انطلاق الملتقى الدولي العاشر كاتب ياسين بقالمة: دعوة كتّاب العالم إلى إدانة مجازر غزة

وجه المشاركون في الملتقى العاشر حول حياة و مؤلفات الأديب العالمي كاتب ياسين الذي انطلق، أمس السبت بقالمة، نداء إلى كتاب العالم و مثقفيه لإدانة المجازر التي يرتكبها الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، و مساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة و حصار لم يشهده العالم في العصر الحديث.

و اتفق كتاب و باحثون و أساتذة من عدة دول يشاركون في الملتقى على ضرورة التنديد بالمجزرة و قول كلمة الحق بشجاعة، و الدفاع عن الحق في العيش و السيادة للشعوب المضطهدة، معتبرين ما يجري في غزة جريمة ضد الإنسانية لا ينبغي السكوت عنها من طرف النخب المثقفة عبر العالم، كما كان يفعل كاتب ياسين الأديب الجزائري الذي عاش مناصرا للمظلومين أينما كانوا، رافضا للاستعمار داعيا إلى الحرية و الكرامة الإنسانية.
و قبل انطلاق أشغال الملتقى وقف الجميع دقيقة صمت ترحما على ضحايا مجازر غزة مؤكدين بأن أحرار العالم يقفون اليوم إلى جانب الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه و مقدساته.
و انطلقت بقالمة أمس فعاليات الملتقى الدولي كاتب ياسين في طبعته العاشرة بمشاركة أدباء و باحثين من الجزائر و تونس و فرنسا و إيطاليا جاؤوا لإثراء الأدب و المسرح الشعري الكاتبي بالدراسة و النقاش الأكاديمي و تناول حياة كاتب جزائري متفرد، مازال يثير الجدل كلما غاص الباحثون و النقاد في فكره و مؤلفاته التي تخطت حدود الجغرافيا المحلية و بلغت العالمية من خلال التدريس في مختلف الجامعات و أعمال الترجمة و المنتديات التي تعقد باستمرار لتسليط مزيد من الأضواء على الأدب الكاتبي و نقله إلى الأجيال القادمة حتى يكون لها مرجعا في النقد و الدراسة  التحليل و التأريخ للأدب الجزائري الذي عاش أزهى عصوره بأمثال كاتب ياسين من كبار الشعراء و الأدباء و رواد المسرح و الفن التشكيلي الذين أثروا المكتبة العالمية بأعمال ستظل خالدة و ملهمة للأجيال المتعاقبة.  
و قد اختارت اللجنة العلمية موضوع «اللقاء» كمحور رئيسي للملتقى العاشر مؤكدة بأن هذا الاختيار أو بالأحرى الاتفاق نابع من الحركية التي كان عليها كاتب ياسين و برزت في حياته الشخصية كمؤثر قوي في محيطه و علاقاته و يتضح ذلك في مؤلفاته المليئة بالأحداث و الشخصيات، المثيرة بالمواقف و الإبداع المعتمد على مخيال الكاتب و واقعه المعاش، حيث تبرز عدة شخصيات تأثر بها الكاتب و أثر فيها أيما تأثير عندما جمعه بها اللقاء الذي تحول بعد ذلك إلى منطلق لمشروع رواية أو قصة و مسرحية أو نص شعري، و حكاية شعبية متجذرة و نضال مستميت من أجل القضايا العادلة حول العالم.
و يتضمن الملتقى عدة محاضرات و مداخلات ثرية تتناول حياة و مؤلفات الأديب في جانبها المتعلق بالمواقف المثيرة و اللقاءات التي جمعت الكاتب بشخصيات فكرية و سياسية و مسرحية كما جمعته بالطبقات الشعبية البسيطة التي كانت منطلقا له نحو المسرح و الرواية و الشعر.   
و في محاضرة الافتتاح قال الباحث الجزائري نور الدين بهلول بأن كاتب ياسين هو روح عصر كامل، كان يناصر المظلومين و يقاسمهم آمالهم و أحزانهم، و كانت كتاباته تتجاوز الزمن الذي يعيش فيه و تعبر بصدق عن الواقع الحقيقي للناس الذين ارتبط بهم و تأثر بهم و أثر فيهم و استخدم ذلك في بنائه القصصي و الشعري.
و قالت المحاضرة الجزائرية القادمة من فرنسا جليلة دشاش بأن الإشكالية المطروحة في الملتقى بعنوان كاتب ياسين و اللقاء على قدر كبير من الأهمية لأنها تسلط الضوء على حياة الكاتب و لقاءاته و جولاته الدولية من خلال ما كتبه إدوارد جليسانت «شعرية العلاقات» حيث ربطته صداقة قوية بكاتب ياسين  أوائل الخمسينات و بقيا صديقين حتى النهاية.      
و قد برمج المشرفون على الملتقى محاضرة هامة للأديبة الإيطالية «ماري جوفيانا بيطريلو» تتناول حياة و مؤلفات كاتب ياسين الصحفي و لقائه مع جريدة الجزائر الجمهورية تسلط فيها الضوء على مرجعية و أصالة كاتب ياسين الصحفية التي لم تعد بحاجة إلى إثبات اليوم فقد كانت رائعته نجمة علامة مميزة طبع بها جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية بأكمله كما ذهبت إليه جاكلين أرنود، مؤكدة على  الدور الذي لعبته الكتابات الصحفية لكاتب ياسين على المستوى المجتمعي و مدى تأثيرها في الوعي الشعبي كتلك المغامرة الكبرى و اللقاء المثير للكاتب مع جريدة الجزائر الجمهورية التي تميزت بخطها التحريري الذي كان يميزها عن منافسيها و يخاطب الشعب الجزائري و يعبر عن همومه و تطلعاته بنصوص امتزجت فيها الكتابة الصحفية و الكتابة الأدبية، الاندماج الذي سعى إليه كاتب ياسين منذ بداياته الأولى مع الكتابة و الإبداع المتفرد سنة 1949 عندما قدم نفسه كشاعر صحفي لم يكن يعترف بالحدود بين الصحافة و الأدب.
و من جهته أوضح الباحث التونسي و رئيس اللجنة العلمية للملتقى، التونسي منصور مهني بأن «اللقاء» في حياة كاتب ياسين يبدو للوهلة الأولى على قدر كبير من الأهمية و الحساسية لأنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالطبيعة الواضحة لكيفية تطور الأمور و الأحداث في عالم الأدب، متسائلا أليس النص ملتقى الشخصيات و الأحداث و الأفكار و الأساليب.
و تطرق منصور مهني إلى لقاء كاتب ياسين بشخصية جحا التي جعل منها الكاتب منطلقا للأسطورة و الأعمال المسرحية التي كانت تستمد فصولها و أحداثها من مدينة عابرة للحدود و الوطنية و الثقافات.
فريد.غ

تاريخ الخبر: 2023-10-29 00:24:39
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

مركز دراسات مصري : المغرب رائد إقليمي في مجال صناعة السيارات

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:06
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية