تحذير من احتمال "توقف" عمليات الإغاثة في غزة في ظل استمرار الحرب


إعلان

دبلوماسيا، واصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء جولته في المنطقة، فانتقل من الأردن الى القاهرة، وأكد أن فكرة حلّ الدولتين "لم يعف عليها الزمن"، محذرا من "عملية برية واسعة النطاق" في قطاع غزة. وأعلن أن بلاده سترسل مساعدات طبية الى القطاع المحاصر عن طريق مصر.

وحذّرت وكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة بالقول "إذا لم نحصل على الوقود بشكل عاجل، سنضطر إلى وقف عملياتنا في قطاع غزة".

وتشهد مستشفيات القطاع المحاصر اكتظاظا كبيرا بالمرضى والجرحى والنازحين دفع بالطواقم الطبية إلى علاج المصابين في القصف في الممرات وعلى الأرض.

وقال الطبيب أحمد عبد الهادي المتخصص في جراحة العظام في قسم الطوارئ في مستشفى خانيونس في جنوب قطاع غزة لوكالة فرانس برس "أجرينا العديد من العمليات الجراحية لمصابين دون تخدير". وأضاف "التخدير غير متوافر بشكل كاف في المستشفى".

وفي اليوم التاسع عشر من الحرب بين حركة حماس وإسرائيل، ارتفع عدد القتلى في قطاع غزة، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس، الى 6546، معظمهم مدنيون وبينهم 2704 أطفال.

وبدأت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية تسلّل خلاله مئات من مقاتلي حركة حماس إلى مناطق إسرائيلية من قطاع غزة، وترافق مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل، وتسبّب بمقتل 1400 شخص، معظمهم مدنيون، وفق السلطات الإسرائيلية.

وقال متحدث باسم خدمة الطوارئ في منظمة "نجمة داوود" للإغاثة اليوم إن 13 شخصا قتلوا في إسرائيل منذ بدء الحرب نتيجة إطلاق الصواريخ من غزة.

وتحتجز حماس أكثر من 200 رهينة، بحسب إسرائيل.

في مدينة غزة التي تواصل القصف العنيف عليها الأربعاء، قال مدير مستشفى الشفاء الطبيب محمد أبو سلمية "المستشفيات في حالة انهيار تام، عشرة مستشفيات خرجت عن الخدمة".

وأضاف أن "أكثر من 90 في المئة من الأدوية والأدوات الطبية نفدت (...) وصلت مساعدات طبية لا تكفي ليوم واحد".

ودخلت خلال الأيام الماضية عشرات الشاحنات عبر معبر رفح الحدودي مع مصر ناقلة أدوية وطعاما وماء. ولكن الأمم المتحدة أكدت أنها لا تكفي بتاتا.

وتقول وكالات الإغاثة إن المستشفيات تعمل فوق طاقتها ومولدات الكهرباء تفتقر للوقود، وقد نزح نحو 1,4 مليون فلسطيني، أي أكثر من نصف سكان القطاع، من منازلهم، لا سيما في شماله، هربا من القصف أو بعد إنذار وجهته إسرائيل بإخلاء مدينة غزة.

"أطفال تعرضوا للقصف"

إلا أن القصف يطال جنوب القطاع أيضا الذي نزح اليه مئات الآلاف.

وقالت أم عمر الخالدي لفرانس برس في رفح الأربعاء "الأطفال تعرضوا للقصف بينما كانت أمهم تعانقهم. رأيناهم... أين العرب؟ أين الإنسانية؟ اتقوا الله".

وتجاوزت حصيلة القتلى في غزة الثلاثاء 700، بحسب وزارة الصحة في القطاع. وقالت الأمم المتحدة إن الرقم هو الأعلى في يوم واحد منذ اندلاع الحرب.

وتوعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بـ"القضاء على حماس" وضمان ألا تشكّل تهديدا للمدنيين الإسرائيليين بعد اليوم. لكن القلق الدولي يتزايد بشأن تبعات عملية "السيوف الحديدية" التي تنفّذها إسرائيل والتي تستعد فيها لعملية برية، وفق تصريحات الجيش الإسرائيلي.

في القاهرة، حذّر ماكرون الأربعاء من أن عملية برية اسرائيلية "واسعة النطاق" في قطاع غزة "ستكون خطأ".

وقال في تصريحات لصحافيين قبيل مغادرته بعد جولة إقليمية شملت ايضا الأردن وإسرائيل والضفة الغربية، إنه في حال أقدمت إسرائيل على "تدخل واسع النطاق يعرض للخطر حياة السكان المدنيين، فأعتقد أن ذلك سيكون خطأ... سيكون خطأ لإسرائيل كذلك لأن ذلك ليس من شأنه حمايتها على المدى الطويل، ولأن ذلك لا يتوافق مع احترام السكان المدنيين واحترام القانون الدولي الانساني وقواعد الحروب".

من جهة أخرى، شدّد ماكرون على أن فكرة حلّ الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين "لم يعف عليها الزمن". وحضّ على "التوصل الى حل الدولتين، إسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وأمن".

وقال بعد لقائه نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، إن بلاده سترسل إحدى سفن قواتها البحرية الى شرق البحر المتوسط "لدعم مستشفيات" غزة، وأن طائرة تحمل مستلزمات طبية مخصصة للقطاع ستصل كذلك الى مصر الخميس.

في عمان، قال بيان صادر عن الديوان الملكي إن الملك عبد الله أكد لماكرون أن "وقف الحرب على غزة ضرورة قصوى، وعلى العالم أن يتحرّك فورا بهذا الاتجاه". وحذّر من "استمرار الحرب على قطاع غزة الذي قد يدفع إلى انفجار الأوضاع بالمنطقة".

في المواقف الخارجية أيضا، ألغى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان زيارة كانت مقررة لإسرائيل بسبب حربها "اللاإنسانية"، على غزة، وفق قوله.

وقال إردوغان "حماس ليست إرهابية، هي مجموعة تحرير تقوم بحماية أرضها"، وندّد بالدول الغربية "التي تذرف دموعا على إسرائيل ولا تقوم بأي شي آخر".

وسارعت إسرائيل الى التنديد بتصريحات الرئيس التركي. وأكدت وزار خارجيتها في بيان أن "حماس منظمة إرهابية أسوأ من داعش ... حتى محاولة الرئيس التركي الدفاع عن التنظيم الإرهابي وكلماته التحريضية لن تغير من الفظائع التي شاهدها العالم أجمع".

في هذا الوقت، تواصل إسرائيل حشد عشرات آلاف الجنود عند حدود قطاع غزة تمهيدا لهجوم بري.

وتأخرت العملية البرية، وفق مصادر مختلفة، بسبب ضغوط دولية وخلافات بين المسؤولين السياسيين والعسكريين داخل إسرائيل، بالإضافة الى ملف الرهائن الحساس، وصعوبة القتال في منطقة شديدة الاكتظاظ وتنتشر فيها شبكة أنفاق.

وقال جندي إسرائيلي من وحدة 601 في سلاح الهندسة لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه "ثمة عوائق كثيرة، فالعدو يمطرنا بالصواريخ وبأمور أخرى لا يمكنني تفصيلها، لمنعنا من التقدم".

- "الهدف الأول" -

وأفرجت حماس حتى الآن عن أربع رهائن.

جندي إسرائيلي في كيبوتس بيئيري في جنوب إسرائيل قرب قطاع غزة في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2023 © أريس ميسينيس / ا ف ب

وكان ماكرون قال في عمان إن الإفراج عن الرهائن يجب أن يكون "الهدف الأول" للحملة العسكرية الإسرائيلية.

وأشار خلال جولته الى أن 31 فرنسيا قتلوا في الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل، مضيفا أن تسعة من مواطنيه هم "رهائن" مع الحركة الفلسطينية.

وتتزايد المخاوف من اتساع رقعة النزاع.

في سوريا، قتل ثمانية جنود سوريين في قصف جوي إسرائيلي استهدف عدة نقاط عسكرية في محافظة درعا (جنوب)، وفق ما أفادت وزارة الدفاع.

واستهدف قصف إسرائيلي آخر مطار حلب الدولي في الشمال، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي الثلاثاء "الولايات المتحدة لا تسعى الى نزاع مع إيران. لا نريد لهذه الحرب أن تتسع. ولكن إذا هاجمت إيران أو وكلاؤها القوات الأميركية في أي مكان (...) فسندافع عن مواطنينا، سندافع عن أمننا، في شكل سريع وحاسم".

وحتى الآن، لم ينجح مجلس الأمن في إصدار أي قرار يتعلق بالحرب بين حركة حماس وإسرائيل. وقالت مصادر دبلوماسية إن تصويتا جديدا سيحصل هذا المساء على مشروعي قرار أحدهما أعدته موسكو والآخر أعدته واشنطن. ويبدأ الاجتماع الساعة 19,00 ت غ.

ويدعو مشروع القرار الروسي الى "إرساء وقف إنساني سريع لإطلاق النار يدوم ويتم الالتزام به بشكل كامل". وعلى عكس مشروع الأسبوع الماضي، يدين النص "الهجمات الشنيعة لحركة حماس" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

أما المشروع الأميركي فيؤكد "حق كل الدول في الدفاع عن النفس"، وليس فقط إسرائيل. ويدعو الى هدنات إنسانية محدودة.

في الضفة الغربية المحتلة، قتل ستة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في كل من جنين وقلقيلية في شمال الضفة الغربية ومخيم قلنديا شمال القدس، ما يرفع عدد القتلى في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 إلى أكثر من 100 منذ بدء الحرب.

بور-ارب/ها-رض/كام

تاريخ الخبر: 2023-10-25 21:08:32
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 85%
الأهمية: 96%

آخر الأخبار حول العالم

أرامكو تعلن عن النتائج المالية للربع الأول من عام 2024 السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-07 12:24:19
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية