منذ بداية الحرب الإسرائيلية على فلسطين وبالضبط في قطاع غزة، شهدت الأراضي الفلسطينية وصول مساعدات إنسانية من مختلف الدول العربية ومن بينها المغرب، وقدر العدد الإجمالي لشاحنات المساعدات التي وصلت إلى قطاع غزة منذ بداية الحرب ب74 شاحنة، محملة بالمواد الغذائية والماء والكفن.
وسجل مراقبون سياسيون بغزة أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة تواجه عدة صعوبات واكراهات أبرزها غياب الإرادة السياسية لدولة مصر، التي مازالت تخضع لأوامر إسرائيل طبقا للإتفاقيات الموقعة بين البلدين، بمنع فتح معبر رفح البري إلى بإذن الكيان الصهيوني.
يقول أليف الصباغ، المحلل السياسي بالجليل شمال فلسطين، إنه في هذه “الأيام العصيبة، يقف العالم العربي والإسلامي كله في امتحان مصيري، إما أن ينتصر لفلسطين وينهض متحديا كل أشكال الإستعمار وسياساته الدموية، أو يصمت وينام في الجحور وبين القبور وهو حي، يشعر بعذابه”.
وأضاف أليف الصباغ، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “الشعب الفلسطيني يتعرض لأبشع إبادة جماعية في التاريخ الحديث، أمام الكاميرات في مشهد مباشر، وعلى مسمع ومرأى كل المؤسسات الدولية التي تعنى بحقوق الانسان أو تدعي ذلك”، موضحا أنه “يبدو أن النصوص القانونية التي تتحدث عن الإنسان لا تقصد الفلسطيني، وربما لا تقصد العربي والمسلم عامة”.
وتابع المتحدث عينه أن “كل العرب والمسلمين أمام امتحان تاريخي، ومد يد العون للشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر منذ 17 عاما، وهو واجب إنساني وقومي وديني”، مشيرا إلى أنه “كل ما وصل لغاية الآن الى قطاع غزة، وبالرغم من المعاناة الكبيرة لايصال هذه المساعدات، لا يرقى إلى مستوى الحد الأدنى مما هو مطلوب، لا يتعدى 2 في المائة من حاجات الشعب المحاصر والذي يتعرض إلى الذبح اليومي بطائرات وأسلحة أمريكية وغير أمريكية فتاكة لم يسبق أن استعملت وهي محرمة دوليا”.
واستدرك المحلل السياسي الفلسطيني أن “المساعدات تصل، ومن يستفيد منها هم أهالي غزة الأحياء والأموات، لمن وصول الأكفان بكميات كبيرة ليست هي المساعدة المطلوبة”، مشددا على ضرورة إبدال الجهد لإيقاف العدوان وإيقاف القتل بدلا من إرسال الأكفان”.
وزاد: “ارسلوا كل ما يحتاجه المستشفى لإنقاذ آلاف الجرحى يوميا منهم يصل إلى المستشفى ومنهم من لا يصل، ليترك المجال لمعالجة من إصابته أكثر خطرا”، مضيفا “ابذلوا جهدكم لوقف العدوان لمنع توقف كل المستشفيات عن العمل وقد توقف جزء كبير منها. لم يبق أي شي يعين الإنسان على البقاء حيا دون أن يقصف ويدمر”.
“لا ماء ولا كهرباء ولا وقود ولا مصارف صحية ولا مدارس أو ملاجئ أو مساجد أو كنائس لإيواء الهاربين من الموت المحتم. الصهيونية عارية والأنظمة العربية عارية أيضا، أمريكا هي من تدير حرب الإبادة، ولا حاجة لمزيد من التحليل والانتظار. فهذا وقت للعمل، للتحرك الجماهيري في مواجهة السلطات السياسية المتأمرة على شعبنا، والتأمر بالصمت عن الجريمة لا يقل إجراما عن غيره”، يقول المتحدث.
أما بخصوص الصعوبات التي تواجهها القوافل الإنسانية، يقول أليف الصباغ، إن “الصعوبات التي تواجه قوافل المساعدات تتمثل أولا في غياب الإرادة السياسية المصرية، التي ما تزال ملتزمة بالإتفاقيات مع إسرائيل بمنع فتح معبر رفح ومنع دخول أو خروج أي شي إلى بموافقة المحتل الإسرائيلي”.
مضيفا أنه “بعد دخول الكميات القليلة من المساعدات يتم تفريغها في مخازن الأمم المتحدة في جنوبي قطاع غزة ويتم توزيعها هناك خوفا من قصفها في الطريق إلى شمال القطاع أي إلى مدينة غزة وهي أكبر مدينة في القطاع، إضافة إلى أنها لا تفي بالحد الأدنى من الاحتياجات بسبب تحديد عدد الشاحنات التي تمر المعبر كل يوم”.
واستطرد المحلل السياسي أنه “في حين كانت تمر 800 شاحنة يوميا في ظل الحصار، فلا تمر اليوم أكثر من 20 شاحنة بالرغم من ازدياد الحاجة بالأضعاف المضاعفة”، مبينا أن “الشعب الفلسطيني لا يطلب دخول أي عتاد عسكري أو قوات عسكرية، إنما مساعدات إنسانية وجهود وإرادة سياسية فقط”.
