بالتزامن مع تأكيد الجيش الإسرائيلي أن عملياته البرية الموسعة مستمرة في قطاع غزة، أدانت السعودية الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة والعمليات العسكرية البرية، لما تحمله من مخاطر على حياة آلاف المدنيين.

وأكدت وزارة الخارجية، في بيان أمس، أن المملكة تتابع بقلق ما يجري في غزة، شاجبة أي عمليات برية تقوم بها إسرائيل، لما في ذلك من تهديد لحياة المدنيين الفلسطينيين، وتعريضهم لمزيد من الأخطار والأوضاع غير الإنسانية.

وتأتي الإدانة السعودية تأكيدا لموقف المملكة الرافض بشكل قطعي العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وما سيترتب عليها من احتمالية جرّ المنطقة لحالة تصعيد غير مسبوقة ستطول تداعياتها الأمن والسلم الدوليين.

وقد أكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، موقف المملكة الثابت تجاه مناصرة القضية الفلسطينية، ودعم الجهود الرامية لتحقيق السلام الشامل والعادل الذي يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وذلك في اتصالاته واستقبالاته مع عدد من رؤساء الدول.

وأوضح الأمير محمد بن سلمان أن السعودية تبذل جهودا حثيثة في التواصل الإقليمي والدولي؛ بهدف التنسيق المشترك لوقف أعمال التصعيد الجاري، مشددا على موقف بلاده الرافض استهداف المدنيين بأي شكل وإزهاق أرواح الأبرياء، وتأكيد أهمية مراعاة مبادئ القانون الدولي الإنساني، وضرورة وقف الهجوم على قطاع غزة.

انتهاكات صارخة

كما حثت المملكة المجتمع الدولي على الاضطلاع بمسؤولياته من أجل وقف تلك العملية العسكرية فورا وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 27 أكتوبر 2023، وحقنا لدماء الأبرياء، وحفاظا على البنى التحتية والمصالح الحيوية، واحتراما للقانون الدولي الإنساني، ولتمكين المنظمات الإنسانية والإغاثية من إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة والضرورية للمدنيين دون عوائق.



كما حذرت من خطورة الاستمرار في الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة وغير المبررة بحق الفلسطينيين.

يأتي ذلك لتأكيد دور المملكة الفاعل مُنذ بدء الأزمة، ومواصلة جهودها مع كل الأطراف المؤثرة والفاعلة، لخفض التصعيد وحماية المدنيين ورفع المُعاناة عنهم، وإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية لهم، ورفضها التهجير القسري للفلسطينيين.

كما أن ذلك يأتي في إطار مواكبة أى تُحركات تقوم بها المملكة في إطار المجموعة الخليجية أو المجموعة العربية أو المجموعة الإسلامية، بما يُعزز من قيادتها جهود خفض التصعيد، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني المُتضرر من هذه الأزمة.

وقف التصعيد

بدوره، شدد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، في اتصال مع نظيريه المصري سامح شكري، والأردني أيمن الصفدي، على أهمية وقف التصعيد العسكري وعمليات التهجير القسري لسكان غزة.

كما أكدوا ضرورة العمل على إيجاد حل سياسي عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني، ويضمن الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم.

جاءت تلك الدعوات بينما تواصل القوات الإسرائيلية منذ 3 أسابيع قصفها العنيف على غزة، مانعة دخول السلع الغذائية والمساعدات إليه، وقاطعة عنه الكهرباء والمياه، والاتصالات والإنترنت أيضا.

كما أتت بعد أن نفذت، أمس، توغلا بريا وصفه الجيش الإسرائيلي بـ«الأهم والأوسع»، مهددا بعمليات برية وشيكة.

بينما ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 7700، وسقط الآلاف مصابين، أغلبهم بين المدنيين الفلسطينيين.

تطور خطير

وتنظر الرياض إلى الاجتياج الإسرائيلي لغزة بوصفه تطورًا وتصعيدًا خطيرًا قد يُعجل بدخول المنطقة دوامة عنف طويلة ولا مُنتهية لن تُهدد أمن المنطقة فقط، بل ستُعرض الأمن والسلم الدوليين لتداعيات خطيرة وجسيمة.

كما أن المجتمع الدولي، وتحديدًا مجلس الأمن، أمام تحدٍ حقيقي ومسؤولية أخلاقية تختبر فاعليته ومقدرته على وضع حد للقضايا والنزاعات العسكرية، حيث إنه مدعو لتبنى قرار عاجل وفوري ومُلزم بوقف إطلاق النار، وتجنيب المدنيين ويلات النزاع القائم.

وستواصل المملكة دورها مع جميع الأطراف المؤثرة والفاعلة وذات الصلة، للعمل على خفض حالة التصعيد، بما يمنع مواصلة تدهور الأوضاع الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة، وحماية المدنيين، ورفع المُعاناة عنهم، وإيصال المُساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة والفورية إليهم.

موقف المملكة من اجتاح إسرائيل قطاع غزة

- الاجتياج تصعيد خطير قد يُعجل بدخول المنطقة دوامة عنف طويلة.

- سيعرض الأمن والسلم الدوليين لتداعيات خطيرة وجسيمة.

- يعد تحديا حقيقا للمجتمع الدولي ومجلس الأمن لتبنى قرار عاجل وفوري بإيقاف إطلاق النار.

- موقف المملكة ثابت تجاه مناصرة القضية الفلسطينية.

- استمرار المملكة في تواصلها مع الأطراف الفاعلة دوليا، لوقف التصعيد العسكري وإيصال المساعدات.