القديمة وبالبحث وجدت أن هناك مؤلفات كثيرة تتبنى نفس النظرية مطبوع منها ملايين النسخ حول العالم، وحتى فن( التراكوتا) فن الفخاريات للوجوه المفرغة اعتبروه إنجازهم الخاص لأن وقتها اهتم المصريين القدماء ببناء التماثيل الحجرية المصمتة، وحتى عندما وجدوا في رسوماتهم القديمة رأس لها قرنان وحولها هالة دائرية قالوا نحن لسنا إلا أبناء آمون وهو ماطبع منه مئات الملايين من النسخ حول العالم أيضا”.

وعلى ذكر أمثلة أخرى قال:” هناك أيضا قبيلة(الدوجون) ساكني الكهوف في مالي أصحاب الحياة البدائية والرافضين الاختلاط بالعالم الحضاري الحالي فقط لاعتقادهم أنهم ليسوا من الأرض وانما قدموا من الفضاء ومعهم خريطة السماء ويعبدون(سيرس) الدب الأكبر في السماء والذي يظهر جلياً في شهر سبتمبر والمرتبطة لدى المصريين القدماء بشهر الفيضان ويسمون أنفسهم (أبناء ايزيس) ويزعمون أنهم من أعطى خريطة السماء للمصريين القدماء الذين قاموا بطبعها على الأرض بثلاث زوايا مختلفة لأهم ثلاث نجوم سماوية حل محلها على الأرض الأهرامات الثلاثة”.
وفي حديثه عن مثال آخر تحدث عن قبيلة(الكوش) في السودان فقال:”لديهم أهرامات وآثار شبيهة بآثارنا ولهم علاقة بالأسر الحاكمة قديما كالأسرة الثانية وكذلك الأسرة ال٢٥ وهذا ما يثبت كذب ادعائهم؛ فهناك فترة من آلاف السنين بين الأسرتين أين كانوا؟!، كما أنه كيف لمن يسبقك زمنياً أن يبني أهراما أعظم من بناياتك؟ولماذا لم تصنع أنت الأعظم باعتباره الأحدث زمنياً؟ وقد كان هذا رد د.زاهي حواس بنفسه عليهم، وحتى قصة أن هناك نوبة مصر ونوبة السودان(جبال النوبة) المختلفة كلية عن النوبيين بمصر يؤكد كونها مجرد امتداد جغرافي يصل بينهما ولا يفصل أى نعم ولكن يؤكد أنها ليست إلا حضارات سكنت مصر لفترة وأخذت عنها مقلدة إياها فقط ليس إلا مثل البطالمة مثلا؛فعندما شيدوا معبد (دندرة) بشكل مصري تماما دون أى خلل لا يعتبر إلا تأثراً بحضارة مصر ولكن عندما نقله اليونانيون نعم قد نجد نفس شكل الأعمدة ولكنهم استبدلوا زهرة اللوتس مثلا على تيجان الأعمدة بالنباتات والزهور الأخرى لديهم”.

ثم تحدث عن هجمة الأفروسنتريك وكيف لم يتم الرد عليها بشكل حاسم كما فعل دارسي الحضارة المصرية ممن ليسوا من أبناءها فقد أوضحوا أنه عندما اكتشفت أمريكا مثلا كانت هناك الحاجة للعمل فيها وإصلاحها للحياة فبحثوا عن العمال الاقوى بدنيا ولم يكن هناك خيار افضل من الزنوج والسود ساكني أفريقيا ، ومع تجريم انجلترا لتجارة الرقيق بدرا في التمتع ببعض حقوق المواطنة تدريجيا حتى وصلوا إلى السخط على الرجل الأبيض ومحاولة محاربته ومحو هويته لصالحهم، ولكننا كمصريين ننتمي للجنس القوقازي وليس الزنجي الأسود وحتى فكرة أن هناك تماثيل سوداء للمصريين القدماء فهى ما كانت إلا استخدام للأحجار الموجودة حولهم فقط من البازلت وغيرها ولكن ليس دليلا على وجود أى بشر ببشرة سوداء في مصر أبدا، وهناك من ذكر كذلك أن(نفرتيتي) أرمينية تزوجها ملك مصري ولكن حتى هذا ثبت عدم صحته حيث تأكد لدينا بما لا يدع مجالا للشك أنها ابنة أحد رجال الدين في المعبد”.

واختتم حديثه قائلاً:”لعل فكرة محو الهوية التي تؤرقهم إذا رجعنا إلى الوراء قليلا جعلتهم إبان ثورة يناير يبحثون وقت الفوضى لا عن نهب الطعام أو الذهب وإنما ذهبوا لنهب وحرق المكتبات والمتاحف ولعل دعوة المخرج(خالد يوسف) وقتها للمصريين بحماية المتحف المصري كانت سريعة وفي وقتها رغم سرقة بعض الآثار وقتها بالفعل”.

أما عن توصيات الندوة فقد تلخصت حسبما ذكر الحضور في الآتي:_
*بروتوكول عام يطبق في مصر وعلى مستوى العالم يحفظ المهنة والحرفية والصناعة وكل مايتعلق بالتراث المصري بدراسات انثربولوچية وليس مجرد دراسات اجتماعية.
*انشاء هيئة قومية لحماية والدفاع عن آثار مصر واستردادها من الخارج تكون مشكلة من خبراء آثار وخبراء قانون دولي وعلماء أنثربولوچيا وإرسال لجان لكل متاحف العالم.
*مبادرة لاستعادة جميع الآثار التي تم سرقتها خاصة أيام الإحتلال.
*محاولة ترجمة ندوة اليوم لأنها بمثابة بحث علمي مهم جداً يجب ترجمته للغات عدة مع ذكر مصادره البحثية التي استقي منها المضمون ونشره على أوسع نطاق مع الاحتفاظ بالحق العلمي لصاحبه د. فرج أحمد.

تاريخ الخبر: 2023-10-23 12:22:06
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

وفاة المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي اثر سكتة قلبية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:26:04
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

وفاة المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي اثر سكتة قلبية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:26:09
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية