الملتقى الوطني حول المدرسة التاريخية بقسنطينة

مقترح لإنشاء موسوعة تاريخية للمذكرات الثورية

 

دعا أمس، أستاذة جامعيون، خلال ملتقى وطني  حول  المدرسة التاريخية  الجزائرية، احتضنته جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، إلى ضرورة جمع المذكرات التي أنجزت حول الثورة الجزائرية في موسوعة تاريخية واحدة، واقترحوا إلى إنشاء مكتبة رقمية تكون بمثابة حجر الأساس والمنطلق الرصين لتوعية المجتمع بالحقائق التاريخية.

 

اختير للملتقى المنظم من طرف كلية الآداب والحضارة الإسلامية بجامعة الأمير عبد القادر، عنوان " المدرسة التاريخية  الجزائرية والمذكرات التاريخية لقادة الثورة التحريرية، شهادات ومسارات وأفاق" و يهدف حسب رئيس اللجنة العلمية الدكتور محمد أوجرنتي، إلى جمع المذكرات والشهادات الحية التي لها علاقة  بتاريخ الجزائر، بغية الاستفادة منها وقراءتها قراءة متأنية تحليلية  لمعالجة بعض القضايا التاريخية العالقة وكذا لمعرفة ما يمكن أن تضيفه إلى المدرسة التاريخية الجزائرية.

 

من جهته، ذكر عميد كلية الآداب والحضارة الإسلامية، الدكتور رياض بن الشيخ الحسين، أن الشعب الجزائري بحاجة ماسة إلى كتابة تاريخه  الذي طالته يد الاستعمار الغاشم بالتزييف وتهميش الحقائق، عن طريق مثقفين  ومؤرخين وباحثين أكاديميين. مشيرا في ذات السياق إلى أن العناية بالتاريخ تعد حجر الأساس والمنطلق الرصين في توعية المجتمعات بالحقائق التاريخية.

 

وقالت أستاذة التاريخ بجامعة الأمير عبد القادر قسنطينة، الدكتورة حنان لطرش، إن تاريخ الثورة التحريرية الجزائرية شهد كتابة عدة مذكرات لشخصيات سياسية وعسكرية شاركت في صناعة الأحداث سواء  كانت طرفا رئيسيا أو ثانويا، حيث عبر أصحابها عن نشاطهم ونضالهم ومواقفهم من قضايا عصرهم.

 

وأضافت المتحدثة، أنه وبالرغم من أن هناك اختلافا بين المؤرخين من حيث طريقة عرض الأحداث وأسلوب الكتابة، إلا أن المذكرات تعتبر مصادر مهمة في عملية التدوين التاريخي، لأنها تناولت شهادات حية عن الكفاح  السياسي و العسكري من طرف جزائريين أو فرنسيين،  مؤكدة أنه عادة ما تكون  هذه المادة أكثر دقة وعلمية عندما يتم تدوينها لتصبح مذكرات شخصية.

 

وأشارت الدكتورة، إلى أن هذه المذكرات تحتوي على معلومات ووثائق هامة لا توجد في غيرها من المصادر، بالرغم من أنها مصادر تاريخية غير رسمية،  وتتصف بالذاتية لارتباطها بالشخص، ويبقى استغلالها من اجتهاد الباحث عبر إخضاعها لمنهج علمي نقدي صارم.

 

أما أستاذة التاريخ بجامعة الأمير عبد القادر قسنطينة، الدكتورة عايدة حباطي، فقد شددت في مداخلتها المعنونة بـ"المكتبة الرقمية وإشكالية الكتابة في تاريخ الجزائر المعاصر" على ضرورة إنشاء مكتبة تاريخية وطنية رقمية معتمدة رسميا، لكي تكون  مرجعا تاريخيا يتيح  للباحث العلمي الرد على كل  المشاحنات المتعلقة بالذاكرة الوطنية.

 

وركز أستاذ التاريخ بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة، الدكتور محمد السعيد قاصري، على ضرورة اتباع الطالب  لمنهجية محكمة أثناء التعامل مع المذكرات الشخصية على غرار الإلمام الكامل  بحياة المؤلف " توجهه الفكري، وضعيتة النفسية والصحية، موقع من الأحداث ، اللغة التي كتبت بها المذكرة"، مع الالتزام بالنزاهة العلمية والموضوعية وكذا المعرفة الجيدة بمناهج البحث العلمي.

 

 وتطرق الدكتور بجامعة محمد لمين دباغين، سطيف 2،  لخضر بوطبة في مداخلته  الموسومة بـ المؤرخ مولاي بلحميسي وجهوده في كتابة تاريخ الجزائر الحديث، إلى أهم إنجازات المؤرخ التاريخية التي  ساهم من خلالها في دحض الأفكار السلبية التي روج لها رواد المدرسة التاريخية الاستعمارية.

 

وأكد، أن المؤرخ مولاي بلحميسي، كان مركزا دائما في أبحاثه ودراساته على المصادر المحلية العربية والإسلامية، فإن خانه البحث ولم يعثر عليها فإنه  يعتمد على المصادر الأوروبية،  و رغم الأفكار مغلوطة والأخبار المغرضة، والأحكام المسبقة، إلا أنه لم ينكر أهيمتها، وفائدتها العظيمة في  ذلك الوقت، بالإضافة إلىاعتماده على الأرشيفات وعلى الوثائق غير المعروفة التي لم يسبق نشرها.

 

وذكر، أن المميز في كتابات مولاي،  أنه كان يعتمد على المنهج العلمي الدقيق الرصين، بعيدا على اللغلو و العواطف، والانسياق وراء الكتابات المختلفة التي تناولت تاريخ الجزائر خلال العهد العثماني.

 

وكان مولاي بحسب المتحدث، ينوع في المصادر، سواء من حيث المدة الزمنية، أو لغة وجنسية أصحاب هذه المصادر، كما يحرص دائما على استيقاء معلوماته من أصل المصادر، من خلال البحث والتنقيب عليها في خزائن الكتب والأرشيفات المختلفة، وكذا الاعتمادعلى التحليل والمقاربة والمقارنة لتثبيت الحقائق التاريخية أو تفنيدها وردها، باعتماد الحجة والدليل.

 

وأشار  بوطبة، إلى أن المؤرخ دافع عن  الطابع الحضاري للجزائر خلال العهد العثماني من خلال الموضوعات المتنوعة التي تناولها بالبحث والدراسة والنشر، كما ساعده إتقانه اللغات الأوروبية على توظيف مختلف الوثائق والدراسات في أعماله والاطلاع على حيثياتها، حتى يتمكن من الرد عليها من خلال الاعتماد على الوثائق المحلية العربية والإسلامية.

 

ومن مميزات الكتابة عند مولاي بلحميسي، حسب المتحدث،  أنه لا يكتف بعرض وتقديم وعرض الوقائع التاريخية فحسب، بل يقدم تحليلا عميقا لهذه الوقائع ويعرض رأيه، و يُنور القارئ بمعارف ومعلومات ذات صلة بالموضوع الذي هو بصدد الكتابة حوله، مثلما فعل في استعراضه لأسباب ضعف البحرية الجزائرية في أواخر الحكم العثماني في كتابه البحر والعرب في التاريخ والأدب.

 

وأضاف، بأن الباحث عرفبخوضه في الموضوعات صعبة المنال وقليلة المصادر وصعوبة الوصول إليها، كما فعل في كتابه عن الأسرى المسلمين في البلاد الأوروبية المسيحية، حيث حاول إماطة اللثام عن هذه الفئة المنسية.

 

وأكد الأستاذ، أن مولاي كان يهدف في أبحاثه ودراساته إلى مواجهة الأفكار السلبية التي روج لها رواد المدرسة التاريخية الاستعمارية، من الفرنسيين على وجه التحديد، الذين كانوا يستقون معلوماتهم من كتب الرحالة والرهبان دون تمحيص ولا تدقيق أو تحقيق.

لينة دلول 

تاريخ الخبر: 2023-10-25 21:26:17
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

بوريطة يتباحث ببانجول مع نظيره المالي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:56
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

بركة : مونديال 2030.. وضع خارطة طريق في مجال البنيات التحتية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:53
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية