ندد جمال الشوبكي، السفير الفلسطيني بالرباط، بالأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بسبب الإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين.
وأكد جمال الشوبكي، في حوار خص به “الأيام 24” أن قوات الإحتلال تستخدم سياسة الأرض المحروقة، عن طريق هدم المباني والمنازل، وقطع كل الحاجيات الضرورية كالماء والغذاء والكهرباء والمحروقات عن المواطنين الغزيين، مبينا دور الملك محمد السادس الهام والقوي في إيجاد حل لوقف إطلاق النار.
وهذا نص الحوار كاملا:
1-برأيكم، كيف تقيمون الموقف المغربي مما يحدث في غزة؟ وما الرسالة التي حملتها مسيرة الرباط الحاشدة؟
بخصوص المغرب والمسيرات الحاشدة التي نظمت في مختلف المدن، تعبر بشكل واضح على التضامن الشعبي مع فلسطين، وأن الشعب المغربي هو شعب شقيق، دائما يتفاعل بشكل إيجابي مع القضايا الفلسطينية التي يعتبرها قضية وطنية وليس دولية. وأن الشعب المغربي خرج بالآلاف ليندد بالأعمال الإسرائيلية الإجرامية التي تمارس في حق الشعب الفلسطيني، وأيضا حتى الجهات الحقوقية والحزبية التي تضامنت تضامنا منقطع النظير مع إخواننا بفلسطين.
ونحن نقدر هذا التضامن، وأوامر صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس في الأيام القليلة الماضية بإرسال مساعدات إنسانية كبيرة إلى قطاع غزة في مشهد تضامني يعبر على صدق العلاقات التي تجمع بين البلدين الشقيقين.
وأنوه بمجهودات الوزير الخارجية المغربي الذي قام بجمع الوزراء العرب من أجل دراسة الوضعية، وإيجاد حل لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. ونطالب الأمة العربية والإسلامية أن يتضامنوا مع فلسطين لوقف ذبح المدنيين وقتل الأطفال وهدم المنازل.
كما أن هناك جريمة أخرى تنفذ في الضفة الغربية بخفاء، حيث يوجد أكثر من 120 شهيدا وحوالي 1500 جريح، بالإضافة إلى اعتداءات يومية اعتقلت على خلفياتها قوات الاحتلال 5000 مدنيا بعدما قامت باختطافهم من بيوتهم بعد تدمير ممتلكاتهم.
2-برأيكم، هل يمكن للمغرب أن يلعب دورا في إيجاد حل لوقف إطلاق النار بين المقاومة وإسرائيل؟
المغرب بلد هام وقوي وله تأثير على المستوى الإقليمي والدولي، وقادر على المساهمة في مساعي وقف إطلاق النار، لذلك نعمل جاهدين على مساعدة المغرب وجميع الدول العربية والإسلامية لوقف الاعتداءات الوحشية التي تمارسها إسرائيل بكل قوتها ودعمها الأمريكي. ولذلك نريد تضامن كل دول العالم العربي والإسلامي من بينها المغرب من أجل إيجاد صيغة مناسبة لوقف إطلاق النار، والاستجابة لصرخة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من جميع النواحي الإنسانية والنفسية والإجتماعية.
3- خلّف تصريح الرئيس الفلسطيني بالقول إن “حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني” ردود أفعال كثيرة.. هل نعتبر كلام الرئيس محمود عباس إدانة لعملية “طوفان الأقصى” وللمقاومة وعلى رأسها حركة حماس؟
محمود عباس قال إن منظمة التحرير هي التي تمثل الشعب الفلسطيني ودولة فلسطين، وأنه في جميع دول العالم نجد أن الأحزاب لا تمثل الدولة، ومن يمثل الدولة هي حكومتها، وأن المغرب على سبيل المثال تمثله حكومة وليس الأحزاب السياسية.
وأوضح هنا أن هذه التصريحات نقلت بالغلط، لأن عباس أكد على أن من يمثل فلسطين هي منظمة التحرير الموجودة بالأمم المتحدة وجنيف وأيضا بالمؤتمرات الدولية، التي تحاول بمداخلتها وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولا يوجد فصيل تنظيمي واحد يدعي تمثيل فلسطين أو الشعب الفلسطيني، وهذا أمر متفق عليه ولا نقاش فيه.
4- ما تعليقكم على جريمة الاحتلال في حق عائلة الصحافي الفلسطيني وائل الدحدوح؟
هي جريمة ارتكبت في حق أكبر الصحافيين الفلسطينيين، وأن عائلته انتقلت إلى مكان الإستشهاد بأمر من قوات الاحتلال الإسرائيلية على اعتبار أن المنطقة هي أكثر أمانا.
في غزة لا يوجد متر واحد أمن، فعلى طوال الساعات ترسل القوات الإسرائيلية قذائف وغارات قوية على الشعب الفلسطيني الذي استشهد بالآلاف بعد 20 يوما من الحرب. وغزة أصبحت تتميز بلونين، اللون الأول أسود بالبرود والثاني أحمر بدم الشهداء، وهناك آلاف الفلسطينيين تحت ركام المباني المدمرة ولا توجد وسائل لوجيستيكية لإنقاذ المنكوبين بسبب الحصار الجوي والبري للقوات الاحتلالية.
5-كيف تنظرون إلى مستقبل هذه الحرب؟
نحن حاليا بمفترق الطرق بسبب العدوان الإسرائيلي، وهذه الحرب ستؤدي إلى نكبة جديدة إذا أجبر الفلسطينيون على الهجرة، لأن هذا مشروع قديم تحاول إسرائيل تنزيله إلى أرض الواقع يبدأ من غزة وينتهي في سيناء، وأن المليشيات المسلحة والمتطرفة الذين أعلنوا عن خططهم سابقا والتي تسمى بخطة “الحسن” سيحاولون تهجير الفلسطينيين إلى الأردن. ويبقى جوهر المشكلة هو الاحتلال وليس قضية 7 أكتوبر.
