الحب غير المحدود يحتاج حدودا (٢)
الحب غير المحدود يحتاج حدودا (٢)
كتبت الأسبوع الماضي حول الحب غير المطلق والحدود الغائبة في العلاقات الإنسانية حيث ختمت مقالي بقولي: لتعلم مهارات الحدود هناك مجموعة من القوانين الواجب معرفتها ومحاوله تطبيقها وهي:
أولا: قانون الزرع والحصاد فما يزرعه الإنسان إياه يحصد فلكل فعل نتائج لابد أن يتحملها صاحبها ولا أحد غيره.
ثانيا: قانون المسئولية فكل فرد لابد من تحمل مسئولية قراراته حتي لا يكرر أخطاءه مره أخري كأن يتحمل الطفل مسئولية تجميع أدواته وألعابه.
ثالثا: قانون احترام حدود الآخر فاحترام حدود الآخر جزء من احترامه لحدودي فالحب في اختياراتي وقراراتي بل إن أطلقه حرا ليختار ما يرضيه وما يفرح قلبه.
رابعا: قانون القدرة كل فرد لديه قدرة علي تغيير نفسه لكن لن يستطيع تغيير شيء خارج حدود قدراته, لن نستطيع تغيير شخص ما لم يرغب في التغيير فالعلاقات الصحية تسمح بالاختلاف.
خامسا: قانون التقييم: نحتاج أن نقيم علاقتنا وردود أفعال الآخرين علي سلوكنا وأفعالنا تجاههم لذلك فلابد من تقييم العلاقات لتغيير ما يسبب ألما لمن حولنا بما لا يكسر قانون الزرع والحصاد.
سادسا: قانون الدوافع وهذا القانون مسئول عن تقييم علاقتي بالآخر فلابد أن أسأل نفسي عن سبب قيامي بهذا السلوك (أنا باعمل كده ليه) فقانون الدافع يعني الحرية أولا ثم الخدمة بمعني هل أنا سعيدة لأني أفعل ذلك أم أفعلها لأني مضطرة, فمعرفة الدافع يساعدني أن أعيش سعيدا فإذا صحت الدوافع صحت الحياة.
سابعا: قانون المبادرة والمقصود به أن أكون إيجابيا أعبر عما يضايقني ويكسر حدودي بحكمة مع الطرف الآخر, أقوم بدوري وأترك مساحة لآخر ليقوم بدوره أبادر بحل المشاكل لمواجهة الآخرين بدلا من السلبية والهروب من المواجهة.
ثامنا: التحرر من دور الضحية غياب ذلك القانون يعطي للإنسان مبررات يشعر أنه غير مسئول عن الأحداث ويظل يعيش ضحية يلوم من حوله ويرثي لحاله, الحل أن يري الإنسان نفسه جزءا من المشكلة ويبدأ في تحمل مسئوليته وتغيير ما يستطيع تغييره في حدود إمكانياته.
تاسعا: التفاعل مع الحدث والهدف منه ألا يتكرر الموقف دون أن أعبر عن مشاعري تجاه ذلك الموقف بقبولي أو رفضي إياها.
أخيرا المكاشفة والمقصود بها أن أشرح بوضوح حدودي واحتياجاتي ولا أترك الأمر للطرف الآخر في محاولة فهم ما أحتاج اليه, فالعلاقة الصحية تعتمد علي التعبير عن الاحتياجات بصدق وصراحة من دون لوم أو هجوم. أكد إدوارد هول عالم الاتصال الإنساني هذه المبادئ, وقال: إن إدراك المسافة بين الآخرين والمحافظة عليها مهمة لإبقاء الود في العلاقات ونفقد علاقتنا بالآخرين عندما نخطئ في احتساب تلك المسافة.
هذه القوانين تعمل في تناغم, وكسر إحدي القوانين يؤدي إلي خلل في باقي القوانين, الأمر يحتاج إلي شجاعة لنعبر عن حدودنا وحكمة في التعامل مع كسرها.