تضامن - النجـوم - غير كاف وعلـى القــادة العــرب إيجــاد حــل فـــــوري
أعرب الدولي السابق عبد الرؤوف زرابي عن أسفه الشديد للصوّر الدامية التي تصل يوميا من قطاع غزة، مشيرا أن تضامن نجوم كرة القدم غير كاف، وعلى رؤساء الدول العربية المسارعة لوضع اليد في اليد، بغية إيجاد حل فوري واستعجالي للأشقاء الفلسطينيين الذين يتعرضون لكل أنواع العذاب والتقتيل من طرف الكيان الصهيوني الغاشم، كما تحدث زرابي عن أوضاع المنتخب الوطني بعد الوديات الأخيرة، مبديا تضامنه مع الظهير الأيمن يوسف عطال الذي تعرض للتوقيف من طرف إدارة نادي نيس، عقب منشوره الداعم للقضية الفلسطينية.

لنبدأ من قضية الساعة المتمثلة في العدوان الذي تتعرض له الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة بالتحديد، والذي أودى بحياة الآلاف من الأبرياء لحد الآن، كيف تتابعون الأوضاع وما تعليقك حول تلك المجازر ؟
ككل المسلمين قلوبنا تتقطع لحال إخواننا وأشقائنا في فلسطين الحبيبة، وقطاع غزة بالتحديد، فعندما ترى عدد الشهداء والضحايا من الأبرياء تشعر بالأسى والحزن، صدقوني النوم غاب عنا هذه الأيام، جراء الصور الأليمة التي تصلنا، لا سيما وأن جل القتلى من الأطفال والشيوخ والنساء، وهو ما لا يتقبله أحد، وهنا أتساءل أين هي حقوق الإنسان التي لطالما رافع من أجلها الغرب، الذين أثبتوا للمرة الألف نواياهم الخبيثة اتجاه فلسطين والأمة العربية والإسلامية جمعاء.
عطال زلزل بمنشوره حلفاء هذا الكيان ولم أتفاجأ لتوقيفه
ما رأيك في مواقف الدعم والتضامن من طرف نجوم كرة القدم، وهل هذا كاف لفضح الكيان الصهيوني ؟
مواقف الدعم لا يجب أن تقتصر على اللاعبين والرياضيين فقط، فالجميع مسؤول أمام الله عما يجري لإخواننا الذين هم ضحية للآلة العسكرية الإسرائيلية التي لا تفرق بين أحد وتقتل الجميع دون أي شفقة أو رحمة، صحيح أن تضامن نجوم كبار في عالم كرة القدم من أمثال كريم بن زيمة ورياض محرز من شأنه إيصال رسالتنا إلى أبعد نقطة في العالم، ولكن هذا غير كاف تماما، وعلى رؤساء كل الدول العربية وضع اليد في اليد، من أجل إيجاد حل ومخرج لهذه القضية التي تسير نحو الأسوأ مع مرور السنين، ويكفي أن أوضاع أشقائنا باتت مأساوية إلى درجة لا يمكن لأي كان تحملها، فما بالك بالمرضى والأطفال الصغار.
ماذا عن معاقبة اللاعب يوسف عطال واستبعاده من طرف إدارة نادي نيس بعد منشوره الداعم للقضية الفلسطينية ؟
لم أتفاجأ على الإطلاق لما حصل مع يوسف عطال بعد عودته من تربص المنتخب الوطني، فالإعلام الفرنسي والدولة الفرنسية لطالما كانوا حلفاء للكيان الصهيوني الظالم، وبالتالي لا يمكن لإدارة نادي نيس وعمدة تلك المدينة أن يظلوا مكتوفي الأيدي بعد المنشور القوي للظهير الأيمن للخضر الذي زلزل بكلماته كيانهم، أنا متضامن مع يوسف وأتمنى له كل التوفيق، وأقول له أن تترك شيئا لله أكيد أنه سيعوضك بأفضل منه، وهو ما آمل أن يحصل مع عطال، الذي أثبت قوة شخصيته، وأبان عن مدى حب وإيمان الجزائريين بهذه القضية التي قال عنها يوما الرئيس الراحل هواري بومدين» الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة».
علينا استخلاص الدرس من ودية مصر وفغولي ومحرز ورقتان مهمتان
لنتحدث الآن عن المنتخب الوطني ونتائجه الأخيرة في آخر معسكرين...
المنتخب الوطني بدأ يستعيد عافيته، بعد النكسات التي تعرض لها في آخر سنتين، وهذا بعد الإقصاء من الدور الأول في كان الكاميرون، والفشل في التأهل لمونديال قطر، ويكفي أن المجموعة الحالية بصدد تقديم مستويات مقبولة، على غرار الفوز الذي عادت به من داكار أمام بطل القارة منتخب السنغال، ناهيك عن دك شباك جزر الرأس الأخضر بخماسية كاملة، في مباراة استعرضت فيها العناصر الوطنية قوتها في الشق الهجومي، وإن كان اللقاء الأخير أمام منتخب مصر لم يرق إلى مستوى التطلعات، غير أن الأهم أن المنتخب الوطني لم ينقد إلى الهزيمة، بعد نجاح إسلام سليماني في تعديل النتيجة في الوقت بدل الضائع، نحن بحاجة لمثل هكذا اختبارات لاستخلاص الدروس، لا سيما وأنه تنتظرنا تحديات قوية، بداية بالتصفيات المونديالية التي ستنطلق شهر نوفمبر، وصولا إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المنتظرة مطلع السنة المقبلة بكوت ديفوار.
نريد معرفة رأيك بخصوص المواهب الجديدة التي تدعمت بها الكتيبة الوطنية مؤخرا ؟
ضخ دماء جديدة في صالح المنتخب الوطني، حيث منح الفريق روحا جديدة، كما أن قدوم أسماء في شاكلة حسام عوار وأمين غويري وفارس شايبي وريان آيت نوري منح جمال بلماضي خيارات إضافية من مستوى عال، وإن كنت أصر بأن نجاح المنتخب متوقف على توفر عوامل أخرى، وفي مقدمتها الجو المناسب للعمل، وهنا أطلب من الجميع سواء لاعبين سابقين أو أسرة إعلامية وضع اليد في اليد لمنح الثقة لهذا الفريق القادر على إسعادنا من جديد.
أتساءل أين هي حقوق الإنسان التي يرافع من أجلها الغرب !
كلمة حول عودة المخضرم سفيان فغولي إلى صفوف المنتخب بعد غياب طويل؟
سررت كثيرا برؤية سفيان فغولي بقميص المنتخب الوطني من جديد، بعد غياب دام لأزيد من سنة كاملة، فهذا اللاعب يقوم بدوره على أكمل وجه، سواء كقائد داخل المجموعة أو بالروح التي يلعب بها فوق أرضية الميدان، وعندما يكون لديك لاعبين بمثل هكذا مواصفات فهذا في صالح المنتخب والمدرب بلماضي.
بصراحة، هل أحسن رياض محرز الصنيع بالانتقال إلى الدوري السعودي ؟
رياض من أفضل اللاعبين في تاريخ المنتخب الجزائري، وتواجده في الفورمة لطالما صب في صالح المنتخب الوطني، وبالتالي أنا أتمنى له النجاح في تجربته الجديدة مع ناديه الأهلي السعودي الذي اختار الانتقال إليه، في صفقة أثارت الكثير من الجدل في الميركاتو الصيفي الماضي، وإن كنت اعتبر ذلك بالشيء العادي، كون محرز لم يكن الوحيد الذي فضل الوجهة الخليجية، فحتى نجوم كبار، في شاكلة كريستيانو رونالدو وكريم بن زيمة ونايمار أمضوا مع أندية سعودية، ويلعبون الآن في بطولة محترمة لا تقل شأنا عن دوريات أوروبا.
عوار وغويري وشايبي وآيت نوري تدعيمات من أعلى مستوى
في ختام الحوار، هل انتظرت تتويج اتحاد الجزائر بلقبين قاريين ؟
نجاح اتحاد الجزائر في الفوز بكأس الكونفدرالية، وبعدها حصد لقب كأس السوبر الإفريقي على حساب نادي القرن الأهلي المصري إنجازين لا يستهان بهما على الإطلاق، كيف لا وهذا الفريق لعبت له أجيال متميزة على مر التاريخ، غير أنها عجزت جميعا في اعتلاء منصة التتويج على المستوى القاري، ولهذا فالفضل يعود إلى المدرب عبد الحق بن شيخة الذي قام رفقة طاقمه الفني بعمل جبار.
حاوره: سمير. ك