ما تزال قضية إصابة 16 مريضا بمضاعفات خطيرة على مستوى العين بمستشفى 20 الدارالبيضاء، تثير جدلا حادا، خاصة وأن المرضى طرقوا باب القضاء طلبا للانصاف، حيث وضعوا شكاية لدى الوكيل العامل للملك بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، يطالبون من خلالها بجبر الضرر.
ووفق معطيات توصلت بها “الأيام24″، فإنه مباشرة بعد انفجار القضية، وضعت الممرضة التي تكلفت بحقن المرضى، طلب عطلة في فاتح أكتوبر، ما أثار كثيرا من علامات الاستفهام.
ويتجاوز السعر الحقيقي للدواء 3000 درهم، ويشكل عبئا ثقيلا على المرضى خاصة مع ضيق الحال وقصر ذات اليد، ما دفعهم إلى الانخراط في مجموعات واقتسام المبلغ فيما بينهم لشراء الدواء الذي حقن به الجميع، إذ كانت الممرضة تقوم بإنشاء مجموعات على الواتساب، وأعضاؤها من مرضى العيون، الذين يجدون صعوبة في شراء الدواء.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن اسم الممرضة تكرر كثيرا في المحاضر وعلى لسان أكثر من مشتكي، ما وضع المعنية في دائرة الشكوك.
وتوصلت الأيام 24 بنسخة من ترخيص الدواء، المستعمل، الذي يسمى العقار “أفاستين”، والذي يدخل في بروتوكول علاج شبكية العين لدى مرضى السكري، وهو غير مرخص بالتسويق داخل المغرب.
وكشفت مصادر مطلعة أن العقار المستعمل في علاج شبكية العين لدى مرضى السكري بمستشفى 20 غشت بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء “تیفاسیزوماب” غیر مرخص به لعلاج أمراض العيون، بل منحته مديرية الصيدلة والأدوية بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية ترخيصا لعلاج أمراض السرطان.
وأفادت المصادر نفسها أن عقار “بيفاسيزوماب” واسمه التجاري “أفاستين” يستعمل لأنه رخيص الثمن، وبالتالي يعتبر بديلا لعقار مرتفع الثمن، غير أن للعقار مضاعفات جانبية خطيرة، إذا ما تعرضت العين لتلوث ما أثناء الحقن، وهي الأعراض التي يعاني منها 16 مريضا خضعوا للعلاج بنفس الحقن.
وبعد الاطلاع على بعض الوثائق، طرقنا أبواب الصيدلية التي اشترى منها، المرضى دواءهم، حيث قال مسيرها إن الدواء فعلا يباع، والمرضى يستعملونه منذ زمن، دون أن يكون هناك ضرر ما.
وقال الصيدلاني، إنه لا يعلم مكمن الخلل أو المشكل الذي تسبب في العارض الصحي، مكتفيا بالقول إن الدواء يستعمل بشكل عادي والناس ما تزال تستعمله إلى اليوم.
