بفعل التغيرات المناخية الحادة التي تعيشها المملكة المغربية منذ سنوات، نتيجة عدة عوامل من بينها قلة التساقطات المطرية والجفاف وأيضا تعدد طبيعة المناخ المغربي، عاشت أغلب المدن المغربية، الأحد الماضي، أعاصير قوية ورياح شديدة خلفت خسائر مهمة وفادحة.
ويرجع سبب حدوث هذه الأعاصير أيضا إلى مشاكل الاحتباس الحراري وارتفاع درجة الحرارة، الأمر الذي دفع خبراء مناخ إلى تحذير المواطنين من هذه الموجات القاسية التي قد تلقي بظلالها على المغرب من جديد.
وشدد خبراء المناخ والبيئة على أن المغرب يعتبر من بين الدول المهددة بالأعاصير في الأيام والأشهر القادمة، نظرا لاستمرار إرتفاع درجات الحرارة الشيء الذي يدل على وجود اضطرابات مناخية ومشاكل بيئية وعرة.
تحذيرات خطيرة
قالت نادية احمايتي، باحثة و رئيسة جمعية لاسييسطا لحماية البيئة، إنه “يجب علينا اليوم أن نستعد لمواجهة التغيرات المناخية، التي تخلف العديد من الكوارث الطبيعية وكذلك الأعاصير التي تداهم المنطقة نظرا أن المغرب يوجد على خط التغيرات المناخية”.
أوردت نادية احمايتي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه “يجب على المواطنين توخي الحذر، وأيضا على الدولة أن تأخذ العبرة من الدول التي سبقت وأن عرفت هذه الأعاصير، مثال الولايات المتحدة الأمريكية التي تقوم بتنزيل إجراءات حمائية لمواجهة خطر الطبيعة”.
وتابعت المتحدثة ذاتها أن “أغلب المواطنين الأمريكيين يتوفرون على تأمينات على مثل هذه الأحداث الطبيعية، من أجل مساعدتهم على إعادة إيواء المناطق أو المدن التي تضررت بفعل الرياح القوية أو ما يسمى بالاعصار”.
وأشارت الخبيرة المناخية أن “المغرب يعيش نوع من السداجة البيئية، الأمر الذي يجعل المملكة أكثر عرضة لهذه المخاطر الطبيعية، وأن المغرب مهدد في المستقبل بمجموعة من الكوارث وعلى الحكومة المغربية أن تبتكر إجراءات استباقية من أجل تخفيف من حدتها”.
موقع جغرافي صعب
بالمقابل، يرى محمد بنعبو، مهندس وخبير في المناخ والتنمية المستدامة، أن “المغرب يعتبر من بين الدول المهددة بالتغيرات المناخية، نظرا للموقع الجغرافي للمملكة المغربية وأيضا تموقعه على خط البحر الأبيض المتوسط”، مشيرا إلى أن “هذه الرقعة الجغرافية تعيش تغيرات مناخية استثنائية كما جاء في تقارير رسمية عدة سواء في اليابسة أو البحر”.
واستدرك محمد بنعبو، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “هذه التغيرات تؤثر بشكل سلبي على الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي لساكنة المنطقة، وأن هذه الدول تعيش على واقع الاجهاد المائي من بينها المغرب”، مؤكدا على أنه ما هو متوقع بالنسبة للمغرب أن “البلاد تعيش على واقع الجفاف بسبب قلة التساقطات المطرية، وأيضا غياب الحكامة في تدبير الموارد المائية على المستوى الوطني مما يؤدي إلى حدوث مثل هذه الاضطرابات”.
وشرح الخبير المناخي أن “حالة المناخ المغربي بات يؤثر على القطاع الفلاحي والصناعي، الذي أثر بدوره على اليد العاملة مثال أن مردودية الزيتون تراجعت بفعل التغيرات المناخية والجفاف التي تعيشه المملكة المغربية”.
وتابع المتحدث عينه أنه “اليوم وصلنا إلى 600 متر مكعب للفرد على المستوى الوطني، حيث يصنف المغرب ضمن الدول التي تعاني من الاجهاد المائي، وهذا أمر مقلق”، لافتا إلى أنه من بين “التوقعات الحالية أن المغرب قد يصل إلى 500 متر مكعب للفرد عند حلول سنة 2030 وهذا راجع إلى زيادة النمو الديمغرافي للمغرب”.
